تتحرك فولكس واجن الألمانية لتأمين إمدادات طويلة الأجل من الكوبالت، وهو مكون حيوي من البطاريات القابلة لإعادة الشحن، حيث تسارع المجموعة إلى التحول الطموح نحو السيارات الكهربائية.
وقالت مصادر في صناعة الكوبالت لرويترز أن فولكس فاجن، أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، طلبت من المنتجين تقديم مقترحات بشأن توريد المواد لمدة تصل إلى 10 سنوات اعتبارا من 2019.
وتعتزم فولكس واجن، التي قررت التحول الاستراتيجي إلى السيارات الكهربائية بعد أن اجتاحتها فضيحة “الديزل”، استثمار أكثر من 20 مليار يورو (24 مليار دولار) في المركبات الصفرية الإنبعاثات بحلول عام 2030 لتحدي الشركة الرائدة في هذا المجال تسلا في خلق سوق ضخم لها.
وتهدف الشركة، التى تسعى الى تخصيص ثلاثة ملايين سيارة سنويا بحلول عام 2025، الى تقديم كافة طلبات الكوبالت المقدمة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول. “الطلب لا يقول لكم في الواقع كم من الكوبالت يريدون بل يقولون لك عدد المركبات الكهربائية التي يريدون صنعها، عليك أن تعمل على محتوى الكوبالت بنفسك”.
ولم ترد شركة فولكس واجن على اسئلة رويترز حول تفاصيل المناقصة ولكنها اشارت الى ان المجموعة ستحتاج الى اكثر من 150 جيجاوات/ساعة من طاقة البطارية سنويا بحلول عام 2025 لسياراتها الكهربائية.
وهذا يعني شراء كميات كبيرة من المواد الضرورية. وقالت في بيان ان “مشروع الشراء هو احد اكبر المشاريع في تاريخ صناعة السيارات حيث يبلغ اجمالي الطلب اكثر من 50 مليار يورو”. “وهذا الأمر سوف يلبي احتياجات المجموعة للموجة الأولى من التنقل الإلكتروني”.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الكوبالت في السنوات القادمة بسبب ثورة السيارة الكهربائية في الوقت الذي تتصدى فيه الحكومات في جميع أنحاء العالم للتلوث. وتخضع فولكس واجن لضغوط خاصة حيث أنها كانت بطيئة في عملية تبني السيارات الكهربائية وتقنية القيادة الذاتية حتى قبل عامين من فضيحة الغش في اختبارات انبعاثات الديزل الأمريكية.
ويتعين على مصنعي البطاريات والسيارات التوقيع على صفقات متعددة السنوات لتأمين إمدادات المواد الخام بما في ذلك الكوبالت والليثيوم.
تنتج جمهورية الكونغو الديمقراطية حوالى 65 فى المائة من امدادات الكوبالت العالمية التي تم تقديرها بحوالى 100 الف طن هذا العام. وتعد كندا والصين وروسيا واستراليا وزامبيا مصادر رئيسية أيضا.
على مستوى الشركة، فقد تمنت الهيمنة على السوق من قبل جلينكور، التي أنتجت أكثر من 28000 طن في العام الماضي.
وذكرت رويترز مؤخرا أن جلينكور وقعت صفقة رئيسية لبيع ما يصل إلى 20000 طن من منتجات الكوبالت لشركة صينية، وهي خطوة من شأنها أن تساعد فولكس واجن في تأمين بطاريات السيارات لتحولها إلى المركبات الكهربائية.
كيف ذلك؟
ووفقا لمصادر صناعة الكوبالت، قال فولكس واجن يريد أن تتم الموافقة على جميع العقود بحلول نهاية العام.
وتستخدم المركبات الكهربائية بطاريات قابلة للشحن تحتوي على الكوبالت، وهو ناتج ثانوي من إنتاج النحاس والنيكل، مما يعزز كثافة الطاقة ويطيل عمر البطارية. وهذا يسمح لشركات صناعة السيارات بتقديم كفالات تتراوح بين ثماني سنوات وعشر سنوات.
يحدد طلب فولكس واجن كيمياء البطارية الذي سيكون في البداية من ستة أجزاء من النيكل، وجزئين من الكوبالت وآخرين من المنغنيز أو 6: 2: 2، ولكن بالإمكان, في مرحلة ما, التبديل إلى 8: 1: 1.
معدن الكوبالت يكلف حوالي 30 دولارا للرطل، وهو الأعلى منذ أكتوبر 2008 وقد إرتفع إلى ما فوق العشرة دولارات قبل عامين أي في العام 2015.
وقالت فولكس واجن أنه بحلول عام 2025 سوف تطرح 80 طرازا جديدا للسيارات الكهربائية عبر المجموعة، والتي تشمل أيضا أودي، سيات، سكودا وبورشه من العلامات التجارية.
ويقدر المحللون أن كل بطارية تستخدم ما بين 8-12 كجم من الكوبالت. وهذا يعني أن فولكس فاجن سوف تحتاج 24-36 مليون كجم سنويا لثلاثة ملايين سيارة كهربائية، والتي بالأسعار الحالية ستصل إلى ما بين 1.6 مليار دولار و2.4 مليار دولار.
وقالت المصادر ان صياغة طلب التزويد تشير الى انها ربما تكون قد ذهبت ايضا الى منتجي الليثيوم ومنتجي الكيماويات وصانعي البطاريات.
ويقول مصدر أن “هناك قسم في الطلب حول الاستدامة… ويسأل ما هي العمليات القائمة للتأكد من أن الكوبالت لا يأتي من عمل الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
وهناك توقعات بأن المبيعات العالمية من السيارات الكهربائية في عام 2025 سوف تصل إلى 14.2 مليون وحدة. كما يتوقع محللون في هذا المجال إلى ان قطاع البطاريات سيحتاج الى اكثر من 75 الف طن من الكوبالت سنويا بحلول عام 2025 بزيادة عن 41 الف طن هذا العام.
المصدر: رويترز
يذكر انه بامكانكم متابعتنا على تويتر @Alamalsayarat.
تابعوا المزيد من الأخبار
حتى بوجاتي تحولت إلى الكهربة.. لمزيد من الأداء!