أكتوبر 03, 2019

تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 الجديدة: لاند روفر حقيقية في كل مكان

تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 الجديدة تكشف عن تصميم أقوى، فخامة أعلى، وتجهيزات متكاملة أكثر، وتضيف إليها لمسة من القدرات الهندسية التي تجعل تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 متفوقة على منافساتها

تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 هي ربما الأهم في تجارب سيارات مجموعة لاند روفر كلها. نعم، الجميع يتحدث اليوم عن لاند روفر ديفندر الجديد الطراز الأسطوري من لاند روفر خطف الأضواء في معرض فرانكفورت الأخير، ولكن ربما بالنسبة لشركة لاند روفر هي السيارة الأكثر أهمية لديها. أنا هنا أتحدث عن طراز لاند روفر ديسكفري سبورت المحدث لعام 2020.

قد يبدو وصف ديسكفري سبورت بأنها السيارة الأكثر أهمية لدى لاند روفر وصفا مبالغا به للوهلة الأولى. ولكن لدي سبب أكثر من كاف ليبرر ذلك، وهو عبارة عن رقم، وتحديدا 475,000. هذا هو عدد السيارات التي باعتها لاند روفر من طراز ديسكفري سبورت منذ إطلاقه، مما يعني أنه السيارة الأكثر مبيعا في تاريخ لاند روفر. نعم، طراز ديسكفري سبورت يتفوق من ناحية المبيعات على كافة طرازات رينج روفر، وطراز ديفندر بأجياله وحتى طراز ديسكفري أو LR4 السابق.

لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

قد يبدو هذا الأمر غريبا لمن يعيش في منطقتنا العربية، وتحديدا في بلدان الخليج العربي. هنا، سيارات لاند روفر، كلما كبرت كانت أفضل وازدادت شعبيتها. ولكن الحال ليس كذلك حول العالم، حيث المستهلكون يفضلون شراء سيارات تتناسب أكثر مع نمط حياتهم. وديسكفري سبورت هي بلا شك السيارةالأكثر تكاملاإن صح التعبير مع احتياجات غالبية المستهلكين حول العالم.

كيف ذلك؟ دعوني أولا أشرح لكم شيئا عن توجه لاند روفر المستقبلي مع سياراتها المختلفة. فالشركة تسعى إلى إنتاج ثلاثعائلاتمنفصلة من السيارات تنضوي تحت راية لاند روفر: عائلة رينج روفر بطرازاتها المتنوعة اليوم، عائلة ديفندر التي ستتوسع مع طرازين آخرين على الأقل (تذكروا أنكم قرأتم ذلك لأول مرة هنا على صفحات عالم السيارات!) وأخيرا عائلة ديسكفري والتي نحن بصددها اليوم. واليوم تتجه لاند روفر بثبات إلى تحقيق هذه الرؤية.

العائلات الثلاث تسعى معها لاند روفر إلى دور الريادة في مجالين: التصميم والتفوق الهندسي. ولكن بعد ذلك تتميز كل عائلة من هذه العائلات الثلاثة بميزة إضافية. لرينج روفر الرفاهية والفخامة. أما ديفندر فتمثل الصلابة والقدرة. وفي الوسط تأتي عائلة ديسكفري التي تتميز سياراتها بأنها متعددة المواهب، أو بالأحرى تجمع جوانب مختلفة من القدرات والراحة والفخامة والناحية العملية. وهنا تظهر مواصفات لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 الجديدة، والتي توفر مزيجا فريدا يميزها عن باقي المنافسين، وباقي سيارات مجموعة لاند روفر. فكونها العضو الأصغر حاليا فيعائلة ديسكفرييعطيها ميزات تتفوق بها على سائر شقيقاتها: الحجم والسعر، لكن دون الاستغناء عن المميزات المطلوبة من حيث الريادة في التصميم والقدرات الهندسية.

تصميميا، لا شك في أنها سيارة لاند روفر، وتحديدا لاند روفري ديسكفري سبورت. اليوم تحصل السيارة على مقدمة جديدة وأضواء ذات تصميم مختلف في المؤخرة، مع بعض التعديلات التصميمية التي تجعلها تبدو أعرض وأكثر قوة. لا شك في أن التصميم السابق أنيق جدا، ولكن السيارة الجديدة تبدو أقوى كثيرا وأكثرجديةورجولية إن صح التعبير.

ما يجب أن تعرفه عن هذه السيارة هو أن تصميمهاغدار“. في الصور تبدو السيارة كما لو أنها سيارة صغيرة الحجم، ربما بحجم سيارة مثل طراز رينج روفر إيفوك التي تتشارك معها بنفس القاعدة المعروفة لدى الشركة باسم PTA اختصارا لعبارة (Premium Transverse Architecture) أوالقاعدة الفخمة العرضيةوالتي تشير إلى وضعية المحرك. ولكن هنا تكتسب لاند روفر ديسكفري سبورت حوالي ستة سنتيمترات إضافية في قاعدة العجلات وعشرين سنتيمترا إضافية في الطول، وحين تراها على أرض الواقع، تدرك كم هي كبيرة الحجم.

لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

إذا كنت من أولئك الذين يفضلون سيارات لاند روفر مربعة وصندوقية الشكل، ربما لن أنجح أبدا في إقناعك بأن شكل ديسكفري سبورت جميل. ولكن علينا أن ندرك أولا أن القوانين الجديدة للسلامة والأمان وتحديدا سلامة المشاة تحتم اختلاف التصميم، وثانيا أن شركة لاند روفر تطمح لأن تخط شكلا جديدا لسياراتها أكثر قبولا وأكثر عصرية، ويلائم احتياجات شريحة أكبر من الزبائن.

النقطة الثانية التي تسعى لاند روفر إلى توفيرها في كافة سياراتها هي الريادة من حيث القدرات الهندسية. وهنا لا يمكن لاثنين أن يختلفا بأن لاند روفر ديسكفري سبورت متفوقة على منافساتها. السيارة تتوفر بمحرك واحد يعمل بالبنزين، من فئة إنجينيوم الجديدة لدى لاند روفر، بسعة 2.0 ليتر مع شاحن تيربو. الجديد في هذا المحرك الآن هو أنه بات يتوفر قياسيا بنظام هجين خفيف، أو ما يسمى بالـ Mild Hybrid. الفكرة هي تزويد السيارة بمحرك كهربائي وبطارية بقوة 48 فولت، تعطي السيارة دفعا إضافيا يعمل على ملءفراغ العزم، وبالتالي إعطاء السيارة دفعا إضافيا على مستويات الدوران المنخفضة قبل أنيفتحالتيربو

ويبدأ بدفع السيارة. كما أن هذا النظام يعطي السيارة إمكانية إيقاف وتشغيل المحرك على السرعات البطيئة عند إبطاء السرعة، دون أن يؤثر ذلك على عمل أنظمتها المختلفة. فحين تبدأ السيارة بالتوقف، وعند الوصول إلى سرعة 17 كلم/س تحديدا، يتم إيقاف عمل المحرك، وبالتالي تحدث زيادة واضحة في الكفاءة وخفض في استهلاك الوقود.

المحرك يتوفر بفئتين، الأولى بقوة 200 حصان، والثانية بقوة 250 حصان، وهي الفئة التي قدتها خلال تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت الجديدة. وبغض النظر عن الفئة، كلا المحركين يتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية حديثة من تسع نسب أمامية، تنقل الدفع إلى العجلات الأربعة. نظام نقل الحركة هذا ذكي، إذ أنه يعتمد الدفع الأمامي أساسا، ويقوم بفصل نظام الدفع الخلفي عند عدم الحاجة إليه. ولكن حين تظهر الحاجة لنظام الدفع الرباعي يقوم بتحويل العزم إلى العجلات الخلفية في 400 جزء من الثانية، مع القدرة على غلق المحور الخلفي (Differential Lock).

مثل كل سيارات لاند روفر، تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت تظهر سيارة ذات قدرات عالية على مختلف أنواع الطرق. نظام الاستجابة للتضاريس، (Terrain Response II) متوفر، ويعمل على تغيير طبيعة تجاوب نظام الدفع ونقل الحركة في السيارة بحسب نوعية الطريق ووضعية النظام. فعلى الطرق المعبدة مثلا يقوم النظام بتحويل قوة أكبر إلى العجلة الخلفية الخارجية في المنعطف من أجل زيادة رشاقة السيارة، بينما على الطرق الوعرة يقوم بالتحكم بالقوة بين العجلات الخلفية بحسب تماسكها من أجل تماسك أفضل للسيارة.

كما تم تزويد السيارة بنظام تعليق متطور، مع مخمدات صدمات متفاعلة تتغير كل عشرة أجزاء بالألف من الثانية، لضمان أفضل مستويات الراحة في السيارة، بالإضافة إلى القدرات المميزة على الطرق الوعرة، مع تماسك ملفت للنظر على الطرق المعبدة. كما تم تزويد السيارة بنظام لاند روفر المعروف للتعليق الخلفي مع وصلات مدمجة، والذي يتطلب مساحة أصغر بكثير من الأنظمة التقليدية الأخرى، مما ينعكس إيجابا على المساحة الداخلية والراحة والتماسك. إذ تكشف تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت عن سيارة رشيقة بالنسبة لحجمها وفئتها، توفر تجربة قيادة لا بأس بها في هذه الفئة.

إذا مواصفات لاند روفر ديسكفري سبورت تبدو على الورق أكثر من جيدة، ولكن هذا لا يكفي لإعطائها هذه الشعبية الكبيرة حول العالم. لكي نعرف السر الحقيقي وراء نجاح السيارة، وتوقعنا بأن ينجح هذا الجيل الجديد منها بشكل أكبر، علينا أن ندخل إلى مقصورة السيارة. هنا، تظهر أفضلية لاند روفر التي تميزها عن المنافسين.

أول ما يلفت النظر في الداخل هو مدى التغيير بالمقارنة مع الجيل السابق من السيارة. لوحة القيادة لا تزال تتمتع بنفس التصميم إجمالا، ولكنها في الحقيقة مختلفة تماما. هناك الآن مقود جديد مشابه لذلك الذي نعرفه في سيارات لاند روفر الجديدة، مع أزرار التحكم العاملة باللمس. من خلفه، هناك الآن شاشة عدادات كبيرة بقياس 12.3 إنش، يمكن للسائق أن يتحكم بالمعلومات التي تعرضها. في الوسط، القسم العمودي في لوحة القيادة يحتوي الآن نظاما مشابها نوعا ما لنظام Touch Pro Duo الجديد لدى لاند روفر. ففي الأعلى هناك شاشة نظام المعلومات والترفيه، بقياس 10.25 إنش، وفي القسم السفلي التحكم بنظام التكييف وتبريد وتدفئة المقاعد عبر الأقراص الدوارة. ولكن هنا لا توجد الصور الرائعة من نظام Touch Pro Duo، ولكن يمكن التحكم باللمس بنظام الاستجابة للتضاريس، مع تغيير وظيفة القرص الدوار بحسب الخيار. لا شك في أن هذا النظام مميز جدا ويعطي ديسكفري سبورت ميزة واضحة أيضا على منافساتها. كذلك تم الاستغناء كليا عن القرص الدوار لتغيير نسب علبة التروس، وتم الاستعاضة عنه بمقبض تقليدي مشابه لذلك الذي نراه في طراز رينج روفر سبورت.

ما يميز تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت هو قدراتها خارج الطرق المعبدة. قدنا السيارة على مسار وعر جدا، يتطلب فعلا سيارة دفع رباعي ذات قدرات متفوقة. وبكل صراحة فاجأتني قدرات السيارة

الفخامة والتجهيزات المميزة لا تتوقف هنا. فتحت اللوحة مكان لشحن الهواتف الخلوية لاسلكيا، ويمكنني من تجربة شخصية أن أؤكد أنه فعال جدا. وكغيرها من سيارات لاند روفر، تتوفر السيارة مع العديد من منافذ الـ USB ولكافة صفوف المقاعد ومآخذ الشحن الكهربائي، بالإضافة إلى إمكانية تحويل السيارة إلى نقطة WiFi متنقلة يمكن وصل ثمانية أجهزة مختلفة بها في نفس الوقت. هذا الاتصال بالإنترنت يعني أيضا أن السيارة بإمكانها أن تقوم بعمل ”Update“ للـ Sofware فيها دون الحاجة إلى زيارة مركز الصيانة. كذلك بالإمكان الاتصال بالسيارة بشكل دائم عبر تطبيقات لاند روفر الخاصة، ومن الهاتف الخلوي الذكي أو حتى من ساعة ذكية.

لكن ربما أهم ما يميز ديسكفري سبورت هو الناحية العملية التي توفرها السيارة للركاب. أولا، وهذا ربما العامل الأهم، تتوفر السيارة اختياريا بثلاثة صفوف من المقاعد. قد لا يبدو هذا أمرا مهما للبعض، ولكن كل من لديه عائلة وأطفال يعرف أهمية هذا الأمر. شخصيا، لدي والحمد لله طفلان، كلاهما يجلس في مقعد للأطفال. هذا يعني أن السيارة فعليا لا تتسع سوى لراكبين بالغين، وأعاني فعلا من هذه المشكلة إذا ما احتجت لنقل أي راكب ثالث معي. في ديسكفري سبورت بإمكان الأطفال الجلوس بسهولة في الصف الثالث، لا سيما وأن الصف الثاني من المقاعد يتحرك بسهولة إلى الأمام، ويمكن طيه حتى بشكل منفصل بنسبة 40:20:40، مما يتيح خيارات متعددة للجلوس والتخزين في السيارة، خاصة وأن هناك مساحة تخزين جيدة عند رفع الصف الثالث من المقاعد. الأمر المميز في هذه المقاعد هي وضعية الجلوس التي تطلق عليها لاند روفر اسممقاعد الاستاد، لأنها وكما في مدرجات الملاعب الرياضية، كل صف من المقاعد يرتفع المقعد فيه قليلا عن الصف الذي أمامه، وبالتالي توفر وضعية جلوس مرتفعة ومجال رؤية أفضل للركاب. والمقاعد في الصف الثالث لا بأس بها إطلاقا للبالغين، مع مساحة أقدام تبلغ 655 مليمترا.

لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

مساحات التحميل استحوذت على اهتمام مهندسي لاند روفر، وديسكفري سبورت توفر مساحات مميزة، مع حيز في الخلف يمكن أن يصل إلى 1794 ليتر، بزيادة 5 في المئة مقارنة بالجيل السابق. كم يبلغ هذا في العالم الحقيقي؟ ما يكفي لأن تحمل غسالة أو ما شابه ذلك في الخلف بسهولة. هناك أيضا مساحات تخزين في مختلف أنحاء السيارة. في الأبواب التي أعيد تصميمها من الداخل، وفي الجيب الأمامي، وفي المساحة العملاقة في الوسط بين المقعدين، حيث هناك حامل للأكواب يمكن فكه ليكشف عن مساحة تخزين عملاقة تحته تبلغ 7.3 ليتر، تتسع بسهولة لأربعة زجاجات كبيرة، ويمكن وضع أشياء مثل الكمبيوترات المحمولة فيها.

إذا تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 الجديدة تكشف عن سيارة ذات تجهيزات متكاملة وتصميم جذاب وقدرات هندسية متفوقة. ولكن كيف هي على الطريق، وخارجه؟ في الحقيقة هي كما تتوقعها تماما. سيارة هادئة، مريحة، ذات أداء قوي على مختلف أنواع الطرق. الانطلاق بالسيارة سلس، وعلبة التروس تقوم بعمل جبار في نقل الحركة بسلاسة من المحرك إلى العجلات الدافعة. على الطرق السريعة، بالكاد تشعر بها وهي تعمل، والمحرك بفضل النسب التسعة لعلبة التروس، يظل دائما مرتاحا، ودورانه بشكل شبه دائم يقع في المنطقة المناسبة تماما من حيث توفير عزم الدوران الكافي للسيارة للتسارع بسهولة.

التسارع من الثبات إلى سرعة 100كلم/س يتطلب 7.6 ثانية في الطراز القياسي، و7.8 ثانية في الطراز المزود بسبعة مقاعد. ولكن هذا الرقم يخفي حقيقة أن السيارة بسبب عدد نسب علبة التروس فيها وقصر النسبة الأولى تحديدا، تضطر إلى التغيير إلى النسبة الثالثة قبل الوصول إلى سرعة 100 كلم/س. إذا أردت دليلا على قوة أداء السيارة في العالم الحقيقي، فعليك النظر إلى التسارع خلال المسير، وتحديدا من سرعة 80 كلم/س إلى 120 كلم/س، والذي لا يتطلب سوى 5.3 ثانية، وهو توقيت ممتاز لسيارة في هذه الفئة.

لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

قيادة السيارة المريحة تظهر جليا داخل المدن. هدوء وراحة، وقيادة سلسة آمنة. طبعا كما يمكنكم أن تتصوروا، لاند روفر توفر للسيارة كل ما يمكنك أن تتوقعه من سيارة حديثة في مجال تجهيزات مساعدة السائق وأنظمة السلامة والأمان. وتضيف إليها اليوم مزية كنا قد تعرفنا عليها سابقا في طراز رينج روفر إيفوك الجديد، ألا وهي كاميرا الرؤية الخلفية التي تراها تعرض صورتها في المرآة الخلفية. الصورة واضحة جدا وواسعة، وتسمح برؤية أوسع من المرآة التقليدية حتى عند وجود ركاب في المقعد الخلفي أو تحميل حاجيات كبيرة في الصندوق، كما يلغي تقريبا وجود البقع العمياء في المراة.

لكن ما سيذهل من يقود ديسكفري سبورت هو قدراتها خارج الطرق المعبدة. خلال تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 في إسبانيا، قدنا السيارة على مسار وعر جدا، يتطلب فعلا سيارة دفع رباعي ذات قدرات متفوقة. وبكل صراحة فاجأتني قدرات السيارة. فزاوية الدخول فيها تبلغ 25 درجة، وهي زاوية كبيرة بالنسبة لهذه الفئة، وبإمكان السيارة أن تسير في الماء حتى عمق 60 سنتيمترا دون أي مشاكل. نظام الاستجابة للتضاريس، مع أنظمة التحكم بسرعة النزول والصعود على المنحدرات، بالإضافة إلى نظام الدفع الرباعي الذكي، تجعل الأمر يبدو مجرد نزهة من داخل السيارة، ولكنه في الحقيقة تحد كبير ستفشل به معظم منافساتها.

إذا أردت دليلا على قوة أداء السيارة الحقيقي، فعليك النظر إلى التسارع خلال المسير، وتحديدا من سرعة 80 إلى 120 كلم/س، والذي لا يتطلب سوى 5.3 ثانية، وهو توقيت ممتاز لسيارة في هذه الفئة

ميزة أخرى مهمة في ديسكفري سبورت هي تكنولوجيا Clear Sight أوالرؤية الواضحة، وهي تطوير لمفهومالغطاء الشفافالذي طورته لاند روفر بشكل اختباري سابقا. الفكرة هي استخدام كاميرات الرؤية في السيارة مع كاميرا خاصة في الأمام لعرض صورة شبه حية لما يوجد تحت مقدمة السيارة، مع رؤية العجلات الأمامية. ويمكن عبر هذا النظام تفادي العوائق تحت السيارة، ووضع العجلات بدقة شديدة في المسار الذي ترغب به. وبفضل هذه الأنظمة يمكنني أن أقول أن بإمكان أي كان، مهما بلغت قلة خبرته في القيادة على الطرق الوعرة أن يجتاز مسارات صعبة جدا بكل سهولة مع ديسكفري سبورت.

لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

إذا تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت 2020 تؤكد ما كنا نعرفه سابقا عن قدرات لاند روفر، وعن مميزات السيارة التي جعلتها الأكثر شعبية بين مختلف طرازات الشركة على مدى تاريخها الطويل. فهل هناك من سلبيات؟ نعم، وإن كانت محدودة.

في الداخل، لفت نظري أن المقعدين الجانبيين في الصف الثاني فقط، بالإضافة إلى مقعد الراكب الأمامي، هما المجهزان بمحامل IsoFix لتثبيت مقاعد الأطفال. هذا الأمر يحد كثيرا من وضعية الجلوس إذا ما كان معك أطفال، ومن إمكانية طي المقاعد لتحميل الحاجيات الطويلة.

خلال تجربة لاند روفر ديسكفري سبورت اكتسفت فيها العديد من منافذ الـ USB ومآخذ الشحن، بالإضافة إلى إمكانية تحويل السيارة إلى نقطة WiFi متنقلة يمكن وصل ثمانية أجهزة مختلفة بها في نفس الوقت

الأمر الثاني هو تجاوب المحرك، وتحديدا عند الضغط المفاجئ على دواسة الوقود بعد كبح متوسط. عند الكبح بقوة، تنزل علبة التروس إلى الغيارات الأدنى بسرعة وبالتالي يرتفع مستوى دوران المحرك. لكن أحيانا تجد علبة التروس وقد بقيت مثلا عند النسبة الرابعة، ربما سعيا لتخفيف استهلاك الوقود، ولكن عند الضغط على دواسة التسارع تشعر ببعض التلكؤ الذي لا يستطيع المحرك الكهربائي الصغير تعويضه. غالبا، لن يشعر أحد بذلك إلا إذا قاد السيارة بشكل رياضي على طريق متعرج، ولكنه أمر تشعر به حينها.

وهذا يقودني إلى الأمر الثالث، ألا وهو تسمية السيارة. لماذا أطلقت عليها لاند روفر تسمية ديسكفريسبورت؟ نعم، هي أصغر وأكثر رشاقة من طراز ديسكفري الكبير، ولكنها بكل تأكيد ليست سيارة رياضية. ليس بالفارق الذي تشعر به مع طرازات رينج روفر وطراز سبورت منها. حتى اختيار وضعية ”S“ في علبة التروس لا تأتي بأي نتيجة محسوسة. وربما أكبر دليل على ما أقول هو أن السيارة ليست مزودة حتى بعتلات لتبديل النسب خلف المقود، مع أن غالبية سيارات مجموعة جاكوار لاند روفر مزودة بها. سألت عن السبب، وجاء الجواب من مدير العلاقات العامة للشركة مباشرة، واضحا وصريحا: نحن نتفق معك، وفكرنا حتى بتغيير الاسم. ولكن حين تبيع حوالي نصف مليون سيارة بهذا الاسم، من الواضح أن الزبائن قد اعتادوا عليه. وإن كان الأمر ناجحا، فلا تعبث به!

لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

وأنا أتفق معه مئة في المئة. الغالبية المطلقة من زبائن السيارة لن يقودوها ولو مرة في حياتهم كما يقودها صحافيو السيارات في التجارب. بل سيستمتعون بالسلاسة والراحة التي تقدمها السيارة، والناحية العملية التي تفي بمتطلبات حياتهم اليومية. سيقودونها في شوارع المدن المزدحمة، وعلى الطرقات السريعة، وربما بين الفينة والأخرى على طريق ترابي أو على رمال شاطئ ما، وربما على رمال الصحراء في منطقتنا، في نزهة عائلية أو مغامرة مع الأصدقاء. عندها سيجدون ما يبحثون عنه تماما: سيارة متفوقة هندسيا، ذات قدرات لا يشق لها غبار تضعها في أعلى هرم المنافسة في هذه الفئة، وفخامة وراحة تناسب متطلبات الحياة العصرية.

فإذا كنتم تبحثون عن سيارة في هذه الفئة، فأنصحكم بعدم شراء واحدة قبل تجربة لاند روفر ديسكفوي سبورت 2020 الجديدة، فعندها ستعرفون لماذا عرفت ديسكفري سبورت هذا النجاح العالمي، وربما وجدتم أنفسكم تنضمون إلى النصف مليون زبون سعيد بهذه السيارة.

مواصفات لاند روفر ديسكفري سبورت 2020

المحرك ونقل الحركة

السعة والشكل: 2.0 ليتر مع شاحن تيربو، نظام هايبرد خفيف مع بطارية 48 فولت
القوة: 200/250 حصان عند 5500 د/د
عزم الدوران: 320/365 نيوتن متر بين 1250-4500 د/د
علبة التروس: تسع نسب أوتوماتيكية
الاندفاع: العجلات الخلفية مع تحكم إلكتروني بتوزيع العزم بين الأمام والخلف

نظام التعليق

في الأمام: مستقل، مكفرسون
في الخلف: وصلات مدمجة
العجلات: 18-21 إنش

المكابح

في الأمام: 349 ملم
في الخلف: 325 ملم

الحجم والأبعاد

الطول: 4597 ملم
العرض: 2173 ملم
الارتفاع: 1727 ملم
قاعدة العجلات: 2741 ملم
الوزن: 1901-2017 كلغ

الأداء:

0-100 كلم/س: 7.6-9.0 ثانية
80-120 كلم/س: 5.3-6.9 ثانية
السرعة القصوى: 207-225 كلم/س
معدل استهلاك الوقود: 9.2-9.4 ليتر/100 كلم

أهم المقالات