يونيو 11, 2023

بالصور: بوجاتي أسطورة على مضمار سباق لومان 24 ساعة

كتابة – هيثم يونس

منذ مائة عام تركت أسطورة بوجاتي بصمتها في سباق لومان 24 ساعة، والذي يصادف هذا العام الذكرى المئوية لتأسيسه ويعد أشهر إختبار لأداء السيارات ومهارة السائقين في العالم

إذ شاركت بوجاتي في أول سباق لومان 24 ساعة في عامه الأفتتاحي 1923، بسيارتين من طراز بريشيا 16 أس، أحدهما يقودها ماكس دي بورتاليه وسوستين دي لاروشيفوكولد

 كانت بريشيا سيارة مشهورة بخفة وزنها وموثوقيتها الثابتة، وقد تم تقديمها في وقت كانت فيه العديد من سيارات السباق كبيرة وغير عملية.

على الرغم من أن السباق الأول قد ضربته الأمطار طوال 24 ساعة تقريبا، إلا أن فريق بريشيا بقيادة دي بورتاليه ودي لاروشفوكولد نجح في تحقيق المركز العاشر، وكانت البداية الواعدة التي ألمحت إلى الإمكانات الهائلة التي يمكن أن تقدمها بوجاتي لعالم سباقات التحمل.

عادت بوجاتي إلى حلبة دي لا سارث، في عام 1930 مع طراز تايب  40، وعلى متنها الفرنسية أوديت سيكو صانعة تاريخ رياضة السيارات للسيدات كأول إمرأة تتسابق في سباق لومان 24 ساعة في 21 يونيو 1930.

 من اللافت للنظر أن سيكو ومساعدتها  مارغريت ماريوز تنافسا كثنائي نسائي بالكامل في وقت اعتقد فيه الكثيرون أن النساء ببساطة غير قادرات على إكمال مثل هذا السباق الشاق. ولكن مع التصميم والمهارة، أحرز الثنائي المركز السابع

على مدى السنوات التالية، شهدت بوجاتي مراكز مختلفة في سباقات لومان 24 ساعة، على الرغم من سلسلة العروض القوية أحتلت المركز السادس في عام 1932، والتاسع عام 1934، والمركز الرابع عشر في عام 1935، إلا أنها حتى ذلك الحين لم تتوج على منصة لومان.

إستجابةً للوائح الجديدة التي وضعها منظمو السباق في عام 1936، بدأت بوجاتي على الفور العمل على سيارة سباق جديدة هى تايب 57 جراند بريكس، تم أختصار الأسم لاحقًا إلى تايب 57 جي، وقد تم تصميمها لرياضة السيارات عالية المستوى، ومجهزة بمحرك بثماني أسطوانات بسعة 3،266 سم مكعب، وقادر على توفير قوة 170 حصان.

 يتميز الهيكل الأساسي للسيارة بهيكل مثقوب  في عملية دقيقة لتوفير الوزن الحاسم. وقد تم تجهيزها بهيكل إنسيابي كامل مصنوع من سبائك المغنيسيوم يغطي حتى العجلات. تمتع هذا الطراز المميز بسرعة قصوى تبلغ حوالي 220 كم / ساعة (135 ميلاً في الساعة)، على حلبة دي لا سارث.

كان جان بيير ويميل، السائق الفرنسي الاستثنائي، وراء دفع القوة الكامنة لسيارة بوجاتي تايب 57 جي إلى أقصى حد.

 إذ تمكن في عام 1937، بمشاركة روبرت بينويست، أحد أفضل السائقين الفرنسيين في فترة ما بين الحربين العالميتين، من تحقيق نصر مذهل حيث أنهوا السباق في المركز الأول بعد أن قطعوا مسافة 100 كيلومتر أبعد من السيارة التي أحتلت المركز الثاني، مما أظهر بشكل مثالي العبقرية التقنية ونهج بوجاتي الرائد.

 الفوز لم يكن وحده هو الأول لأسطورة بوجاتي في سباق لومان 24 ساعة، ولكن ويميل وبينويست سجلا أيضا رقماً قياسياً جديداً في المسافة، حيث قطعا 3287 كيلومتراً في سباق واحد.

على الرغم من أن بوجاتي أضطرت إلى الإنسحاب من سباق عام 1938 لصعوبات فنية، إلا أنه في عام 1939، عادت بوجاتي مع ويميل إلى حلبة لومان، وهذه المرة مع بيير فيرون كسائق مساعد، مما أدى إلى تطوير سيارة تايب 57 جي.

تم طرح سيارة تايب 57 سي، ذات الهيكل الإنسيابي مزودة بمحرك 8 أسطوانات مطور ينتج قوة 200 حصان، سمح ذلك بسرعات تزيد عن 255 كم / ساعة على الطريق المستقيم، ومن خلال ترقيات إضافية، تمكنت بوجاتي من تقليل وزن غطاء المحرك الدائري الشكل العائم، و تم أيضا تحسين المحور الخلفي وعمود الكرنك وأجزاء أخرى.

منذ بداية السباق، واجهت بوجاتي منافسة هائلة من ريموند سومر في الفا روميو الجديدة. لكن محترف بوجاتي قاد  بشكل استثنائي، حيث اتخذ خطوطًا نظيفة في المنحنيات مع الحفاظ على إطاراته ومكابحه.

مع مسافة مضمار تقارب 13.5 كيلومترا لكل لفة ، قطع ويميل و فيرون  3354كيلومترا – 248 لفة – في 24 ساعة، مما أكسبهما فوزًا رائعا.

حققت بوجاتي سرعة متوسطة بلغت 139 كم / ساعة، وتأخرت السيارة التي احتلت المركز الثاني في السباق بثلاث لفات، والثالثة تسع لفات. من بين 42 سيارة بدأت السباق، عبرت 20 سيارة فقط خط النهاية.

فيما كانت الحرب العالمية الثانية بمثابة بداية توقف دام عشر سنوات في سباق لومان 24 ساعة، و لم يتم رؤية بوجاتي في السباق المشهور عالميًا حتى عام 1994، بالضبط بعد 55 عاما من الانتصار الأخير للعلامة التجارية

هذا العام و مع الأحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس سباق لومان 24 ساعة، ستظهر بوجاتي في حلبة دي لا سارث مرة أخرى، مع الظهور العام الديناميكي الأول لسيارة بوليد، حيث تقود لفة مضمار بعد ظهر السبت.

 

أهم المقالات