“أصبحت سبيكتر قبل إطلاقها السيارة الأكثر ترقّباً في تاريخ رولز-رويس. تجسّد هذه السيارة الثورية بداية حقبة السيارات الكهربائية الجريئة لدى العلامة، وتبرهن تصدُّرها لمجال التكنولوجيا في مجال السيارات الفارهة.
تخضع سبيكتر حالياً لاختبار أداء في ظل الطقس شديد الحرارة في موقعَين ضمن جنوب أفريقيا، هما أوغرابيس في الكيب الشمالية، وفرانشوك، “الركن الفرنسي” في ويسترن كيب وينلاندز.
يوفّر المناخان المستقرّان إنما المتناقضان واحدةً من أفضل تجارب القيادة في فصل الصيف بالعالم، حيث يسود المناخ الجاف والحار في الشمال، بينما يكون الجو في الجنوب أكثر رطوبةً وشبيهاً بالمناخ في حوض البحر الأبيض المتوسط.
قد تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية أقصاها، في حين تضمّ المناطق الجنوبية مجموعة متنوعة من الأسطح والتضاريس، على غرار الطرق الريفية الملتوية والمليئة بالحصى والغبار والأوساخ، ما يتيح اختبار السيارة في أصعب الظروف.
وفي هذه المرحلة، يراقب المهندسون كل الأنظمة والمعدات والبرامج التي تم تصميمها بهدف الاستمرار بتحسينها طيلة عملية الاختبار الممتدة لمسافة مليونَي كيلومتر.
تُعدّ عمليات التقييم المضنية هذه السبيل الوحيد للخبراء الفنّيين في رولز-رويس من أجل تحقيق مستويات فائقة التميّز، وهو أمر أساسي لتأمين التجربة التي يحبّها العملاء بطريقة تعكس تجربة البساط السحري التي تُعرف بها العلامة، إنّما في السيارات الجديدة الكهربائية بالكامل هذه المرّة.
وخلال مرحلة اختبار سبيكتر، تم تصميم كل وظيفة منفصلة متعلقة بالأداء والبالغ عددها 25 ألف بمستوى عالٍ من الدقة لتوفير تجربة رولز-رويس الأصلية. كما أنّ التحسينات التي يتم إجراؤها الآن تتبع مبدأ المكاسب الهامشية، حيث تتراكم التعديلات الطفيفة بشكل تدريجي لتؤدي إلى تحسّن إجمالي ملحوظ.
تُستخدم هذه النظرية بشكل واسع ومُثبت في أهم الرياضات والأعمال المرموقة، ولكنّها تتميّز في سبيكتر بنطاقها الواسع وغير المسبوق في إطار عملية التحقيق التي تجريها “مدرسة الصقل” الخاصة برولز-رويس.
تتعدّد الأمثلة على دقة التفاصيل التي تتميّز بها النماذج الأولية لسبيكتر، ولكن غالباً ما يصعب تحديدها بالعدد لأنّها تمثّل معارف وابتكارات نخبة من المهندسين الذين يتمتعون بخبرة عريقة ومنقطعة النظير داخل العلامة.
على سبيل المثال، تم تكريس أكثر من 1500 ساعة حتى الآن لتحسين نظام الفرملة المتجدّد في السيارة ليكون مفعوله قوياً وانسيابياً في آنٍ معاً.
تعالج معدات تسجيل البيانات مدخلات الاستشعار الناتجة عن قوة الفرملة المذكورة، لضمان ألا تؤثر تلك التعديلات على مستوى الهدوء العام لسبيكتر في ظل أي ظروف قيادة. ولكن وحدها خبرة مهندسي رولز-رويس وحكمهم السليم قادرة على التأكد من استيفاء السيارة، عند اكتمال الاختبار، للمعايير المطلوبة من أجل تقديم تجربة لا تضاهى لعملاء رولز-رويس.
لذلك، يتم تثبيت مضادات الانقلاب بشكل أفضل لتحقيق الوعد بديناميكية تصميم سبيكتر الكوبيه فائقة الفخامة مع الحرص على تقديم تجربة البساط السحري من رولز-رويس.
ويحظى هذا الاختبار بأهمية كبرى في جنوب أفريقيا حيث يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تغيّر صلابة عناصر التعليق المطاطي. وهكذا يتم التأكد من جودة المعيار بعد صدور نتائج الاختبار في الطقس قارس البرودة أيضاً.
علاوة على ذلك، طُبِّق هذا النهج الشامل للتأكد من جودة الألوان ودرجة السطوع في مسرح الأضواء الذي يَظهر عند فتح باب سيارة سبيكتر. ولضمان حسّ من التناغم الكامل داخل المقصورة في ظل ظروف الإضاءة الخارجية، لا بد من تنسيق الإضاءات الداخلية بشكل مثالي.
بما في ذلك بطانة السقف الشهيرة والمرصعة بالنجوم، ومجموعة المعدات وواجهة سبيريت. يتطلب ذلك تحليلاً مفصلاً لمجموعة من أنواع التعرض لأشعة الشمس أينما كانت سبيكتر حول العالم.
ومع اقتراب السيارة من المراحل الأخيرة لبرنامج الاختبار الشامل، سيتم إجراء تعديلات إضافية لمواد منع تسرب الضوضاء من أجل تقديم الأداء الصوتي الهوائي والعزل الشهير من رولز-رويس. تُعتبر هذه العملية أساسية لأنّ أداء مواد منع التسرب المطاطية يختلف مع اختلاف درجات الحرارة.