عملياً, عليك حمل مفتاح السيارة معك في كل الأوقات من أجل الدخول إليها وتشغيلها, فمن الناحية التقليدية تخضع آلية فتح السيارة وتشغيلها لعملية يدوية بسيطة حيث تضع المفتاح يدوياً في قفل السيارة ومن ثم تقوم بإدارته بإتجاه معين ومن ثم وضع المفتاح عينه في المكان المخصص وتقوم بنفس الحركة اليدوية من أجل تشغيل السيارة, وقد تطورت مفاتيح السيارة لاحقاً لتصبح عبارة عن عملية إلكترونية لاسلكية تقوم على كبسة زر واحدة لفتح السيارة وأخرى لإغلاقها وربما لإنارة المصابيح. وفي بعض السيارت تشغيلها لاسلكياً أيضاً.
ومنذ ظهور تقنية فتح السيارة بأداة تحكم عن بعد مع سيارات فورد ثاندر في أوائل ثمانينيات القرن الماضي ومع سيارة رينو فيغو بعدها في نفس الفترة, ومن ثم مع مرسيدس بنز, إنتشرت تقنية فتح السيارة بأداة التحكم عن بعد, التي تطورت في أواخر الثمانينيات لتشمل فتح وتشغيل السيارة أيضاً من دون مفتاح. غير أن هذه التقنية لم تتوقف عند ذلك حيث أنه وبحلول عام 2020 ستستبدل معظم السيارات الحديثة مفاتيح التشغيل عن بعد بتكنولوجيا بيومترية ستستغني كلياً عن المفاتيح أو أي أداة أخرى تقوم بفتح وتشغيل السيارة من مسافة بعيدة.
واليوم, وعلى ما يبدو فإن مساعي الإستغناء عن المفاتيح التقليدية مستمرة خصوصأً من قبل بعض الشركات العملاقة في صناعة السيارات. ففي مسعى لتوظيف التكنولوجيا في كل شيء تقريباً تفكر شركة بي ام دبليو حالياً بمراجعة الأسباب التي تفضي إلى ضرورة إستعمال المفاتيح التقليدية المعروفة للسيارة.
فقد قام إيان روبرتسون، عضو مجلس إدارة شركة بي أم دبليو والمسؤول عن قسم المبيعات في الشركة, وخلال فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للسيارات بدورته الـ67 الأخيرة, بالتحدث إلى وكالة رويترز كاشفا نية عملاقة تصنيع السيارات البافارية بمراجعة ضرورة إستعمال المفاتيح التقليدية في عملية فتح السيارة وتشغيلها, ملمحاً إلى إنعدام وجود ضرورة لحمل هذه المفاتيح مع إقتناء جميع العملاء الآن لهواتف ذكية بالإضافة إلى توافر تطبيق من بي أم دبليو يسمح للعملاء بفتح سياراتهم”, لافتاً إلى أن المفاتيح التقليدية القديمة الطراز قد تحولت إلى شيء أقل أهمية بالنسبة إليهم.
وتساءل روبرتسون لرويترز: “بصراحة، كم يوجد من الناس من هم فعلاً في حاجة إلى هذا النوع من المفاتيح؟”، وأكد أنه “لم يعد هناك حاجة لدى العملاء لإستعمال المفتاح من أجل تشغيل سياراتهم حيث انهم لا ينتشلونها من جيوبهم بتاتاً، وبالتالي فلم يعد هنالك من حاجة لديهم الى حملها؟”, ونتيجة لذلك أكد روبرتسون بأن “الشركة تبحث حالياً عن آلية للتخلص من المفاتيح بشكل كامل”, لافتاً إلى أن الشركة تتطلع إلى إمكانية تحقيق ذلك، وما اذا كانت تستطيع بالفعل الإستغناء وإن كانت لديها الإمكانية لذلك.
وختم قائلاً: “سواء كنا سنتمكن من الإستغناء عن المفاتيح نهائياً الآن أو في أي مرحلة في المستقبل، فلا يزال يتعين علينا أن نعيد النظر في هذا الموضوع”.
يبقى السؤال هنا, إلى أي مدى تعتبر مسألة التخلي عن المفاتيح التقليدية آمنة من الخروقات خصوصاً مع تطور التكنولوجيا وما يرافق هذا التطور من مخاطر أمنية. لكن وعلى الرغم من تحذير النادي الألماني للسيارات في السابق من فتح السيارة عبر إستخدام التكنولوجيا اللاسلكية نظراً لما لهذه الطريقة من عيوب أبرزها إمكانية إختراقها, غير أنه عاد وطمأن إلى أنه بالإمكان تفادي إختراق إشارة مفتاح التشغيل عبر فتح السيارة إما من مسافة قريبة أو من خلال المفتاح الحديدي الإضافي.
وحيث أن النادي قد شجع على الإستغناء عن هذه التقنية اللاسلكية تجنباً لتعرض السيارة للسرقة نتيجة المسح الذي يجريه اللصوص لأي إشارة قد تصدر عن المفتاح فقد نصح بفتح السيارة يدوياً وهو أمر لا يكلف صاحبه أكثر من حركة بسيطة قد تجنبه إمكانية سرقة سيارته, خصوصاً إذا كانت سيارته مركونة في منطقة يراقبها لصوص أذكياء.
ومع ذلك فهذه المفاتيح التي تحدث عنها النادي ما هي سوى مفاتيح تقليدية تعتبر اليوم, ولكن ماذا لو كانت الطرق الجديدة أكثر تكنولوجية وتعتمد على الإنترنت؟ فهنا من دون شك ستتضخم المخاطر وإرتفاع المخاطر يعتمد بالدرجة الأولى على نوع التكنولوجيا التي سيتم إستعمالها, وبالتالي انظمة الأمان التي ستقوم شركات السيارات بالإعتماد عليها.
يبقى هناك سؤالان:
الأول, ما هي الطريقة التي سترسو عليها نوايا وأفكار بي أم دبليو للتخلي عن المفتاح التقليدي وهل ستكون آمنة كليا؟
الثاني, من المعروف أن الأمان الكامل في المجال التكنولوجي هو من الأمور المستحيلة فهل ستنجح بي أم دبليو في منح عملائها وسيلة كاملة الأمان لفتح وتشغيل سياراتهم خصوصاً أن روبرتسون وخلال حديثه مع روترز كان قد ألمح إلى إمكانية إستعمال تطبيق بي أم دبليو المتوافر عبر الإنترنت؟ والباقي يخضع لمخيلتك عزيزي القارئ.
يذكر انه بامكانكم متابعتنا على تويتر @Alamalsayarat.
تابعوا المزيد من الأخبار
حتى بوجاتي تحولت إلى الكهربة.. لمزيد من الأداء!