في أوائل عام 1999 قرر الفرنسي ريتشارد ميل تأسيس علامته التجارية، مدفوعا بطموحه لجعل صناعة الساعات تتجاوز كل ما كان موجودا، في ذلك الوقت، وطرح علامة رائدة فريدة من نوعها عالمياً، وصياغة نهج جديد معاصر لـ”علم قياس الزمن”.
على مستوى صناعة الساعات، فإن اقتناء ساعة “ريتشارد ميل” كان يشبه شراء سيارة سباق رياضية مصغرة (فوربس)، حيث تنتج العلامة أقل من 5000 ساعة سنوياً، مستوحاة من عالم الطائرات ورياضة السيارات والهندسة المعمارية.
انضم ريتشارد ميل إلى صديقه دومينيك غينا الذي كان حينها رئيساً لصناعة السّاعات والرئيس التنفيذي للمجوهرات في شركة موبوسان، وصاحب شركة ساعات غينا فالجين السويسرية التي تم إنشاؤها في عام 1900. ومنذ عام 2001، كانت الشركة مسؤولة عن تصميم وتصنيع الساعات لمجموعة ريتشارد ميل، التي أصبحت شركة تابعة لها في عام 2013. سرعان ما نسج الرجلان روابط صداقة قوية، من خلال شغفهم المشترك بالسيارات والطيران وكل شيء يتعلق بالميكانيكا المتقدمة.
فعندما تم إطلاق ساعة آر أم RM 001 توربيون، عام 2001، وضعت على الفور العلامة التجارية الوليدة على مستوى قمة سوق الساعات الفاخرة بالكامل في العالم، وقد جرى تقديم خلف كواليس الصالون الدّولي بايزلوورد، عندما قام المبدع ريتشارد ميل، برمي الساعة على الأرض ليثبت للتجار أنّ عيار التوربيون ذاك فريد من نوعه.
قدّم ريتشارد ميل ساعة آر أم RM 003 توربيون ذات نظام توقيت مزدوج عام 2002، وأصبح مشاركاً رئيسياً في النسخة الأولى من سباق لومان كلاسيك 24 ساعة الأسطوري، وكان ذلك عرضاً استثنائيّاً لسباق 24- ساعة الشهير، بينما سجلت ساعة آر أم 004 RM سبليت سكندز كرونوغراف أول ظهور لها، بعد سنوات من التطوير لإتقان هذا النموذج.
ثم بعد ذلك تتابعت إصدارات سلسلة آر أم الفاخرة (80 نموذج)، وكل منها تفرّد بصفات مميزة، كما تضمنت ساعات بإصدارات خاصة، مثل RM050-30 ساعة توربيون كرونوغراف ماكلارين فورمولا 1 (2017)، وساعة نادال (2017)، سيباستيان أوجيه وغيرها الكثير.
تأسيس فريق ريتشارد ميل ريسينغ
لم يضيع ريتشارد ميل، رجل الأعمال الشهير، أي وقت في تولي زمام المبادرة وإنشاء فريق كامل من النساء، وأسس فريق ريتشارد ميل ريسينغ في عام 2020، وقد ظهر لأول مرة في أوروبا من خلال المشاركة في أول تحدي لبطولة الاتحاد الدولي للسيارات، كجزء من سلسلة سباقات لومان 24 ساعة الأوروبية، ومن خلال الثلاثي النسائي المميز أثبت الفريق كفاءته منذ البداية.
سعى ريتشارد ميل، بصفته رئيس لجنة التحمل التابعة للاتحاد الدولي للسيارات، لجعل رياضة السيارات أكثر ملاءمة للنساء، لا بوصفهنّ سائقات فحسب، وإنما أيضا مهندسات وخبيرات في الميكانيك ووضع الاستراتيجيات. وقد أمضت اللجنة التي يشارك في رئاستها البطلة الفرنسية ميشيل موتون، 10 سنوات في الترويج للمرأة في الرياضة على أعلى المستويات.
تم الإبقاء على بيتسكي فيسر، صوفيا فلورش، وتاتيانا كالديرون، بعد إجراء عملية اختيار صارمة، مع لجنة السيدات بالاتحاد الدولي للسيارات، ليظهر فريق ميل ريسينغ تحت قيادة أماندا وريتشارد ميل في سباقات السيارات لأول مرة.
في أول مشاركة له في سباق لومان 24 ساعة خلال موسم 2020، كان فريق ريتشارد ميل ريسينغ هو محور الاهتمام، مع الفريق المكون 100٪ من الإناث، إذ تمكنت كلا من بيتسكي فيسر، صوفيا فلورش، وتاتيانا كالديرون من حصد المركز التاسع في فئة LMP2. بالرغم من تصميم الفريق على إثبات مدى قدرته للتقدم للمراكز الأولى في موسم عام 2021، استطاع التقدم من المركز الثاني والعشرين إلى المركز الحادي عشر، ولكن بعد تعرضهم للتصادم على الحلبة لمرتين، أُجبر الفريق على الخروج بعد خمس ساعات و11 دقيقة من السباق.
في عام 2022 يعود الفريق بثلاثي متجدد بالكامل، ولكنه مدفوعا بنفس الرغبة في التألق والانتقام، بعد خيبة أمل العام الماضي. سيضع الفرنسي تشارلز ميليسي نجل باتريس ميليسي، تجربته في خدمة الفريق وزملائه ليلو وادو وسيباستيان أوجيه لمحاولة الانتصار.
منذ إنشاء فريق ريتشارد ميل ريسينغ، ساهم في كسر الأفكار المحددة مسبقا بشأن قدرة المرأة على المنافسة في سباقات السيارات، ناهيك عن أن يكون الفريق بأكمله من النساء، واستطاع الفريق بثلاثيته النسائية المنافسة بقوة على المراكز الأولى في المضامير الأوروبية والعالمية. وهكذا فتح الفريق، الذي سرعان ما ابتعد عن كل ما هو تقليدي، حقبة جديدة في مغامرته باختيار مجموعة مختلطة من السائقين في فئة سباقات التحمل.
كان هدف الفريق الأول لفت الانتباه إلى قلّة الفرص المتاحة أمام النساء، لذا بدأ بفريق مكوّن بالكامل من النساء، وبعد أن قضوا عامين رائعين مع ثلاث سيدات أثبتن أنفسهن في سباقات “لومان” للنماذج الأولية LMP2، أولًا في سلسلة “لومان” الأوروبية ELMS ثم في بطولات القدرة العالمية التابعة للاتحاد الدولي للسيارات.
خلال 2022، استبدل الفريق بتشكيلة سائقاته تاتيانا كالديرون وصوفيا فلورش وبيتسكه ڤيسر، بثلاثية جديدة من شأنها أن تقدّم تحديات جديدة، مع الحرص على مراقبة أداء بطلاته السابقات عن كثب أثناء مواصلتهنّ مسيرتهنّ المهنية. وبرز اسم السائقة الجديدة في الفريق، ليلو وادو، في سلسلة سباقات السيارات أحادية الطراز، لتصبح أول امرأة تفوز بسباق كأس “ألبين إلف” الأوروبية. وبعد مسيرة مهنية غير اعتيادية برعت خلالها في سباقات السيدان وسيارات جي تي GT، بدأت تركّز الآن على النماذج الأولية.
يمكن للسائقة ليلو وادو الاعتماد على خبرة فريق “سيغناتك” برئاسة فيليب سينو، والذي فاز بلقبين عالميين في سباقات النماذج الأولية LMP2 بالإضافة إلى تحقيق ثلاثة انتصارات في الدورات الستّ الأخيرة من سباق “لومان 24 ساعة”. وتعمل وادو بشراكة مع شارل ميلسي، الذي فاز بثلاثة سباقات في موسمه الأول في سباقات القدرة على التحمل التابعة للاتحاد الدولي للسيارات في العام 2021. فهناك تحدٍّ كبير، لتقديم الأداء المنشود، بالرغم من المستوى العالي لفئة سباقات LMP2، فإن ليلو سائقة موهوبة أثبتت قدرتها على التكيّف أينما حلّت.
فيما أكمل سيباستيان أوجيه، العضو في عائلة ريتشارد ميل منذ عام 2016، التشكيلة الأساسية بظهوره الأول في سباق التحمل بعد أن أثبت نفسه ضمن أعظم سائقي الراليات في التاريخ. وانضم السائق الفرنسي إلى شكل آخر من رياضات السيارات، بحثًا عن تحدٍ جديد.
براعة “سيغناتك” الفنية وقود نجاح الفريق
مدعوما ببراعة “سيغناتك” صنع فريق ريتشارد ميل ريسينغ اسماً لنفسه، حيث تعتمد الجوانب الفنية والرياضية واللوجستية على مجموعة “سيغناتك” التي أسسها فيليب سينولت، في عام 1990، ويقع مقرها في بورج، وسط فرنسا، والتي ترتبط بالعديد من الألقاب الوطنية والدولية وكانت مساهما أساسيا في نجاح السائقين المشهورين عالميا، بما في ذلك بينوا تريلوير، ولوك دوفال، ونيكولاس لابيير، أو رومان جروجان، أو إدواردو مورتارا.
أُجري تحول كبير في مجموعة “سيغناتك” عام 2009 خلال الالتزام الأول لسباق لومان 24 ساعة، وتجمّع ما يقرب من أربعين موظفًا مقسمين إلى أربعة أقسام هي: السباقات، والهندسة، والأحداث، والاتصالات الرقمية. بينما شغلت ورشتان بمساحة إجمالية 3000 متر مربع مخصصة للتصميم وبناء وتشغيل المركبات المنافسة، ومكتب للتصميم، وورشة تصنيع الهيكل/ المركب وقطع الغيار الميكانيكية، وجهاز محاكاة حديث يجعل من الممكن تهيئة السائقين أثناء تطوير برامج المحاكاة الفنية.
هذه التجربة التي لا تقدر بثمن وهذه الدراية الفريدة التي تفسر مساهمة المجموعة في حصد 21 لقبا و87 انتصارا، و57 مركزا، و515 منصة تتويج، و55 لفة أسرع في السباقات، و3 ألقاب عالمية في هذه الفئة LMP2. والآن “سيغناتك” في خدمة فريق ريتشارد ميل ريسينغ لحصد المزيد.
لومان 24 ساعة: حجر الزاوية في النسخة العاشرة من بطولة العالم لسباقات التحمل
تدخل بطولة الاتحاد الدولى للسيارات FIA WEC لسباقات التحمل العالمية، الآن موسمها العاشر، كما تعد هي أول سلسلة من نوعها تحمّل لقب بطولة رياضية دولية في العالم. ويصادف هذا العام 2022 الذي يشهد النسخة العاشرة من البطولة أعتاب عصر ذهبي جديد للرياضة، إذ توفر منصة فريدة من نوعها، للفرق والسائقين والشركاء للتنافس على بعض أفضل حلبات السباق في العالم.
تسمح قواعدها للنماذج الأولية الرائعة بالتنافس على أعلى المستويات ضد أشهر ماركات السيارات والفرق الخاصة. يمثل سباق لومان 24 ساعة حجر الزاوية في تقويم البطولة، ويشمل مسارات شهيرة مثل سيبرينغ والمنتجع الصحي ومونزا وفوجي والبحرين، لتتنافس من خلالها أفضل الأطقم بدءا من أقصر سباق (ست ساعات) إلى أطولها (أربع وعشرون ساعة).
يتطلب الأمر من المنافسين للوصول إلى منصة التتويج في نهاية الموسم، تقديم الأداء الرائع مع الحفاظ على الموثوقية في جميع الأوقات هذا يعني أن يكونوا في الصدارة طوال مدة السباق.
ريتشارد ميل ريسينغ يراهن على أعضاءه الجدد في حصد الفوز
في مشاركته المقبلة ببطولة FIA WEC، يراهن فريق ريتشارد ميل ريسينغ على ليلو، وهي المرأة المنتصرة في كأس أوروبا، إلى جانب خبرة وتجربة تشارلز ميليسي، الفائز بثلاثة سباقات العام الماضي في أول موسم كامل له في أمريكا الشمالية ببطولة العالم للتحمل، وأسطورة الراليات سيباستيان أوجيه الذي يكمل التشكيلة ليبدأ مغامرته في سباقات التحمل، بعد أن أصبح أحد أنجح سائقي الراليات في التاريخ.
فمنذ اللفات الأولى لها أحدثت ليلو ضجة كبيرة أينما حلت، بعد تجربتها الأولى وحصولها على المركز الثالث في بطولة كأس السباق 208 في عام 2018، لتؤكد أداء رائع في TCR أوروبا ومنصة كأس رينو كليو فرنسا. لقد حققت نفس النجاح في كأس أوروبا Elf Elf، حيث خاضت معركة قوية على اللقب، في عام 2021 بعد أن أصبحت أول امرأة تفوز بسباق في المسلسل. ليلو تخوض تحدٍ الآن في الاتحاد الدولي للسيارات لسباق التحمل فئة LMP2.
أربع فئات للمنافسة في بطولة الاتحاد الدولي للسيارات لسباقات التحمل
ينقسم منافسو بطولة FIA WEC إلى أربع فئات: النماذج الأولية في هايبركارز Hypercars وLMP2 من خلال فرق ريتشارد ميل ريسينغ، و جي تي أس GTs في فئات لومان برو LMGTE Pro، ولومان آيه أم LMGTE Am. تتضمن فئة لومان بروتوتايب LMP2 سيارات سباق لا تتطلب الحد الأدنى من الإنتاج، ودون نظام دفع هجين أو كهربائي، بينما على المتسابقين استخدام أحد الهياكل الأربعة مع المحركات المستخدمة GK428 V8s، وتوافر إطارات كوزوورث وجوديير أيضا كمعايير قياسية، وتحمل السيارات أرقام سباق LMP2 مكتوبة باللون الأبيض على خلفية زرقاء.
يشتمل كل طاقم تم إدخاله في LMP2 سائقًا واحدا على الأقل مصنفا وفقا للأتحاد الدولي للسيارات بناءً على نتائجهم السابقة. يحدد أسرع وقت لكل سيارة في التصفيات مكانها على شبكة البداية، يتم تنظيم جلستين مدة كل منهما عشر دقائق: واحدة للسيارات الهايبر و LMP2، والأخرى لفئة LMGTE. تُمنح النقاط للمتسابقين المصنفين في نهاية الحدث: 25، 18، 15، 12، 10، 8، 6، 4، 2 و1 نقطة لـالعشرة الأولى. يتم منح نقطة إضافية للمركز الأول (أفضل لفة مطلقة) في كل فئة. يتأثر هذا المقياس بمعامل 1.5 لجولات الـ 8 ساعات ويتضاعف في سباق لـومان 24 ساعة. في نهاية الموسم، يتم منح أفضل سائقي وفرق LMP2 جوائز البطولة للتحمل.
رُزنامة السباق
هذا الخبر ترجمة وإعداد فريق عالم السيارات
