يونيو 02, 2014

مهووس بتجميع السيارات القديمة واقتنائها !

لا يزال الخمسيني محفوظ الكباريتي من قطاع غزة، مهووساً بتجميع السيارات القديمة واقتنائها. فهو يشم فيها رائحة الماضي الجميل وعراقته وأصالته، ويعتبر أن هذه الهواية نادرة الوجود، يمكنها الحفاظ على جزء أصيل من التراث الفلسطيني الذي يجب الاهتمام به وعدم إغفاله.

هواية الكباريتي بتجميع السيارات القديمة بدأت قبل عشرين عاما، عندما ذهب لإصلاح سيارة والده القديمة، وختمها الآن بتحويل ساحة بيته القريب من شاطئ بحر مدينة غزة، إلى معرض يحوي أشكالأً مختلفة لسيارات ودراجات نارية تعود إلى عشرات السنين.

ويقول الكباريتي لـ”العربي الجديد”: درست في الإسكندرية بداية السبعينيات، وشاهدت السيارات القديمة في القاهرة والإسكندرية ولفتت انتباهي، وبعد عودتي إلى غزة بدأت الانتفاضة الأولى وكان عندي أوقات فراغ كبيرة.

ويضيف: “فكرت باستغلال أوقات فراغي بشكل جيد، فقمت بإصلاح دراجة نارية قديمة، واقتنيت سيارة قديمة موديل 1957، حينما حصلت على رخصة قيادة السيارة في السبعينيات، وبعدها زاد اهتمامي بالسيارات القديمة، وانتقلت تلك الهواية إلى ابني الكبير، وأصبح الجميع يدلني على هذا النوع من السيارات“.

وتجمع عند الكباريتي، خلال السنوات السابقة، تسع سيارات وأربع دراجات نارية قديمة، أقدم تلك السيارات تعود لعام 1938، ويقول إنها ربما تكون “الأقدم في فلسطين”، وهي صناعة انجليزية من نوع ستاندر، وتعمل الآن بشكل ممتاز بعد تصليح استمر عدة سنوات.

ولدى الكباريتي، سيارة أولدزموبيل أميركية الصنع تعود للعام 1956، كبيرة الحجم. كذلك سيارة موريس بريطانية تعود لذات العام، إضافة إلى سيارة “فيات” الايطالية صنعت في العام 1958، وسيارة مرسيدس وأوبل تعود لعام 1960، وعدة سيارات أخرى، وأحدث تلك السيارات تعود للعام 1971 من نوع مرسيدس، كانت تستخدم للرئاسة والشخصيات الدبلوماسية.

ويوضح الكباريتي أن كل السيارات التي يملكها تم تجميعها وهي الآن جاهزة للاستخدام، ومنها سيارات قوية ولم تستخدم كثيراً، وكانت متوقفة طيلة الوقت، ويقول: “يعرف قيمة هذه السيارات فئة معينة من الناس، لكن الجميع يدرك مدى جودتها، ويتذكر الجيل الكبير عند رؤيتهم هذه السيارات ذكريات جميلة حينما كانوا يسافروا بها إلى القاهرة.

ويضيف: “يستهوي الشباب تصميم السيارات الذي يمتاز بالمتانة، وأتمنى عليهم أن يهتموا بهذا النوع من السيارات وألا يكون لديهم هوس فقط في السيارات الحديثة، عليهم أن يضعوا بصمتهم على السيارات القديمة، وسيشعرون بمتعة وقيمة للسيارة بعد أن يوجدوها من العدم، لا أزعم أن السيارات القديمة أفضل، لكن إعادة ترميم السيارات يوجد حالة اقتصادية تساهم في تخفيف جزء من البطالة.

وأوضح أن لهذه السيارات، التي تملك غزة العشرات منها، وضعاً خاصاً في كل دول العالم، تزيد قيمتها كلما زاد عمرها، ويشعر من يهتم بها ويعيد تصليحها بإحساس جميل وممتع، تحديداً بعد إحياء شيء كان شبه ميت.

المصدر: صحيفة العربي الجديد

أهم المقالات