June 27, 2022

مرسيدس 300 أس إي أل 6.3 بيننفارينا كوبيه.. أندر طرازات العلامة

اعتمادية وفخامة مرسيدس وتقنيتها الألمانية، في قالب من تصميم بيننفارينا. إنها المعادلة المثالية، أليس كذلك؟ كلا، إذ يبدو أن هذه المحاولة أنتجت شيئا غريبا، لا يمكن وصفه بالجمال. ولكنها حتما سيارة فريدة لا مثيل لها. وإليكم قصتها:

سيارات مرسيدس لا غبار عليها. ولكن بالنسبة للبعض، خاصة في زمن الستينيات والسبعينيات، ربما بدت محافظة بعض الشيء من ناحية التصميم. ويبدو أن هذا ما شعر به رجل هولندي، غير معروف الهوية حتى اليوم. لكن ما نعرفه هو أنه توجه إلى مرسيدس طالبا صنع سيارة خاصة به على قاعدة مرسيدس 300 SEL 6.3 الشهيرة. لكن مرسيدس رفضت طلبه، ربما بسبب عدم جدواه اقتصاديا لها، أو لأن الفكرة لم ترق لمدراء الشركة.

في السابق، مثل هذه الأمور لم تشكل مشكلة لأي كان. السيارات كانت تصنع على قاعدة (شاصي) مستقل، وبالتالي كان بإمكان أي كان أن يتوجه نحو الورشات المتخصصة في صناعة أجسام السيارات، ”لتفصيل“ جسم خارجي خاص به، إلى حد ما. لهذا السبب تجد الكثير من السيارات الكلاسيكية من الثلاثينيات مثلا تعرف باسم الشركة الصانعة، والشركة التي صممت وأنتجت جسم السيارة، ومنها سيارات مرسيدس الكلاسيكية وسيارات بوجاتي وغيرها الكثير. ولكن في الستينيات، اختلف الأمر، وبات أصعب. فتعديل شكل السيارة بالكامل بات يتطلب قدرات هندسية كبيرة وباتت السيارات الخاصة أندر بكثير، وأكثر كلفة.

لكن يبدو أن الكلفة المادية لم تكن أمرا يهم الرجل الهولندي آنف الذكر. إذ بعد أن رفضت مرسيدس طلبه، توجه نحو الخيار الأفضل ربما، صوب تورينو في إيطاليا، وتحديدا دار بيننفارينا الشهيرة لتصميم السيارات والتي لطالما تخصصت بتصميم وبناء السيارات الفريدة، وأهمها وأشهرها بالطبع سيارات فيراري.

وهكذا بدأ العمل على السيارة عام 1969. قاعدة السيارة السفلية لم يتم تغييرها، واحتفظت بطولها البالغ خمسة أمتار، مع قاعدة عجلات عملاقة. لكن سقف السيارة تم تغييرة بالكامل، مع تحويلها إلى سيارة كوبيه، أقل ارتفاعا من السيارة التي بنيت على أساسها. كذلك تم تغيير أعمدة السقف، وبات الزجاج الأمامي والزجاج الخلفي بزاوية أكثر حدة.

حين تسمع اسم بيننفارينا، تتخيل السيارات الرياضية ذات التصميم الرائع. ولكن من الواضح أن تصميم سيرجيو بيننفارينا في هذه الحالة، لم يحالفه التوفيق. فالسيارة حتى لا نستخدم ألفاظًا أخرى، قبيحة! مقدمتها تفتقد تلك اللمسة الراقية لطراز مرسيدس القياسي، ومؤخرتها خالية من أي ابتكار. وبالإجمال، خطوط السيارة صندوقين، لا يبرز فيها أي شيء مميز. فمن الواضح أن التغيير الأكبر كان في مقدمة السيارة التي باتت مختلفة بشكل كبير عن الطراز الأصلي حتى مع الأضواء الطولية، والمؤخرة الفريدة بالكامل والتي تبدو أشبه بالسيارات البريطانية من تلك الحقبة تبدو كرسم يخطه طفل في أوقات فراغه. أما المقصورة الداخلية، فلم يتم تغييرها بشكل كبير، ربما لحسن الحظ.

التجهيزات الميكانيكية للسيارة لم تكن بحاجة لأي تغيير، ربما باستثناء ما يقال بأن السيارة حصلت على تقوية للقاعدة (الشاصي) ونظام التعليق، وأقراص أكبر للمكابح. وهذا أمر متوقع، فسيارة مرسيدس 300 SEL 6.3 القياسية كانت الجد الأول ربما لسيارات مرسيدس AMG الحالية.

مرسيدس بيننفارينا كوبيه

محرك السيارة بلغت سعته 6.3 ليتر وقوته وصلت إلى 250 حصانا، فيما عزم دورانه بلغ 500 نيوتن متر. وفي سيارة يقل وزنها عن طراز 600 بولمان بحوالي 700 كيلوغرام، كان الاداء مميزا. التسارع من 0-100 كلم/س في 6.6 ثانية وسرعة قصوى تصل إلى 220 كلم/س قد لا تبدو أرقاما مميزة اليوم، إلى أن نتذكر أن هذه السيارة ظهرت عام 1969، وأن سيارات مثل لامبورجيني ميورا، والتي غيرت مفهوم السيارات السوبر رياضية إلى الأبد، كانت تصل إلى 100 كلم/س في 6.3 ثانية!

لكن طراز مرسيدس 300 SEL 6.3 بيننفارينا كوبيه لم يحصل على شهرة في وقته، ولا حتى في زمننا الحالي. ربما تصميم السيارة القبيح هو السبب، أو ربما حقيقة أن زوجة الرجل الذي طلبها لم ترغب حتى في الجلوس بها! وهكذا بيعت السيارة إلى مالكها الحالي (بحسب ما نعرف)، والذي يبدو أنه ربما يقرر بيعها هو الآخر، بعد أن ظلت لديه لأكثر من 35 عاما.

هذه السيارة، بحسب ما نعرف، كانت الأولى والأخيرة من سيارات مرسيدس التي عرفت لمسات من بيننفارينا. ولكن يبدو أن النتيجة لم ترض أحدا من الطرفين، إذ لا تعترف بها مرسيدس كسيارة من سياراتها، بينما لا يوجد ذكر لها في سجلات بيننفارينا، عدا عن الصورة اليتيمة التي ترونها هنا. فهل تستحق السيارة مكانة أكبر، أم أن مكانها فعلا مجرد سطر على الهامش في كتب التاريخ؟

 

أهم المقالات

توصيل من مكة الى مطار جدة

توصيل من مطار جدة الى مكة

كارلفت

ريكفري