يوليو 07, 2014

مقابلة خاصة مع ديديه كليمون.. “داهية سيتروين”

من المعلوم أن سيتروين للسباقات نجحت في تحقيق لقب بطولة العالم للصانعين ضمن بطولة العالم للراليات خلال الأعوام الثماني الماضية. ومن المعلوم أيضاً أن “نابغة” بطولة العالم للراليات الفرنسي “سيباستيان لوب” قد نجح في امهار توقيعه الذهبي على لقب بطولة السائقين تسع مرات على التوالي مع سيتروين (من 2004 إلى 2012). واليوم، يخوض فريق “سيتروين توتال أبوظبي العالمي للراليات” غمار بطولة العالم للراليات للعام الثاني على التوالي خلف مقود سيتروين “دي اس3 دبليو آر سي” DS3 WRC.

ولكن السؤال هنا، من هو “العقل المدبّر” وراء بناء إمبراطورية لوب وسيتروين؟ من ذاك الشخص الذي طوّر الـ “دي اس3 دبليو آر سي” تلك السيارة العالمية التي حيّرت العالم بأدائها الباهر خلال السنوات القليلة الماضية؟!

21__POLAND.2014.jpg

إن فتشت في الشبكة العنكبوتية عن “داهية” سيتروين وسيارة الـ دي اس3 دبليو آر سي، فقد تكون محظوظاً إن ظهر لك اسم “ديديه كليمون” وهو رئيس مهندسي عمليات سيتروين دي اس3 دبليو آر سي. وقد تكتشف بصعوبة بصماته التي وضعها على العديد من السيارات التي دخلت تاريخ الرياضة الميكانيكية على غرار بيجو 905، بالإضافة إلى تطوير محرك بيجو للفورمولا واحد، وبالتأكيد سيتروين اكزارا “كيت كار” التي ارتبط اسمها بالاسطورة سيباستيان لوب.

Loeb and DIDIER_CLEMENT.jpg

“بدأت منذ زمن طويل في ميدان الرياضة الميكانيكية كمهندس صغير مع احدى فرق الفورمولا واحد وعملت أيضا كمهندس مع فريق دي تي ام وفورمولا3 وذلك في تسعينات القرن المنصرم.” قال الفرنسي ديديه كليمون متحدثاً عن بداياته “المتواضعة” وأضاف: “انتقلت إلى فريق بيجو سبورت تالبوت في العام 1992 وعملت على برنامج بيجو 905 المخصصة لسباق لومان 24 ساعة في العام 1993 حيث انهينا سباق الـ 24 ساعة الاسطوري في المراكز الثلاثة الأولى.”

peugeot .05.jpg

بالإضافة إلى خبرة رئيس مهندسي عمليات سيتروين دي اس3 دبليو آر سي الحالي، فيتمتع ديديه بشغف كبير يشع من عينيه وهو يستذكر ماضيه الناجح في عالم الرياضة الميكانيكية. الفوز بالمراكز الثلاثة الأولى في سباق لومان 24 ساعة يعتبر انجازاً تاريخياً لا يمحى لأي فريق سواء كان فريق مصنع أو فريق مستقل. وأن تفوز بيجو 905 بالمراكز الثلاثة الأولى في لومان آنذاك كان له طعم مميزفي صدر ديديه.

بقي بعدها ديديه مع بيجو للعمل على تطوير محرك فورمولا واحد لفريق مكلارين، وبالفعل، تم تزويد فريق مكلارين بمحرك بيجو V10 عام 1994 حيث كان الفنلندي الطائر ميكا هاكينن يقود الـ (McLaren MP4/9) إلى جانب البريطاني مارتن بروندل.

وفي العام ذاته (1994) انتقل ديديه كليمون للعمل مع سيتروين في فريق الاختبارات والتجارب لعدة سيارات. وفي عامي 1996 و1997 أوكلت إليه مهمة تطوير سيتروين رالي رايد لخوض غمار رالي تحدي الصحراء الإماراتي وهو ما يعرف حالياً باسم رالي أبوظبي الصحراوي Abu Dhabi Desert Challenge، لتتمكن السيتروين زد اكس رالي رايد Citroën ZX Rallye-Raid من تحقيق الفوز في الرالي الصحراوي الشهير على يد الاسطورة آري فاتانن.

Citroen_ZX_Rally_Raid.jpg

“تابعت عملي مع فريق التجارب والتطوير على سيارة سيتروين اكزارا “كيت كار” وكنت المهندس المسؤول عن سيارة باتريك ماغو Patrick Magaud. وعملت مع جيسوس بوراسJesus Purasعلى سيارة سيتروين اكزارا دبليو آر سي Xsara WRC وفزت معه في أولى رالياته في بطولة العالم للراليات عام 2001 وتحديداً رالي فرنسا. في ذلك الوقت، كان سيباستيان لوب قد أنهى رالي سان ريمو الإيطالي في المركز الثاني، إذ كنا في سيتروين للسباقات قد اخترنا المشاركة في بعض من جولات بطولة العالم.”

في العام 2002 بدأت العمل مع سيباستيان لوب في راليه الثاني مع فريق سيتروين للسباقات وكنت المسؤول عن فريق التطوير والاختبارات على سيارة سيباستيان لوب، حيث شهد العام ذاته مشاركة فريق سيتروين للسباقات في الموسم الكامل من بطولة العالم للراليات للمرة الأولى.”

المفاجأة الكبرى حينها كانت عندما تمكن الفريق الفرنسي من تحقيق لقب بطولة العالم للصانعين بفضل الخبرات الهندسية العالمية المستوى وبفضل “الفريق الحلم” المكون من كارلوس ساينز، كولن مكراي، وسيباستيان لوب.

140510_56_MEEKE.jpg

وعن مدى رضاه عن سيارته التي قام بتطويرها في العام 2007 – سيتروين دي اس3 دبليو آر سي – قال ديديه بصراحة وجرأة: “بالنسبة لي، لا أريد القول بأنني راضٍ بأداء السيتروين دي اس3 دبليو آر سي، لأننا نقوم بشكل مستمر بعمليات التطوير ونعمل بجد للوصول إلى أفضل ما يكون والأمر يتطلب وقت وجهد. هناك دائماً مجال للتطوير والتحسين، نحن نعمل حالياً على تطوير السيارة للموسم المقبل لناحية ماصات الصدمات والمحرك وغيرها من الأجزاء الميكانيكية في السيارة التي من شأنها أن تأخذ بتأدية السيارة إلى مستويات جديدة.”

وعن سيارة سيتروين دي اس3 آر5 الجديدة قال ديديه: “إنها سيارة ممتازة ولكنني لم أعمل على تطويرها شخصياً، لقد تم تطويرها في “فيليزي” على يد مهندسي سيتروين-بيجو وهي سيارة مخصصة لخوض غمار بطولات مختلفة كبطولة الشرق الأوسط للراليات وبطولة أوروبا للراليات ولكنها ليست محضرة لبطولة العالم للراليات فئة الـWRC كونها سيارة راليات إقليمية RRC. ومع هذا، إن طلب مني التدخل والمساعدة فأنا على أتم الاستعداد تماما كما فعلت عندما ساعدت فريق المهندسين على تطوير سيارة الشيخ خالد القاسمي في بطولة الشرق الأوسط للراليات هذا الموسم.”

140510_51_OSTBERG.JPG

ولكن… هل يفكر كليمون في العودة إلى ساحة سباقات الحلبات والفورمولا واحد تحديداً؟
“صحيح أنني عملت في سباقات الحلبات ومع العديد من الفرق، إلا أن فكرة العودة إلى الفورمولا واحد لا تراودني كون قلبي معلق كثيراً بسيتروين للسباقات، العمل مع هذا الفريق له نكهة خاصة جبلت على يد جميع أعضاء الفريق، نعمل سويةً كشخص واحد ولا أعتقد بأنني سأبتعد يوماً ما عن عائلة سيتروين، سأبقى هنا ولن أنفك عن تسخير قدراتي وخبرتي في التطوير والابتكار.”

أهم المقالات