في سبتمبر 2021، أكدت رولز رويس بدء مرحلة الاختبار لأول سيارة رولز-رويس كهربائية بالكامل في التاريخ، ألا وهي سبيكتر. تُعتبر هذه المهمّة الاستثنائية أصعب برنامج اختبار وضعته رولز-رويس في تاريخها، حيث ستغطي مسافة 2.5 مليون كلم، أي ما يفوق 400 سنة من معدّل الاستخدام لسيارة رولز-رويس.
عادةً ما ترى سيارات رولز-رويس النور في موسم الشتاء. تنخفض درجات الحرارة إلى 26 درجة مئوية تحت الصفر في منشأة أريبلوغ التي تستخدمها العلامة في السويد على بُعد 55 كلم فقط من الدائرة القطبية الشمالية. ولا تكتفي رولز-رويس بهذا المستوى من البرودة، بل تخفّض الحرارة لتصل إلى 40 درجة تحت الصفر.
قد يبدو الأمر غريباً، ولكن ثمة أسباب عديدة لتعريض منتجات رولز-رويس إلى درجات الحرارة المتطرّفة هذه. حين بُنيت أولى النماذج الأولية، أجرى المهندسون اختبارات بدائية للغاية في درجات حرارة متطرفة للتأكد من عمل كل نظام بالحدّ الأدنى المقبول في ظل الأحوال الجوية الباردة. ويُضاف إلى هذه الاختبارات بداية عملية تهذيب تُعتبر “الدروس” الأولى في مركز الصقل الذي سيبتكر أساسات سيارة تستحق أن تحمل بصمة العلامة.
تبدأ هذه المرحلة بعمليات شائعة في عالم السيارات، مثل اختبارات الضجيج والاهتزاز والخشونة. تُعدّ المتغيّرات التي تؤثّر على نتيجة الاختبارات عديدة ومتشعّبة، إذ تنطوي على المواد المختارة لصنع مكونات الأجهزة الرئيسية، وسماكة مطاط الأبواب، ومركّبات البطانة، ومواد التثبيت وحتى خصائص المواد اللاصقة. تجدر الإشارة إلى أنّ أداء هذه المتغيّرات قد يتغيّر بشكل كبير عند التعرّض لدرجات حرارة متطرّفة، ويصحّ الأمر نفسه بالنسبة لفعاليّة نظام التدفئة والتهوئة والتكييف والتبريد في السيارة.
كما تعلّق رولز-رويس أهميةً كبرى على وضع مكوّن إضافي تحت الاختبار الشتوي فليس الأمر مستغرباً من علامة تجارية بهذا الحجم. يشير مهندسو العلامة إلى هذا المكوّن بـ”وقت خفض التصعيد” الذي يتيح توخّي الدقة والتحكّم بالكامل بابتكار تجربة رولز-رويس عبر استخدام أنظمة التحكّم بالهيكل، وإدارة نقل الحركة والتحكّم بالإلكترونيات.
فعبر القيادة على الأسطح منخفضة الاحتكاك مثل الثلج والجليد، والإخلال بثبات سبيكتر عمداً، يتمكّن المهندسون من تهيئة الظروف الديناميكية التي تحدث عادةً في السرعات العالية، إنّما على سرعات منخفضة. يمكن دراسة هذه العوامل وتوجيهها في ورشة العمل وأثناء الحركة البطيئة بهدف تحديد معايير أداء السيارة في الطقس البارد وتحسينها في مجالات عديدة تشمل المعالجة، والتحكّم، والثبات، والقدرة على التوقع وتجربة الركوب الانسيابية التي تُعرف بها رولز-رويس.
يتيح وقت خفض التصعيد للمهندسين التنبّه إلى تفاصيل بالغة الدقّة في استجابة السيارة، وبالتالي تلقين سبيكتر كيفية التفكير والتصرّف والتواصل كسيارة تستحق أن تحمل بصمة رولز-رويس. وبعد حوالي نصف مليون كلم من الاختبار، اكتملت نسبة 25% من هذه العملية.
مع اكتمال مرحلة اختبارات الأداء الشتوية، ستواصل سبيكتر خوض برنامج الاختبار العالمي. وسيظلّ على هذه السيارة الكوبيه الكهربائية الفاخرة أن تقطع حوالي مليونَي كلم حتى يعلن مهندسو العلامة اكتمال المهمة قبل أن يتم تسليم أول سيارة للعملاء في الربع الرابع من العام 2023.