“فوبيا القيادة” عبارة لها وطأتها على بعض الأشخاص، فهي الخوف الشديد من القيادة مما ينتج الكثير من الاثار المربكة والمحرجة لمن يعاني منها.
تعريف المرض
الوفبيا علميا أو ما تسمى “الرهاب”، هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها.
بالاضافة الى أن هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص، ويكون المريض غالبا مدركا تماما بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي ولكنه لا يستطيع التخلص منه.
فوبيا القيادة.. أسباب وعوارض
وتعتبر فوبيا القيادة من أكثر الصور المنتشرة عن هذا المرض، حيث يصل عدد المصابين في بعض الدول الأوروبية الى المليون شخص، مما يدل على خطورة هذه الأزمة النفسية المنتشرة أيضا في عالمنا العربي.
وبالنسبة للأسباب فهي نسبية وتختلف بين الحالات، وقد تعود الى مرتكزات وراثية ولكن في أغلب الأحيان تأتي عن حادثة أليمة مع أحد المقربين أو عن وهم كبير ومفاجىء. بالاضافة الى أن قلة الثقة بالنفس وعدم الالمام بفنون القيادة قد يؤدي الى هذا المرض كما أن لتربية الأهل والتدريب على الاستقلالية يلعب دورا بارزا.
ومن العوارض التي قد يشعر بها المريض بمجرد الوقوف بجانب السيارة أو خلف المقود: صعوبة في التنفس، تسارع في دقات القلب، ضيق في الصدر، ارتجاف بحيث يصعب مسك المقود، الشعور بالدوار، اضطرابات في المعدة، والعرق.
حالات فوبيا القيادة
– بالنسبة إلى البعض قد يحدث الخوف عند قيادة السيارة إلى مرآب لوقوف السيارات أو عند رجوع السيارة للخلف لإيقافها في مكان للانتظار.
– النسوة العجائز اللواتي لم يقدن سيارة منذ عقود ومع ذلك مازلن يحملن رخصة القيادة.
– هنالك من الناس من يشعرون بان الطريق بأكمله يميل من تحتهم وهم يسيرون بسرعة 80 إلى 100 كيلومتر في الساعة.
– اعتبار المقود خصما لا يمكن التحكم به او المسك به.
– الخوف من دواسات المكابح والبنزين والتفكير بالغدر وعدم عملها بشكل جيد.
– ابتعاد المرأة عن القيادة بسبب عدم قدرتها المادية على شراء سيارة أو عدم موافقة الأهل على القيادة بمفردها والصورة النمطية ومعاملة المجتمع مع المرأة بعنصرية وتمييز واضح.
علاجات متنوعة
لا يمكن ايجاد علاج واحد لحالات متنوعة في رهاب القيادة، الا انه يمكن الحديث عن تمارين الاسترخاء التي تخفف من الشعور بالخوف بالاضافة الى قول بعض الأقوال والحكم قبل الدخول الى السيارة كما أنه يمكن الطلب من أحد المقربين الجلوس بجانب السائق المريض في مرحلة انتقالية قبل الاستقلال بسيارته.
كما ينصح بعدم التفكير السلبي ومقارنة الذات المريضة بحالة السائقين وعن قدرتهم بقيادة السيارة بهدوء ودون أي خوف أو قلق، ويمكن خلق حادث وهمي ليصادف المريض ويستطيع النجاة منه بسهولة وذلك بعد استشارة طبيب نفسي.
وفي حال فشل الخطوات السابقة، فيبقى الحل الوحيد هو الذهاب الى الطبيب النفسي الذي سيستطيع التخلص من هذا المرض الخطير بأساليب علمية وتقنية دقيقة.
قصة نجاح
تروي احدى الفتيات قصتها بهذا المرض حيث انها تخشى القيادة بسبب حادثة تعود الى الطفولة حيث شاهدت حادثا مروعا على الطريق العام في دولة المغرب مما جعلها تكره فكرة القيادة الى حين اختيارها لمدرب ومعالج نفسي استطاع ابعاد هذا المرض عنها.
فقام هذا الرجل بتعليمها اشارات المرور وكيفية القيادة من الجانب النظري وبقراءة الكتب، ومن ثم الجلوس في السيارة ومشاهدة أفلام كوميدية ورومانسية لينتقل بعد ذلك الى السير خطوة بخطوة حتى تغلب بعد ثلاثة اشهر من العلاج على هذا المرض.
وعليه، يبقى الحل الأمثل هو مواجهة الخوف اذ تأتي مخيلاتنا دائما أقوى من الواقع، ويجب علينا الاستمتاع بالحياة بكل ما فيها وان لم نشعر بألم المواجهة سنبقى غارقين في الوهم القاتل.