جسر الفيات.. أو الحكاية المتكررة بأحداثها ووقائعها الثابتة التي لا يختلف فيها الا الشخصيات وبعض العناصر المبدلة التي تجعلها حماسية وفيها الكثير من التطور المحزن والمبكي لاسيما بعدد حوادث السير التي تشهد صفحات هذه القصة عليها.
نعم… الطريق الأسرع الى الموت في لبنان ليس بعبارة مبالغ فيها وانما واقع مثبت بالعديد من الحوادث التي أركبت اللبنانيين وتسببت بزحمة خانقة.
فتبدأ الحكاية عند وضع فواصل من الحجر والاسفلت لمنع سائقي الشاحنات من الصعود الى الجسر “المشؤوم”، مما سبب الكثير من الحوادث التي أدت الى تدمير السيارات وايقاع الكثير من الجرحى.
وبعد العدد الهائل للحوادث اليومية، تم وضع ثلاثة مطبات مرتفعة قبل الوصول الى الجسر مما زاد الطين بلة وجعل السيارات تحت رحمة اما المطبات واما الحاجز الذي سيفتك بسيارتك في حال نجاتك من المطبات المدمرة.
وبعد 57 حادثا معلنا في 10 أشهر، أعطى محافظ بيروت توجيهاته، وتمت ازالة الفاصل الخطر واستبداله بعائق يحدد المركبات المسموح مرورها حسب الارتفاع.
ويبدو أن هذا القرار شكل مصيدة أخرى للسائقين الخاضعين لرحمة سائقي الشاحنات الذين يصرون على كسر الفاصل الحديدي الذي يقع على أعلى السيارة بشكل متكرر ومستمر.
وبالرغم من تحطم هذا الفاصل، الا انه يعاد ويتم وضعه من جديد وكأنه لا يوجد أي مشكلة خصوصا ان المطبات لا تزال موجودة من دون أي مبرر.
وبجميع الاحوال، يبقى على اللبناني الحذر وتخفيف السرعة بعد اعطاء التنبيهات اليدوية والبصرية لباقي السائقين لربما ينجو من هذه الرواية التي تتبدل فيها الشخصيات ونوع المصيدة.