يناير 29, 2022

شهران على عودة سيارات الفورمولا 1 إلى أسرع حلبة شوارع في العالم

بعد شهرين بالتمام والكمال، تعود حلبة كورنيش جدة لتعيش أجواء التشويق والإثارة مرة أخرى، مع انطلاق سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لعام 2022 على ساحل البحر الأحمر، فبعد نجاح منقطع النظير والذي حققه سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 العام الماضي، تحتضن جدة الجولة الثانية لبطولة العالم للفورمولا 1 خلال الفترة من 25 إلى 27 مارس المقبل.

وبعد السباق الدراماتيكي في شهر ديسمبر الماضي، تعود أطول وأسرع حلبة شوارع في العالم مرة أخرى لتتحدي أفضل السائقين في العالم وتدفعهم إلى أقصى حد، حيث يتسابقون تحت الأضواء الكاشفة على الحبة ذات الـ 27 منعطفاً بسرعات فائقة تتخطى معدلاتها 252 كم / ساعة.

وسيعود الغريمان ماكس فيرستابين ولويس هاميلتون إلى مواصلة صراعهما المحتدم على المسار، ولكن هل سيظلان في المقدمة هذا العام؟ تصل كل الفرق إلى جدة بسيارات جديدة، مصممة وفقاً للوائح الفنية المعدلة لجعل السباق أكثر تشويقاً وحماساً.

وفيما تستعد المملكة العربية السعودية لاحتضان سباقها الثاني للفورمولا 1، تحدّث مارتن ويتيكر، الرئيس التنفيذي لشركة رياضة المحركات السعودية، الجهة المروجة للسباق، عن النجاح اللافت للسباق الأول والتغييرات التي ستطرأ على نسخة هذا العام.

استعدوا لعطلة نهاية أسبوع لا تفوّت خلال الفترة من 25 – 27 مارس 2022، مع سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1.

مارتن ويتيكر، الرئيس التنفيذي، شركة رياضة المحركات السعودية:

ما مدى النجاح الذي حققه سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 لعام 2021؟

“حققنا نجاحاً بارزاً وحدثاً لا ينسى، لا سيما على صعيد متابعة السباق حول العالم، فقبل السباق الختامي والنهاية الدراماتيكية للبطولة في أبو ظبي، كان سباق السعودية أحد أكثر سباقات الفورمولا 1 مشاهدةً على الإطلاق. وكانت عطلة نهاية أسبوع حافلة بالتشويق والحماس، وقدمت المملكة العربية السعودية للعالم في أبهى صورة. وأعتقد أن الكثير من الناس لم تكن تتخيل حجم وقيمة الفورمولا 1 حتى استضافة أول سباق للجائزة الكبرى على الإطلاق في جدة”.

“كان حجم الحدث وتأثيره أكبر من توقعاتنا، وهو ما يبرز في أرقام الحضور أيضاً، لقد كانت المدرجات بسعتها الكاملة يوم السباق، وتم بيع تذاكر الضيافة المتميزة ونادي البادوك للأيام الثلاثة بالكامل، وبجمع تذاكر المدرجات والدخول العام ونادي البادوك والضيافة المتميزة، يمكننا القول إن الحدث استقطب 140 ألف مشجع، لقد كان حدثاً استثنائياً بالفعل لنا ومنصة مثالية لتسليط الضوء على المملكة العربية السعودية ومنطقة مكة المكرمة ومدينة جدة”.

كيف كان رد فعل المجتمع المحلي والجمهور عن الحدث؟

“كل من حضر السباق أشاد بروعته، لقد كان ذلك أول حدث لنا في الفورمولا 1، لذلك ظهرت بعض التحديات، ولكن لا يمكن إغفال أن الحلبة قد تم تشييدها بالكامل خلال أقل من ثمانية أشهر، لذلك كان ذلك إنجازاً استثنائياً.

“كان الحدث بمثابة احتفال بمدينة جدة، ولقد أسهم إنشاء حلبة السباق على الكورنيش الرائع وفي خلفيتها ساحل البحر الأحمر الخلاب، في استعراض الجمال الساحر لهذه المدينة الساحلية أمام العالم. وقد أعجب الجمهور بحفلي الافتتاح والختام، وعروض الألعاب النارية، والعروض الجوية والحفلات الموسيقية، ونتطلع لخلق تجربة أكبر وأفضل هذا العام”.

“لم يكن الكثير من الجمهور على دراية بما ينتظرهم، حيث لم يسبق لهم زيارة المملكة، ولكن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي هو استمتاعهم بتجربة ثرية، وإعرابهم عن تطلعهم للعودة لحضور السباق مرة أخرى في شهر مارس”.

باعتبارها أطول وأسرع حلبة شوارع على روزنامة الفورمولا 1، هل تعتقد أن حلبة كورنيش جدة ذات الـ 27 منعطفاً حققت نجاحاً فورياً مع السائقين؟

“ليس هناك أدنى شك في ذلك، أحب السائقون المسار، ومنذ اللحظة التي غادروا فيها المرائب بعد ظهر يوم الجمعة، ظهر جلياً استمتاعهم بالتحدي في هذا المكان. أعتقد أن فالتيري بوتاس قد لخص الأمر بشكل أفضل عندما وصفه بأنه “صاخب جداً” وأضاف أن طبيعة الحلبة العالية السرعة زادت من حماسه. هناك الكثير من حلبات الشوارع التي بها انحناءات ضيقة وبطيئة تصل إلى 90 درجة، إلا أن السرعات العالية في حلبة جدة والمنعطفات المتتالية ساعدت السائقين على الشعور بالتحدي. وخلال السباق أيضاً، كان هناك العديد من التجاوزات واللحظات الدراماتيكية مع منعطف واحد فقط أدى إلى خروج بعض السائقين”.

ما هي الدروس التي تعلمتها من السباق الأول؟ هل سيتم إدخال أي تعديلات على الحلبة في نسخة 2022؟

“بالطبع، أتاح لنا الوقت بين السباقين في التفكير في الجوانب التي نجحنا فيها وتلك التي لم نوفق فيها، ونسعى جاهدين لمواصلة التحسين في بعض المجالات خلال السباق الثاني. أولاً، سيكون هناك تغيير أو تغييران طفيفان على المسار، وهي التعديلات التي ترتبط بشكل مباشر بنطاق رؤية السائقين من قمرة القيادة. إنه عمل بسيط، لكنه سيساعد في تحسين الرؤية الأمامية في منعطفين. وثانيًا، سنجري بعض التعديلات الصغيرة على الحواجز التي ستدعم الخطوط التي يتخذها السائقون حول المسار”.

ماذا عن التعديلات على صعيد الجمهور؟

“هناك عدد من المجالات التي نعمل عليها لتعزيز تجربة الجمهور في شهر مارس. نحن نخطط لتغيير بعض زوايا المدرجات لتحسين الرؤية وفي نفس الوقت نخطط لزيادة الحجم وتطوير مناطق الجمهور، والتي أثبتت أنها تحظى بشعبية كبيرة.

“كان علينا تجهيز المرفق بالكامل في فترة زمنية قصيرة، ولكن الآن مع الوقت المتاح لسباقنا الثاني، أصبحنا في وضع أفضل لندرك حدودنا. نظراً لموقعنا، لا يمكننا التغيير كثيراً لأن المسار يقع على شريط ضيق من الأرض بجوار البحر، لكننا بالتأكيد ننظر إلى مدخل الحلبة ومخرجها.

“ونظراً للقيود على إدارة حركة المرور في موقع الحلبة، ظهرت بعض التحديات، تسبب في حدوث تأخيرات غير ضرورية في أنظمة الطرق، وقد تعلمنا بعض الدروس، ولدينا الآن الوقت لحل هذه الجوانب للتأكد من أن كل من يعود سيحظى بنفس التجربة، إن لم تكن أفضل”.

لماذا يقام سباق جائزة السعودية الكبرى الثاني بعد شهرين فقط من السباق الأول؟ وما هي خطط استخدامات الحلبة حينما لا تستضيف الفورمولا 1؟

“نصّ اتفاقنا على إقامة السباق في بداية الموسم، وهو أمر منطقي من الناحية اللوجستية، حيث ينطلق الموسم في البحرين ثم في المملكة العربية السعودية في الأسبوع التالي. ومع الرغبة في استضافة السباق الأول في عام 2021، لم يكن من الممكن فعلياً تحقيق ذلك قبل شهر ديسمبر نظراً للوقت اللازم لبناء المسار، ولكن في المستقبل، تم تحديد موعد السباق في شهر مارس من كل عام.

بالإضافة إلى ذلك، أطلقنا في شهر نوفمبر شركة رياضة المحركات السعودية التي ستتبع وزارة الرياضة وستكون الذراع التنظيمي والترويجي لرياضة المحركات على الصعيد الوطني للاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية. ولن تقوم الشركة بالترويج لسباق الجائزة الكبرى فحسب، بل ستنظم فعاليات رياضية أخرى في الدولة مثل رالي داكار وإكستريم إي بالإضافة إلى أنها ستنظم سباقات أخرى وفعاليات لرياضة المحركات، وفعاليات ترويجية ومجتمعية ومشاريع أخرى داخل وحول حلبة كورنيش جدة. على سبيل المثال، في شهر فبراير سيكون لدينا فعالية تضم ما يقرب من 70 سيارة على المسار، في إطار من اجتماع نادي ملّاك فيراري. من المهم بالنسبة لنا تعظيم استخدام المسار بحيث يكون مفيداً للمجتمع المحلي في جدة”.

ما هي التطورات الأخرى التي ستحدث في المكان قبل انطلاق سباق 2022؟

“تعتبر عملية توسعة كورنيش جدة بنحو 3.5 كم أحد المجالات الرئيسية للأعمال الإنشائية، بحيث يمتد الآن حتى المارينا الجديدة. يعد الكورنيش نقطة محورية للمجتمع ويمكن لكل من السكان المحليين والسياح الآن الاستمتاع بممر أكبر على الواجهة البحرية وممرات للدراجات ومطاعم وفنادق جديدة.

وسيتواصل العمل في المنطقة بأكملها لخلق بيئة مواتية للناس للاسترخاء أو للاستمتاع بوقت فراغهم من خلال ممارسة الرياضات مثل كرة السلة أو الكرة الشاطئية وكرة الطائرة الشاطئية أو الصالات الرياضية المفتوحة. ويقدم الكورنيش شيئاً جديداً للمجتمع، والذي يعد أيضاً جزءاً أساسياً من رسالتنا على صعيد الاستدامة.

“نحن لسنا فقط من أوائل حلبات السيارات أو الجهات المروجة الذين لديهم فريق مخصص للاستدامة، ولكننا أيضاً بصدد إعداد دراسة حالة للفورمولا 1 حتى يتمكنوا من الترويج لما كنا نقوم به. لا يتعلق الأمر فقط بالحد من استخدام البلاستيك، لقد قمنا بإدارة مشاريع أكبر مثل تجديد البحيرة، التي كانت قطعة أرض بحاجة إلى الإصلاح في جدة. ويجسّد عملنا البيئي رؤية السعودية 2030 ويتماشى مع أنشطة الشركات المحلية، مثل أرامكو وبترومين”.

ما هي الخطط المستقبلية لسباق جائزة السعودية الكبرى؟

“الشيء الأكثر أهمية هو ضمان مستقبل السباق في المملكة العربية السعودية على المدى الطويل. تتواصل عمليات البناء في حلبة القدية بالقرب من الرياض، لكن التركيز ينصب بشكل كبير على جدة في الوقت الحالي وعلى زيادة الفرص في هذه الحلبة الرائعة. يوجد عدد قليل جداً من الحلبات مثل حلبة كورنيش جدة، والتي تمتاز بالتحدي والديناميكية والطول والسرعة الفائقة، وفي مثل هذا الموقع المذهل. حيث تواصل جدة ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية في المملكة، ليس فقط من منظور رياضي ولكن لمجتمع الأعمال أيضاً.

“ترتكز خططنا على ترسيخ الوعي بأهمية الفورمولا1 كمنصة رائعة، ليس فقط للشركات السعودية لاستعراض أعمالها، ولكن للترحيب بالشركات العالمية في المملكة أيضاً. حيث توفر الفورمولا 1 الفرصة للقيام بالأعمال وتقدم أيضاً مجالاً للأشخاص للاستمتاع بالتواصل في أجواءٍ أكثر استرخاءً”.

 

أهم المقالات