عندما تحولت العادات الرمضانية الى استعراض للسيارات في قطر

عشق أصيل للسيارات 

يعشق شباب قطر استعراض سياراتهم لولعهم بهذا العالم ويتبادلون التعاليق عن التعديلات المستحدثة على كل مركبة وهم خبراء في أدق تفاصيل الموديلات واكسسواراتها وعلى دراية بأجمل أطقم الزينة والإضافات التي تتحملها كل سيارة. قبيل المغرب بنحو 90 دقيقة تنطلق مسيرات السيارات وتجوب الكورنيش من فندق الشيراتون حتى إشارة البريد في تقسيم واضح بين مختلف العلامات مع اعتزاز كل مجموعة بنوع مركباتها.

وتنشب بين هواة هذه العادة نقاشات حول أفضل السيارات الموجودة وهناك دوما منافسة بين الغريمين عشاق وملاك اللاندكروزر التي تعتبر السيارة الأولى في قطر وبين أصحاب النيسان حيث كثيرا ما يتجادل الطرفان بشكل جدي لاعتبار كل واحد أن نوع سيارته هو الأفضل.

ويستمر موكب السيارات في التوافد انطلاقا من الرباعية الدفع المنتشرة بكثرة في قطر، والكلاسيكية القديمة التي يحافظ أصحابها عليها وكأنها غادرت الوكالة للتو، وصولا إلى السيارات الرياضية القوية التي تسمع جلبة محركاتها من أبعد نقطة. ويحرص بعض الأثرياء من ملاك أفخم السيارات وأغلاها على التواجد في هذه الاستعراضات حيث تخطف مركباتهم الأنظار، وينتظر هواة ومحترفو التصوير لحظة توقفهم على جنب لالتقاط عشرات اللقطات لهذه النماذج الفريدة.

وتحرص الإدارة العامة للمرور على التواجد في المكان ومحاولة تنظيم حركة السير لتلافي الازدحام المروري الناجم عن هذه العادة وتفادي حدوث أي مخالفة من قبل الشباب حتى لا يخرج الأمر عن نطاق الهواية الهادئة إلى سباقات سرعة. ويقول الملازم أول عادل أحمد ضابط التوعية المرورية الذي تحدثنا معه إلى أن الإدارة لا ترغب في منع الشباب من ممارسة هوايتهم هذه لكنها في الوقت نفسه تحاول أن تجعل الأمر منظما وتتفادى حدوث أي تجاوز أو عرقلة لحركة السير ليبقى الأمر في نطاق المتعة البريئة. ويرى عبد الله المري الذي كان يستقل سيارة لاندكروزر قديمة أن العديد من أصدقائه وربعه مثلما وصفهم يحرصون على التواجد في الكورنيش لتعودهم على هذه الهواية التي لم يعد بإمكان الكثير من الشباب القطريين الاستغناء عنها أو تجاوزها.

 ويعتبر الشاب أن الأمر لا يعد أن يكون مجرد تسلية وتمضية للوقت أفضل من المكوث في البيت وافتعال مشاكل مع الأهل بسبب ساعات الصيام الطويلة وارتفاع درجات الحرارة التي لا تسمح بممارسة هواية أخرى. وتعج المنتديات الشبابية بصور هذه الاستعراضات ونوادر السيارات التي تتواجد في التجمعات وزاد في انتشارها مواقع التواصل الاجتماعي التي تساهم في الترويج لهذه العادة مع الصور التي ينشرها مصورون مغرمون بعالم السيارات.