على الرغم من تدهور سوق السيارات الأوروبية للعام السادس على التوالي في 2013، بسبب معدلات البطالة المرتفعة والنمو الاقتصادي المتباطئ، وعلى الرغم من ان الخبراء يتوقعون استمرار تراجع المبيعات في عام 2014 الجاري، بل واستبعاد استعادة ذاكرة النمو والمبيعات المرتفعة قبل عام 2019 على أقل تقدير، إلا أن هذه النزعة المتشائمة لم تمنع صانعين كبار شأن رينو من رفع سقف طموحاتهم عالياً في غضون الأعوام القليلة المقبلة.
وانطلاقاً من المثل الشائع “عفا الله عما مضى”، وضعت رينو أهدافاً وخططاً أخرى طموحة تهدف إلى تحقيقها بحلول عام 2017، وتتمثل في وصول حجم المبيعات الكلية مجمعة وحجم الإعمال إلى 50 مليار يورو مع هامش تشغيل بنسبة أكثر من 5 بالمئة من حجم المبيعات الكلية.
ولم تقف خطة رينو الطموحة عند هذا الحد، بل تعدتها الى زيادة إنتاج السيارات في أوروبا من 500.000 إلى 710.000 وحدة بحلول عام 2017، وزيادة معدل الانتفاع والاستخدام بمصانعها الفرنسية من 75 إلى 100 بالمئة. وتهدف رينو من جراء ذلك إلى استعادة لقب ثاني أكبر علامة للسيارات في أوروبا.
ويبدو أن الصانع الفرنسي يتكل بقوة على نجاح علامته منخفضة الكلفة “داسيا”، وهي العلامة التي جعلته الصانع الأوروبي الكبير الوحيد الذي ازدادت مبيعاته بالمنطقة العام الماضي؛ حيث ارتفعت أرباح التشغيل بنسبة 59 بالمئة لتصل إلى 1.24 مليار يورو في 2013.
ولكن، في المقابل، انخفض الدخل الصافي لرينو بمقدار الثلثين تقريباً ليصل إلى 586 مليون يورو؛ حيث استهلكت الشركة أموالاً طائلة في عمليات إعادة الهيكلة، وقالت في بيان لها أنها ستقوم بزيادة المبيعات العالمية والعوائد، اضافة الى زيادة أرباح التشغيل وتحقيق تدفقات مالية تشغيلية إيجابية في عام 2014 الجاري؛ كما تتوقع المجموعة أن “تستقر الأسواق الأوروبية” نسبيا.