December 10, 2020

أستون مارتن تستعد للمشاركة في فورمولا 1 لعام 2021 بعد غياب 60 عاماً

تستعد أستون مارتن حالياً للعودة إلى عالم سباقات الفورمولا 1 في عام 2021 من خلال فريق أستون مارتن للفورمولا 1، والذي سيشهد مشاركة العلامة في سباقات الفورمولا 1 للمرة الأولى منذ فترة تزيد عن 60 عاماً، ومواصلة إرثها العريق الذي بدأه مؤسسا العلامة ليونيل مارتن وروبرت بامفورد.

وتضاف شهرة العلامة البريطانية الرائدة في تصيع السيارات الرياضية الفاخرة عن إنجازاتها في سباقات السيارات الرياضية إلى تاريخها الحافل بالقصص والأسماء اللامعة في سباقات الجائزة الكبرى. ومع استعدادها اليوم للعودة إلى عالم سباقات الفورمولا 1، فإن أمامنا فرصة مثالية لاستعراض الإنجازات السابقة للعلامة في مجال سباقات السيارات الأكثر تنافسية وصعوبة في العالم.

تحظى أستون مارتن بشهرة عالمية واسعة اكتسبتها من نجاحاتها الكبيرة في عالم سباقات السيارات الرياضية، حيث أحرزت العلامة بطولة العالم للسيارات الرياضية في عام 1959 بعد فوزها اللافت في سباق لومان، ونجاحها بتحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في سباق نوربورغرينغ 1000 كيلومتر.

وتمتد قائمة الانتصارات متعددة الفئات للعلامة في سباق لومان من عام 1931 وصولاً إلى العام الحالي الذي شهد تحقيق انتصارات في فئات متعددة، أفضت بدورها إلى فوز العلامة ببطولة العالم للتحمل الخاصة بمصنّعي السيارات من فئة جي تي. وساهمت الانتصارات الكثيرة التي حققتها أستون مارتن على مر السنين في السباقات وفئات السيارات بترسيخ حضورها بين أبرز الأسماء اللامعة في عالم سباقات التحمل.

إستون مارتن

وعلى الرغم من أن أستون مارتن لا تحظى بذات الشهرة الواسعة في سباقات الجائزة الأوروبية الكبرى، ولاحقاً، في سباقات الفورمولا 1؛ إلا أنها نجحت بتحقيق حضور قوي لها ضمن هذين السباقين. ومنذ انطلاق شركة أستون مارتن قبل 107 أعوام، عندما أسسها ليونيل مارتن وروبرت بامفورد عام 1913 ضمن ورشة صغيرة في لندن، كانت المشاركة في سباقات السيارات عالية السرعة جزءاً أساسياً من روح العلامة وهويتها.

واليوم، ومع استعداد علامة السيارات البريطانية الفاخرة للعودة إلى عالم سباقات الفورمولا 1 بعد أكثر من 60 عاماً، فإن أمامنا فرصة مثالية لاستعراض الإنجازات السابقة للعلامة في مجال سباقات السيارات الأكثر تنافسية وصعوبة في العالم.

عشرينات القرن الماضي

إستون مارتن

منذ الأيام الأولى لتوليه رئاسة شركة أستون مارتن الناشئة عند تأسيسها؛ كان ليونيل مارتن، الشريك المؤسس للشركة، يحلم بإبراز اسم الشركة التي أسسها بالتعاون مع شريكه روبرت بامفورد في سباقات الجائزة الكبرى.

وتألق اسم أستون مارتن على مسارات السباق التي تتضمن صعود التلال في بريطانيا، وحقق ليونيل مارتن بنفسه نجاحاً لافتاً خلف عجلة قيادة سيارته الخاصة، ولكنه كان يعلم بأن سباقات الجائزة الكبرى التي تقام في مختلف أنحاء أوروبا ستحقق لشركته الشهرة التي لطالما كان يتوق إليها.

وفي بداية فترة “العشرينات الهادرة”، بدأ حلم مارتن بالتحول إلى واقع ملموس بعد تعرّفه إلى سائق سيارات السباق الشاب الكونت لويس زبوروفسكي، الابن الثري لكونت بولندي وزوجته الأمريكية التي ورثت عن أهلها ثروة كبيرة، والذي كان شغوفاً بالسرعة وسباقات السيارات.

واستناداً إلى ثروته الضخمة التي وضعته في مكانة تعادل المليارديرات في عصرنا الحالي، كان زبوروفسكي يملك موارد ضخمة، والتي منحته إلى جانب معرفته بأستون مارتن كسائق لعدد من أوائل سيارات السباق ذات الصمامات الجانبية المفتوحة من العلامة، الثقة لتكليف الشركة بتصنيع سيارتين له بدلاً من سيارة واحدة.

وتعاون زبوروفسكي مع ليونيل مارتن وفريق عمله لوضع خطة تهدف لبناء سيارتين بهدف المشاركة في سباق كأس جزيرة مان السياحية لعام 1922. وقدّم زبوروفسكي حوالي 10 آلاف جنيه إسترليني للمشروع، وهو مبلغ كان يعتبر ثروة صغيرة في ذلك الزمن، حيث لم يتم تخصيص هذه الأموال لبناء السيارتين فقط، وإنما لتطوير محرك جديد كلياً لسيارات السباق، ومزود بأربع اسطوانات مع 16 صماماً وعمود كامة علوي مزدوج.

وبلغت استطاعة أولى سيارات أستون مارتن المخصصة لسباق الجائزة الكبرى، والمزودة بهذا المحرك البالغة سعته 1486 سنتمتر مكعب، حوالي 55 حصاناً بعزم دوران قدره 4200 دورة بالدقيقة.

وبلغ وزن السيارة 750 كيلوجرام، ووصلت سرعتها القصوى إلى 85 ميلاً بالساعة، وجاءت مزودة بمقعدين، أحدهما مخصص للتوازن، وفقاً لقواعد سباق الجائزة الكبرى في ذلك الوقت، والذي كان مخصصاً للميكانيكي الذي يشارك في السباق، ويعد من الأعضاء الأساسيين في الفريق، وتشمل مهامه الرئيسية ضغط خزان الوقود باستخدام مضخة يدوية.

المشاركة الأولى في سباق الجائزة الكبرى

إستون مارتن

تمثّل الهدف من بناء سيارتي تي تي 1 وتي تي 2 في المشاركة بسباق كأس جزيرة مان السياحية الذي كان سيقام في 22 يونيو 1922، ولكن لم يكن الوقت في صالح الفريق الذي لم يتمكن من بنائهما في الوقت المناسب.

وبدلاً من ذلك، فقد تقرر أن تتم المشاركة الأولى للسيارتين في سباق جائزة فرنسا الكبرى للسيارات بسعة 2.0 ليتر، والذي أقيم في يوم 15 يوليو بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، ما شكّل الظهور الأول لعلامة أستون مارتن في سباقات الجائزة الكبرى.

أربعينات القرن الماضي

إستون مارتن

يعد سباق جائزة بلجيكا الكبرى للسيارات الرياضية في عام 1946 خطوة مهمة بالنسبة لطموحات أستون مارتن الخاصة بسباقات السيارات على الرغم من أنه لا يندرج من الناحية الفنية ضمن إطار سباقات السيارات عالية السرعة.

وكانت سباقات السيارات في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية أمراً أساسياً إلى حد ما وفقاً لمعايير التكنولوجيا المتقدمة والتطور المستمر الذي نشهده حالياً. ولم تكن الكثير من السيارات المتنافسة على الألقاب بعد أقل من عام على انتهاء الحرب جديدة تماماً.

وكانت سيارات سباق سبيد موديل من أستون مارتن التي تم إنتاجها قبل الحرب لا تزال تتمتع بإمكانيات تنافسية، لذلك فلم يكن من المفاجئ رؤية إحدى سيارات سباق أستون مارتن من عام 1936 بسعة 2.0 ليتر الشهيرة آنذاك خلال منافسات سباق جائزة بلجيكا الكبرى للسيارات الرياضية في عام 1946، والذي أقيم في 16 يونيو على مسار مؤقت يُحاذي منتزه بوا دو لا كامبري في العاصمة البلجيكية بروكسل.

خمسينات القرن الماضي

إستون مارتن

شكلت خمسينات القرن الماضي فترة مميزة جداً بالنسبة إلى أستون مارتن. فقد كان مالك الشركة السير ديفيد براون، والذي استحوذ عليها في عام 1947 قبل إضافة علامة لاجوندا إليها خلال وقت لاحق من ذلك العام، يعمل بشكل حثيث على ابتكار سيارات رياضية بريطانية تتميز بتصميمها الأنيق وجاذبيتها المتنامية.

وكان السير براون يدرك أهمية سباقات السيارات في تحقيق النجاح التجاري للعلامة، ووضع في عام 1955 خطة جريئة لبناء سيارات يمكنها المنافسة بقوة في بطولة العالم للسيارات الرياضية وبطولة العالم للفورمولا 1 التي كانت حديثة العهد نسبياً في ذلك الوقت.

وتركز كتب التاريخ على إنجازات سيارة دي بي آر 1 وفوزها بسباق لومان، وسيارة دي بي 3 إس التي سبقتها. ولكن يمكن اعتبار المشروع الأولي لسيارة دي بي 155 المزودة بمقعد واحد مشروعاً منح العلامة فرصة لاكتساب خبرات مهمة، حيث شكلت نموذجاً رائداً لسيارات سباقات الجائزة الكبرى التالية في خمسينات القرن الماضي.

العقد الثاني من القرن الحالي

خلال الأعوام الأخيرة، وبعد انقطاع يزيد عن نصف قرن من الزمن؛ عادت أستون مارتن إلى حلبات الفورمولا 1 حول العالم، حيث أصبحت الراعي الرئيسي والشريك التقني لفريق ريد بول ريسينج، وهي علاقة امتدت لتشمل سيارة أستون مارتن فالكيري الخارقة والتي من المقرر أن تدخل مرحلة الإنتاج في عام 2021.

أهم المقالات