أعلنت شركة بي ام دبليو (BMW) عن سيارتها الاختبارية فيجن نيو كلاس (Vision Neue Klasse) في معرض IAA Mobility للسيارات في مدينة ميونخ/ ألمانيا مسقط رأس الشركة.
وتمثل هذه السيارة الاختبارية رؤية مسقبلية لسيارة سيدان رياضية كهربائية قادمة، ومن المتوقع أن تتحول إلى السلسلة (3) في وقت مبكر من سنة 2026.
حيث أن تصميمها يستوحى من سيارة (BMW Neue Klasse) الشهيرة التي شهدت فترة تحولية هامة للشركة عندما تم إطلاقها في سنة 1962.
تطور بي ام دبليو إلى السلسلة الثالثة
تمكنت نيو كلاس الأصلية من إنقاذ شركة بي ام دبليو في ستينيات القرن الماضي عندما تطورت إلى سيارة 2002 الشهيرة التي كانت مدهشة لدرجة أنها دفعت ديفيد إي ديفيس جونيور من مجلة كار اند درايفر (Car and Driver) إلى الإعلان عنها بأنها: “واحدة من أفضل طرق التاريخ الحديث لتصل إلى مكان ما وأنت جالس”.
واليوم، أصبحت تلك العلامة التجارية أقوى بكثير مما كانت عليه في ذلك الوقت، ولكن هذه الرؤية لمستقبلها الكهربائي تشكل بداية فترة تحول مماثلة للشركة، ومن هنا يأتي إحياء اسم نيو كلاس (Neue Klasse).
السيارة الاختبارية المعروضة هنا (ربما يجب أن نسميها Neue Neue Klasse) هي سيارة كهربائية تعرض تكنولوجيا المستقبل في غلاف حديث.
ونحن لا نتوقع فقط أن تكون سيارة فيجن نيو كلاس كنموذج أولى لسيارة سيدان مستقبلية في السلسلة الثالثة أو أن الجيل التالي منها سيظهر في عام 2025 كنموذج لسنة 2026 فحسب، ولكننا نراها أيضًا كلغة تصميم جديدة لعلامة بي ام دبليو بأكملها.
التصميم الخارجي القادم
يعتبر الأنف المائل إلى الأمام والشبكات الخيالية على شكل كِلى بأنها الأجزاء الأكثر بروزًا في الواجهة الأمامية لسيارة نيو كلاس الاختبارية وتكريمًا لسيارة 2002 الذي لا يمكن إنكاره.
لكنها ليست مجرد إحياء للسيارة الكلاسيكية التي ظهرت في الستينيات، فالسيارة الاختبارية تتميز بشبكة رقمية تعطي إضاءة لطيفة مثلما لو أن السيارة تتنفس.
إضافةً إلى النوافذ الكبيرة وأعمدة السقف الضيقة التي تجعل المساحة الداخلية للسيارة أكبر بكثير وملامحها البسيطة التي تكاد تخلو من الخطوط الرمزية، والنتيجة هي مظهر مسطح يحتوي على تجعيدة واحدة منخفضة على الأبواب تربط بين العجلات الأمامية والخلفية.
وبالحديث عن النوافذ، يمتد شريط رقيق من شاشة e-Ink مثل الذي تراه على أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، عبر أسفل النوافذ الجانبية، وعندما تقترب من السيارة يضيء الشريط ويصبح كمقبض باب يعمل على اللمس.
وتتميز مصابيح الفرامل الخلفية للسيارة بعناصر مطبوعة ثلاثية الأبعاد مرتبة بتصميم متدرج يخلق إحساسًا بالعمق، بينما تضيء مصابيح LED الحمراء الساطعة من الخلف.
كما قد تم تصميم مجموعة من العجلات بقياس 21 بوصة بعناية لتحقيق أقصى قدر من الديناميكية الهوائية دون أن يكون هذا ظاهرًا، بالإضافة إلى زوج من الكاميرات الموجهة إلى الخلف على سواقة رفيعة تحل محل المرايا الخارجية التقليدية، وهي ميزة نتوقع أنها لن تنتقل إلى النسخة الإنتاجية.
الأجزاء الداخلية لسيارة نيو كلاس
عندما تدخل إلى سيارة نيو كلاس الاختبارية ستجد تصميمًا مستقبليًا يركز على العناصر الرقمية حيث يضيء لوح أسود كبير يمتد بشكل عرضي على طول لوحة القيادة عند قاعدة الزجاج الأمامي بواجهة آي درايف (iDrive) الجيل القادم من بي ام دبليو.
يُطلق على اللوح الأسود اسم بانوراميك فيجن (Panoramic Vision) ويعمل كشاشة عرض لنظام الترفيه، ويبدو أنه أنيق للغاية، وستلاحظ اختفاء لوحة العدادات تماما.
ولا تزال الشاشة المركزية شبه المنحرفة في متناول اليد اليمنى السائق، وفي نفس الوقت من الممكن نقل المعلومات الرئيسية إلى الشاشة البانورامية لسهولة الرؤية أثناء التنقل.
لم نكتفِ من الشاشات بعد! حيث أن سيارة نيو كلاس الاختبارية توفر شاشة عرض رأسية أيضًا، وعلى الرغم من أن هذا النظام يبدو أنه مخصص للسيارة الاختبارية الحالية إلا أن بي ام دبليو تقول إنه يمكن أن يتوقع المشترون رؤية هذه الميزة في النسخة الإنتاجية.
إضافةً إلى المقاعد التي تعطي طابع متوسط القرن العشرين التي تضفي لمسة عتيقة في داخل السيارة، كما اختارت بي ام دبليو تنجيدًا من الكوردروي الأصفر لتضفي دفئًا على الداخلية الملونة بالأبيض في الأصل.
أما الكونسول الموجود في الوسط يقسم الجزء الداخلي في السيارة، وتتميز عجلة القيادة متعددة الوظائف بقاع مسطح وسطح وجوانب مسطحة أيضًا لتخلق نوعًا من المظهر المربع.
منصة الجيل التالي من المركبات الكهربائية
تعتبر سيارة نيو كلاس بداية الجيل التالي من بي ام دبليو الكهربائية التي يقال إنها نظام بقوة 800 فولت تستخدم تصميم بطارية جديد بكثافة طاقة أعلى بنسبة 20%.
وتقول بي ام دبليو إنه وبالاشتراك مع التحسينات في الديناميكية الهوائية ومحركات الكهرباء ذات الكفاءة العالية وإدارة الحرارة الداخلية بشكل أفضل، يمكن زيادة المدى بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بنظام الدفع الكهربائي الحالي للشركة.
وعلى الرغم من أنه سيتم إنتاجها بشكل أساسي في هنغاريا، يقال إن بي ام دبليو تخطط لإنتاج سيارة فيجن نيو كلاس في مصنعها في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون متاحة للشراء في وقت لاحق.
كما أن بي ام دبليو تعمل على تطوير بطارية جديدة تعمل بتقنية 800 فولت، والتي ستوفر أداءً متفوقًا ومدى أطول للسيارة الكهربائية.
وتحسن أيضًا من استدامة عمليات الإنتاج لأنها تخطط لاستخدام مصنع بطاريات جديد في ولاية كارولاينا الجنوبية في الولايات المتحدة، وتهدف إلى تحقيق إنتاج خالٍ من الوقود الأحفوري واستخدام المزيد من المواد المعاد تدويرها في العملية.
وخلاصة القول
تمثل سيارة فيجن نيو كلاس رؤية بي إم دبليو المستقبلية بجمع التصميم الكلاسيكي والتكنولوجيا المستقبلية معًا، وهي تعكس التزام بي ام دبليو بالابتكار والقيادة في مجال السيارات الكهربائية وتوفير نظرة مميزة عن كيفية تطور القيادة في المستقبل.
