يوليو 21, 2015

هل يعصف “صراع الأقوياء” بفولكسفاغن؟

لا يخفى على أحد الدور الذي قام به “فيرديناند بيتش” – حفيد “فيرديناند بورشه” – مع مجموعة فولكسفاغن منذ أن عُيّن في منصب الرئيس التنفيذي قبل أكثر من عقدين من الزمان، تحديدًا في عام 1993؛ حيث عانى أكبر صانع للسيارات في أوروبا وقتذاك من العديد من المشاكل المتفاقمة، أبرزها الإنفاق المتزايد والعمالة المتضخمة، وفقدان الكثير من سمعة ماركة شتوتغارت على صعيد الجودة.

ولكن، بعد أكثر من عشرين عامًا تقريبًا، تضاعفت أرباح المجموعة بصورة قياسية لتصل في عام 2014 الماضي إلى 10.14 مليون وحدة، لتصبح بذلك ثاني أكبر صانع للسيارات في العالم بعد تويوتا ويليها مباشرة جنرال موتورز، كما قضمت ماركة شتوتغارت حصة أكبر بالسوق الأوروبية رغم تردي الأوضاع الاقتصادية في السنوات القليلة الماضية ولجوء العديد من الصانعين إلى سياسة غلق المصانع وتسريح العمالة، فضلاً عن المبيعات المتزايدة بشكل كبير للمجموعة الألمانية في أكبر سوقين للسيارات في العالم: السوق الصينية والأميركية، ناهيك عن ضم المجموعة تحت جناحها علامات فولكسفاغن وبينتلي وبوغاتي وآودي ولامبورغيني وسيات وسكودا وصانعي السيارات التجارية الثقيلة سكانيا و MAN وأخيرًا بورشه وشركة الدراجات النارية دوكاتي.

1- القرار الصاعق

ساهمت كل تلك الإنجازات السابقة في أن يتخلى “بيتش” عن منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة في عام 2002 ليصبح رئيس مجلس الإدارة والمهيمن على كافة قرارات المجموعة الألمانية. وبعد 13 عامًا من البقاء في منصبه رئيسًا لمجلس إدارة المجموعة، قرر “بيتش” في خطوة مفاجئة التقدم باستقالته في الخامس والعشرين من نيسان (إبريل) الماضي.

وقبل أسبوعين من التقدم باستقالته، ألمح “بيتش” إلى وجود انقسام في قيادة المجموعة، حتى إنه صرّح لمجلة “دير شبيغل” الألمانية إنه قد “نأى بنفسه” عن الرئيس التنفيذي المفوّض للمجموعة “مارتن وينتركورن”، بوصف الأخير المرشّح الأوفر حظاً في منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة المقبل.

وما زال الموقف الذي أثار هذا الانقسام لغزًا محيّرًا، وإن كان المؤكد أن عضو مجلس إدارة المجموعة وابن أخت “بيتش” أي “ولفغانغ بورشه” ورئيس مجلس موظفي فولكسفاغن وكذلك رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى (وهي من المساهمين الصغار في المجموعة)، قد أثروا الاصطفاف حوله وأيضًا تأييد “وينتركورن”.

وعلى إثر هذه الخطوة، قدم “بيتش” استقالته جنبًا إلى جنب مع استقالة زوجته، عضو مجلس الإدارة أيضًا، لاسيما وأن تعيينها في مجلس إدارة المجموعة قوبل من قبل بعاصفة من الاستهجان والنقد اللاذع؛ حيث إن خبرتها السابقة في العمل كمربية لا يشفع لها إطلاقًا الانضمام لمجلس إدارة ثاني أكبر صانع للسيارات في العالم، على حد قول المحللين والخبراء والمراقبين.

2- بزوغ نجم “بيتش”
3- ما بعد “بيتش”…>>>

أهم المقالات