نوفمبر 03, 2017

أكبر خسارة فصلية لشركة تسلا.. فماذا حدث؟

سجلت تسلا أكبر خسارة فصلية على الإطلاق منذ نشأتها وقد بلغت خسائرها الصافية ما يقارب الـ620 مليون دولار أميركي.

وفي الربع الأخير، أنفقت مصنعة السيارات الكهربائية تسلا ما يوازي 1.1 مليار دولار في النفقات الرأسمالية ودفعت مبلغا إضافيا قدره 325 مليون دولار لسداد تسهيلات ائتمانية.

وتؤكد النتائج أيضا أن تسلا جمعت 1.8 مليار دولار في أغسطس آب الماضي من خلال بيع الديون وحققت زيادة بنسبة 30 في المائة في الإيرادات وصل إلى 2.98 مليار دولار.

لكن, ومع استمرار إنخفاض المبيعات وخسارة الأموال اضطر إلون موسك مؤسس تسلا إلى توقيف إنتاج النموذج 3 في مسعى منه لتصحيح الأزمة حيث أن ضعف المبيعات أدى إلى تراكم سيارات الإنتاج.

ونتيجة لذلك، ستقوم تسلا بوقف إنتاج 5000 نموذج 3 في الأسبوع إلى وقت متأخر من الربع الأول من عام 2018، مما يعني تأخير هذه العملية إلى ما وراء تاريخ كانون الثاني ديسمبر المقبل بكثير وهو التاريخ الذي كانت الشركة تستهدفه في البداية. أي أن حجم إنتاج النموذج 3 سوف يتأخر لنحو ثلاثة أشهر أخرى. فبحسب معلومات صحفية سابقة, تسلا كانت  تخطط لإنتاج 5000 مركبة من النموذج 3 بشكل أسبوعي عند نهاية هذا العام بالإضافة إلى أنها كانت تخطط لإنتاج حوالي الـ10000 نموذج 3 أسبوعيا خلال وقت معين من العام المقبل.

وفي تصريح لرويترز قال موسك أن السبب الرئيسي للتأخير هو خط تجميع وحدة البطارية في معمل تسلا الضخم.

هذا وفي آب الماضي قالت تسلا بأنها كانت تتلقى حوالي 1800 طلب على الموديل 3 بشكل يومي على الرغم من أن الطلب على هذا النموذج كان قد إنقطع في فترات سابقة من العام الماضي, وقد أكد ذلك إيلون موسك عندما تم إلغاء ما يقدر بـ63000 طلب حيث إنخفضت الطلبات المسبقة من 518000 إلى 455000 طلب.

ولكن كلام موسك عن توقيف الإنتاج إلى ما وراء كانون الثاني/ديسمبر المقبل  قد يؤدي إلى تأجيل تسليم النموذج 3 إلى ما بعد العام 2018.

وكانت تسلا قد تخلت في السابق عن نموذجها S 75 RWD من أجل إنتاج النموذج 3 ولكنها اليوم وجدت نفسها بصدد تأجيل العمل على إستكمال إنتاج هذا النموذج.

يبقى السؤال: هل يتجاوز الإنتاج المستقبلي للنموذج 3 الذي يستخدم بطارية عالية الحجم مجال التشغيل الفعال للسيارات الحالية من النماذج S وX أم أن حجم الإنتاج سوف يتأثر أيضاً بأزمة الخسائر التي منيت بها تسلا نتيجة إنخفاض نسبة المبيعات؟

يشار إلى أن تسلا تواجه اليوم منافسة حادة من كبريات الشركات المصنعة للسيارات منها مرسيدس وتويوتا ونيسان وبورشه وذلك في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.

وعلى ما يبدو ان الإقبال على السيارات الكهربائية بتزايد مستمر إلا أنه لا زال بحاجة إلى دفعة إيجابية في إتجاه رفع مبيعات هذا النوع من السيارات خصوصاً أن الشركات الأخرى تتميز بتصنيعها لسيارات عاملة على الوقود الأحفوري أيضاً بعكس تسلا التي لم تصنع ولا يبدو أنها بصدد تصنيع محركات الوقود في أي وقت من الأوقات مع تعاظم الوعي بوجه الإحتباس الحراري ومخاطره وبمواجهة اللوائح والخطط المستقبلية التي تصدرها الحكومات حول العالم خصوصا في أوروبا.

هذا بالإضافة إلى أن هناك أسباب أخرى قد تكون وراء تراجع مبيعات تسلا, وهي أن مدة شحن البطارية لا زالت موضع تساؤل بالنسبة للسيارات الكهربائية كافة وليس تسلا فحسب.

أما السبب الآخر فهو أن تسلا ليست سيارة كهربائية فحسب, إنما هي سيارة ذاتية القيادة أيضاً ولكنها قد أخفقت كثيراً في هذا المجال مما أدى إلى خسائر في الأرواح نتيجة التعامل الخاطئ للسائق الآلي أثناء تشغيله. هذا الأمر أثار الكثير من التساؤلات عن مدى أمان السيارة: فهل هي فعلا سيارة آمنة للقيادة؟

أهم المقالات