يعتبر العديد من الأشخاص أن الزجاج المعتم هو وسيلة لزيادة الرفاهية والتميز أثناء القيادة وكأن اللون الأسود ينعكس على صاحبه بالكثير من الهيبة والوقار. وفي الحقيقة، لا يقتصر الزجاج المعتم على المظهر وانما يأتي بالكثير من الفوائد. مما يثير التساؤل حول امكانية اعتباره موضة فارغة أم وسيلة فعالة لسلامة السائق؟
من جهة أولى، يتخذ البعض الزجاج المعتم للحصول على صورة رجال الأعمال والسياسة من اجل اضفاء نوعا من التميز لمركباتهم. ويلاحظ انتشارا كبيرا لهذا النوع من الأشخاص في عالمنا العربي العاشق للنجومية والتألق.
وتعتبر الدراسات أن اللون الأسود للزجاج يضفي الكثير من الجمالية للسيارة التي ستتحول الى شبح مرعب لكل من يراها، مما يدفع المفحطين والشخصيات اللامعة من نجوم ورجال اعمال الى تزويد سياراتهم به.
من ناحية أخرى، يعتبر الزجاج المعتم وسيلة مثلى للزيادة من خصوصية السائق حيث انها تحجب رؤية الخارج وتعزز من الهدوء وعدم التفكير باحكام ومواقف المارة.
والأهم من هذا كله، ان للزجاج المعتم دوره الأكبر في حجب الحرارة والرطوبة المرتفعة عن السائق خصوصا ان السخونة الزائدة من شأنها تخفيف انتباه وتركيز السائق بشكل واضح مما يزيد من خطورة وقوع الحوادث الضخمة على الطرقات.
فالزجاج العادي يسمح بنفاذ حوالي 70% من الحرارة إلى داخل مقصورة السيارة، ولكن الزجاج المعتم يمتاز بأنه أكثر فعالية؛ حيث يسمح بنفاذ ما يقرب من 30 إلى 40% فقط من السخونة إلى داخل السيارة.
يشار الى انه ينصح بتعتيم الزجاج الخلفي للسيارة، ويمنع القيام بهذا الأمر للزجاج الأمامي وزجاج النوافذ الأمامية بشكل كامل، لأن ذلك يؤدي إلى حجب الرؤية الكاملة عن قائد السيارة.
الجدير بالذكر، أن غالبية الأنظمة العربية تمنع تعتيم الزجاج بنسبة كبيرة حرصا على عدم استعماله بطرق مخالفة للسلامة العامة والامن مما يدفعنا الى تأييد ما تقوم به مشكورة من جهود للحفاظ على سلامة المواطن العامة.
وجملة القول، أن الزجاج المعتم ليس من باب الرفاهية وانما لديه الكثير من المنافع التي تصطدم بحاجز السلامة العامة في أوطاننا العربية التي حتما تفضل عن سلامة السائق أثناء القيادة.