خلّف القرار الأخير الذي اتخذته الذراع الأوروبية لمجموعة جنرال موتورز الأميركية، أي أوبل الألمانية، بالانسحاب من السوق الروسية وإغلاق مصنعها الوحيد بالبلاد في سانت بطرسبورغ، جدلاً كبيرًا بين أوساط صناعة السيارات العالمية؛ حيث يرجّح العديد من المراقبين والمحللين أن يسير بعض الصانعين الآخرين على النهج ذاته بسبب ما يتكبدونه من خسائر غير مسبوقة بفعل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الأوروبية على روسيا نتيجة الأزمة الأوكرانية.
في شهر شباط (فبراير) من عام 2015 الحالي، تراجع معدل تسجيل السيارات الجديدة بالسوق المحلية الروسية بنسبة بلغت 38 بالمئة، بسبب تدهور قيمة الروبل الروسي لمستويات تاريخية، بلغت العام الماضي وحده نحو 40 بالمئة، ما أثّر على العديد من الصانعين الذين يستوردون قطع غيار من الدول الأخرى. ومنذ أسابيع قليلة، دفعت تلك الظروف الاقتصادية الصعبة بعض الصانعين مثل جنرال موتورز وجاغوار لاندروفر وآودي، إلى إيقاف تصدير عروضهم الجديدة للسوق الروسية، والسبب عدم قدرتهم على ضبط وتعديل سياستهم التسعيرية بالسرعة الكافية لمواجهة تأرجحات وتقلبات العملة الروسية.
2- شفروليه تعوّض غياب أوبل
ولكن، يبدو أن الأمر فاق مسألة تعليق وإيقاف عمليات الإنتاج والمبيعات لفترة وجيزة؛ حيث أعلنت جنرال موتورز أنها ستسحب علامتها أوبل من السوق الروسية هذا العام، كما ستقوم بـ “تقليص” تواجد عروض شفروليه المخصصة لكافة الأسواق، والتركيز عوضًا عن ذلك في تسويق عروض شفروليه وكاديلاك المصنّعة والمجمّعة في الولايات المتحدة الأميركية.
ويرى الخبراء والمراقبون أن أوبل كان من المتوقع لها أن تبيع أقل من 30.000 وحدة في عام 2015، ما يعني استحواذها على حصة سوقية أكثر قليلاً من 1 بالمئة، وهي نسبة ضئيلة للغاية تعكس مدى “تهميش” تلك العلامة على مدار السنوات القليلة الماضية في روسيا. وفي المقابل، فإن شفروليه تعد العلامة الأكثر أهمية لجنرال موتورز في روسيا، وهو ما يفسّر تفضيل صانع ديترويت الأكبر التركيز أكثر على تسويق تلك العلامة عوضًا عن أوبل بثالث أكبر سوق للسيارات في أوروبا.
ومن المنتظر أن ينجم عن إعادة هيكلة وتوقيف بعض أعمال جنرال موتورز بروسيا خسارة الصانع الأميركي لنحو 600 مليون دولار أميركي، سينعكس على نتائج الفصل الأول من عام 2015 الجاري. ولكن، وفي الوقت نفسه، تعيد جنرال موتورز التأكيد على أنها تعتزم العودة إلى ذاكرة الأرباح مجددًا في السوق الأوروبية بحلول عام 2016.