ديسمبر 16, 2014

محمد جاوا سائق فريق “أم ـ تيم” السعودي يتألق في سباق الخليج 12 ساعة

نجح السائق السعودي محمد جاوا في الصعود إلى منصة تتويج فئة الـ “برو ـ آم” مع نهاية سباق أبوظبي “الخليج 12 ساعة” خلف مقود سيارة “فيراري 458 جي،تي3″، وهي السيارة ذاتها التي قادها للفوز سابقاً بفئته في سباق 24 ساعة في دبي في كانون الثاني/ يناير الماضي. وكان فريق “دراغون”، الذي دافع عن ألوانه السائق السعودي عاش نهاية سباق عاطفية إثر وصول الضغوطات إلى أعلى المستويات عندما تدخلت سيارة الأمان قبل النهاية لتبدّل هوية وقدر السباق بالنسبة لهذا الفريق.

ويُقسم سباق “الخليج 12 ساعة إلى جزئين مع سباقين يمتدان لفترة 6 ساعات كل واحد منهما، مع توقف بينهما يستمر لمدة 3 ساعات. ويُعتبر هذا الحدث الرياضي من السباقات الفريدة من نوعها في أبوظبي. وهذه المرة إنضم محمد جاوا إلى زميليه جوردان غروغور من الإمارات العربية المتحدة وشين والكينشو من بريطانيا، في أول ظهور له كسائق لسيارات الـ “جي،تي”.

جاوا حصل على فرصة المشاركة في التمارين والتجارب التأهيلية، إضافة إلى الفرصة للعودة للجلوس خلف مقود سيارة الـ “فيراري جي،تي3” مرة جديدة. علماً أنه في معظم الأحيان تبقى السيارة ذاتها من الناحية التقنية، ولكن هذه المرة تم تزويدها بإطارات “آفون”.

الفريق تحضّر بشكل رائع للتجارب المؤهلة للسباق، خصوصاً أنه كان يعلم قوة المنافسة مع الفرق الأوروبية التي تنتظره في فئة الـ “برو ـ آم” مع مشاركة ما لا يقل عن سبع سيارات من طراز “فيراري جي،تي3″، بقيادة أبرز السائقين المحترفين. وبعد إحتساب مجمل الأوقات المسجلة من قبل السائقين الثلاثة تأهل فريق “دراغون” من المركز الـ 11 عند خط الإنطلاق.

القسم الأول من السباق بدأ في تمام الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي على حلبة مرسى ياس للفورمولا واحد التي تبلغ مسافتها الإجمالية 5,5 كيلومترات، ومع حلول الساعة الأولى تمكن غوردان من إتباع نمط قيادي سريع، ليمنح المقود لزميله محمد جاوا، الذي تمكن من أن يتقدم للمركز التاسع في الترتيب العام. وخلال الساعات التالية تبادل السائقون الجلوس خلف مقود السيارة كل 60 دقيقة من أجل التزود بالوقود وتبديل الإطارات، وتمكنوا من التقدم للمركز السابع مع إشهار العلم المرقط في تمام الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي، بعدما توقف الفريق في المنصات خلال 4 مرات بإجمالي 9 دقائق فقط!.

10868096_647743222015632_182634537960001071_n.jpg

الساعات الثلاث المخصصة للراحة منحت السائقين فرصة التحدث مع المهندسين والفنيين من أجل التباحث بأي تعديلات تحتاجها السيارة وللحفاظ عليها، كما حصل جاوا على فرصة للراحة لبضعة ساعات مع الفريق قبل أن ينتقل للمرحلة التالية من السباق، التي كانت ستبدأ في تمام الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي في ليل أبوظبي.

إنطلق الفريق من المركز السابع عند خط الإنطلاق، وهو المركز ذاته الذي أنهى به السباق الأول، ما منحه فرصة الصعود إلى منصة التتويج، وشرّع باب التكهنات على جميع الإحتمالات، وخصوصاً من ناحية المنافسة القوية والشرسة مع سيارتي فريق “آيه،أف كورسيه” الرقمين 4 و5 على التوالي.

الدقائق الثلاثون الأخيرة من عمر السباق برهنت أنها المنعطف الأهم للفريق عندما تعرضت سيارة “فيراري” الرقم 99 التابعة لفريق “كيسيل رايسينغ” والتي جلس خلف مقودها نجم سباقات الـ “موتو جي،بي” (الدراجات النارية) خورخي لورنزو، لحادث كبير عند المنعطف الـ 11، وبسبب تواجد السيارة المتضررة في وضع خطر على الحلبة دخلت سيارة الأمان للمرة الاولى، ما أغلق فجوة الثواني الـ 15 التي بناها فريق “دراغون” لصالحه خلال الساعات الأربع السابقة والتي كانت بالتأكيد ضمانة صعود الفريق إلى المركز الثالث على منصة التتويج. ومع إشهار العلم الأخضر رفع السائق جوردان غروغور شعار معركة “كل شيء أو لا شيء” من أجل الحفاظ على مركزه، ولكنه خسر مرتبة أمام سيارة “آيه،أف كورسيه” الرقم 5 ومن ثم بعد 3 لفات تراجع مجدداً أمام السيارة الرقم 4، إلاّ أن جوردان نجح في تجاوز هذه الأخيرة مرة جديدة والتقدم للمركز الرابع في فئته. وإضطر للقبول طوعاً بالمركز السابع في الترتيب العام مع إشهار العلم المرقط، ليقف عند باب منصة التتويج.

وعند توجه محمد وفريقه مع خيبة أمل إلى المنصة، قيل لهم أن السيارة الرقم 10 الـ “جي،تي” من روسيا حصلت على عقوبة إضافة لفتين إلى النتيجة التي حققتها بسبب مخالفتها للقانون أثناء أحد التوقفات، ما سمح لفريق “دراغون” بالعودة مجدداً إلى المركز الذي إستحقه بجدارة، وهو الثالث في فئته وللمركز السادس في الترتيب العام.

محمد جاوا قال بعد هذا الإنجاز: “لا أستطيع أن أصدق ذلك، كنا نقود بأعلى المستويات خلال الساعة الأخيرة، ونقاتل بقوة للصعود إلى منصة التتويج، ولكن مع دخول سيارة الأمان إلى الحلبة علمنا أننا خسرنا تقدمنا البالغ حينها 15 ثانية، ومن ثم خسرنا مرتبة تحت الأعلام الخضراء، لذا كانت منافسة قوية حتى النهاية من أجل الحفاظ على مركزنا. ولاحقاً تجاوزتنا سيارة الـ “أس،أل،أس” الرقم 10 خلال اللفات الأخيرة، وكنا خائبين ونحن نتوجه إلى المنصة. ومن ثم أن نسمع هذا الخبر كان بمثابة الأعجوبة بالنسبة لنا، ولا يمكنني أن أشرح كم كنا سعداء لحصولنا على مكافأة عن عملنا والجهد القويّ الذي قمنا به. الفريق كان رائعاً، إضافة إلى زميليّ، وهو شعور رائع مع الصعود مجدداً إلى منصة التتويج في سباق للتحمل”.

وتابع جاوا قائلاً: “أريد أن أتوجه بالتهئنة لمواطني وصديقي الأمير عبدالعزيز الفيصل ولفريقه “بلاك فالكون” (الصقر الأسود) لفوزه بلقب فئته، ومن الرائع أن يتقاسم سائقان سعوديان منصة التتويج في سباق للـ “جي،تي” مذهل”.
السباق المقبل على روزنامة المسابقات هو مهرجان السباقات السعودي في 20 كانون الأول/ ديسمبر في المملكة العربية السعودية، حيث سيجلس السائق محمد جاوا خلف مقود “فيراري” إلى جانب سيارات الـ “جي،تي” على حلبة الريم الدولية في الرياض. علماً أن جاوا سيعود العام المقبل للجلوس خلف مقود الـ “فيراري جي،تي3” للدفاع عن لقبه في فئته خلال سباق 24 ساعة في دبي، وتحديداً بين 8 و10 كانون الثاني/ يناير 2015 على حلبة دبي أوتودروم.

أهم المقالات