جاكوار آي-بايس الجديدة تظهر في معرض جنيف، وتدخل في مواجهة مباشرة مع تسلا، كأول السيارات الكهربائية الفاخرة من أحد الصانعين الكبار
اللحظة التي أعلن فيها رسميا عن الكشف عن جاكوار آي-بايس الكهربائية الجديدة، لحظة حاسمة في عالم السيارات. فعلى الرغم من وجود السيارات الكهربائية منذ زمن طويل في الأسواق. إلا أن جاكوار آي-بايس هي فعليا أول سيارة كهربائية بالكامل يتم تصنيعها وتطويرها خصيصا لهذا الغرض، من قبل مصنع متخصص في إنتاج السيارات الفاخرة، أو سيارات الـ Premium كما تسمى.
حتى اليوم، وعلى الرغم من توفر فئات كهربائية متعدد في الأسواق، إلا أن فكرة السيارة الكهربائية الفاخرة كانت تقتصر على صانع واحد: تسلا. فالشركة الأمريكية استغلت الفجوة في السوق، وحجزت لنفسها مكانا خاصا. بل واستعرضت قوتها أمام المنافسين، وقدمت نفسها على أنها سيارة المستقبل، اليوم.
ولكن مع وصول جاكوارآي-بايس إلى الأسواق، ستختلف قوانين اللعبة تماما. فجاكوار نقلت محددات اللعبة إلى مستوى ثان تماما، سواء من ناحية التصميم، الفخامة، الأداء والقدرات الديناميكية أو تجربة القيادة. باختصار، استغلت جاكوار خبرتها لتتفوق في كافة الميادين التي لا تملك منافستها الرئيسية خبرة فيها.
تصميما، لا شك في أن جاكوارآي-بايس تمثل نقلة نوعية في عالم التصميم، للسيارات الكهربائية أو السيارات التقليدية. إيان كاللوم، كبير مصممي جاكوار، وفريقه قدموا سيارة مميزة فعلا، تتمتع بخطوط سيارات الدفع الرباعي الرياضية المتوسطة، ولكن بخطوط مستوحاة من طراز C-X75 السوبر رياضي الاختباري. ومستغلا الحرية التي يمنحها وجود المحركات الكهربائية والبطاريات أسفل السيارة، جاءت جاكوارآي-بايس بخطوط مدمجة رياضية مميزة، ولكن بمقصورة رحبة وعملية جدا، وبتجهيزات إلكترونية متطورة.
إذ تعتبر جاكوارآي-بايس أول سيارة من جاكوار تستخدم نظام المعلومات والترفيه المتطور Touch Pro Duo. كما ويعمل نظام ملاحة السيارة الكهربائية على تقييم طبوغرافيا الطريق إلى الوجهة المقصودة، واستخدام المعلومات المخزنة من الرحلات السابقة، بما في ذلك أسلوب القيادة، لحساب المدى الشخصي وحالة الشحن بدقة متناهية تمنح السائق أعلى درجات الثقة والاطمئنان أثناء القيادة. ويستخدم هذا النظام المتطور تقنية “إعدادات ذكية” تعتمد على الحسابات لتحديد الخيارات الشخصية المفضلة للسائق، ومن ثم ضبط إعدادات القيادة والمحيط الداخلي وفقاً لذلك.
أما من ناحية الأداء، فتعتبر جاكوارآي-بايس قفزة نوعية حقيقية. السيارة، والتي تندفع بعجلاتها الأربعة عبر محركين مثبتين على المحورين الأمامي والخلفي، تم تزويدها ببطاريات ليثيوم- أيون، تكفي السيارة لتصل إلى مدى يبلغ 480 كيلومترا، وفي نفس الوقت توفر للسيارة الأداء الرياضي المعروف عن جاكوار، مع قوة تبلغ 400 حصان، وعزم دوران يصل إلى 696 نيوتن متر، تدفعها إلى سرعة 100 كلم/س في 4.8 ثانية فقط.
طبعا ديناميكيات القيادة هي التي ستجعل جاكوارآي-بايس تتفوق على خصومها. إذ أن خبرة جاكوار الواسعة في هذا المجال تعني تزويد السيارة بنظام تعليق متطور، مشابه لذلك الذي تستخدمه في سياراتها الرياضية، والمكون من مثلثات مزدوجة (Double Wishbone) في الأمام، ونظام مدمج متعدد الوصلات في الخلف، لتوفر السيارة تماسكا رائعا، وقيادة رياضية تماما كما نتصورها من سيارة جاكوار حديثة.
لإثبات قدرتها وقوتها، وضعت جاكوار طرازآي-بايس في مواجهة وجها لوجه مع تسلا “موديل X”، في سباق للتسارع والكبح. ولا داعي للقول بأن السباق انتهى في مصلحة جاكوار، وبفارق مريح. هذا التركيز على القيادة الرياضية، وجوانب السيارة المختلفة التي لا ترتبط فقط بوجود النظام الكهربائي هي ما يميز جاكوارآي-بايس، وهي السمات التي ستظهر الفروقات بين صانعي السيارات “المحترفين” إن صح التعبير، وشركات التكنولوجيا التي تحاول نقل التقنيات الكهربائية إلى سيارات تصنعها. فهل ستظهر جاكوارآي-بايس الفارق الحقيقي؟ وهل ستكون فعلا قاتلة تسلا، والمعيار الجديد للسيارات الكهربائية؟