عُرف رائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك بشخصيته المثيرة للجدل. فلا أحد يسلم من تعليقاته اللاذعة وتصريحاته الساخرة مهما عظم شأنه، ليس آخرها ما رد به على مراسل صحيفة الواشنطن بوست بعد أن طلب منه التعليق على مقال نشره حول مستقبل ماسك المهني ليجيبه: “انقل تحياتي إلى سيدك الدمية”، وهي إشارة واضحة إلى مالك الصحيفة جيف بيزوس.
أو حتى تغريداته التي أصبحت مثل البورصة، فبكبسة زر واحدة منه، تقفز أسهم شركات وتهبط غيرها، كما حصل مؤخراً مع تطبيق سيجنال، حيث نصح حينها المستخدمين عبر تويتر، وكتب: “استخدموا سيجنال”.
وهو بذلك يشير إلى تطبيق بديل عن واتساب، بعدها مباشرة ارتفع عدد تحميلات التطبيق إلى نحو 100 ألف شخص خلال ساعات فقط.
كما قفزت أسهم شركة Etsy Inc المتخصصة في التجارة الإلكترونية بشكلٍ كبير بسبب كلبه! بعد أن غرّد ماسك: “أنا أحب Etsy”، موضحاً أنه اشترى خوذة مارفن من الصوف المنسوج يدوياً لكلبه، لترتفع أسهم الشركة بنسبة 8.6% وسجلت رقماً قياسياً خلال يوم.
هذه الشخصية الإشكالية يقف خلفها تاريخ طويل من العمل والفشل والنجاح والأبحاث والمغامرات إلى حد الجنون أحياناً.
لذلك، موقع عالم السيارات أعدّ لكم مقالاً يتحدث عن أبرز المحطات والمواقف في حياة المهندس إيلون ماسك، الذي ولد في 28 يونيو 1971 بريتوريا في جنوب إفريقيا، وهو المكان الذي ينحدر منه والده، بينما كانت والدته من أصول كندية.
البدايات والتعليم
في سن 17، في عام 1989، انتقل ماسك إلى كندا للدراسة في جامعة كوينز متجنباً الخدمة الإلزامية في جيش جنوب إفريقيا.
حصل ماسك على جنسيته الكندية في ذلك العام، وشعر أنه سيكون من الأسهل الحصول على الجنسية الأميركية عبر هذا المسار. وأصبح ماسك مواطنًا أميركيًا في عام 2002.
في عام 1992، غادر ماسك كندا لدراسة إدارة الأعمال والفيزياء في جامعة بنسلفانيا.
تخرج بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد وبقي للحصول على درجة البكالوريوس الثانية في الفيزياء.
بعد مغادرة جامعة بنسلفانيا، توجه ماسك إلى جامعة ستانفورد في كاليفورنيا لمتابعة درجة الدكتوراه في فيزياء الطاقة.
ومع ذلك ، فقد تم توقيت تحركه بشكل مثالي مع تطور الإنترنت، ليترك ستانفورد بعد يومين فقط، وأطلق شركته الأولى.
الشركات وأول مليار دولار
أصبح ماسك مليونيرا في أواخر العشرينيات من عمره، وأطلق شركته الأولى Zip2 في عام 1995 مع شقيقه كامبل، لتوفير دليل المدينة على شبكة الإنترنت، وتوفير محتوى لمواقع الويب الجديدة لكل من صحف نيويورك تايمز وشيكاغو تريبيون.
في عام 1999، باع شركة Zip2 مقابل 307 مليون دولار نقدًا و34 مليون دولار في خيارات الأسهم.
تمكن ماسك في نفس العام ومن خلال عائد بيع Zip2 من تأسيس شركة X.com، وهي شركة خدمات مدفوعات مالية عبر الإنترنت، وتحولت في العام التالي إلى PayPal المعروفة.
في أكتوبر 2002 حصل ماسك على أول مليار دولار عندما استحوذت eBay على PayPal مقابل 1.5 مليار دولار، كما امتلك ماسك 11 بالمائة من أسهم PayPal.
أسس ماسك شركته الثالثة سبيس إكس SpaceX في عام 2002 بهدف بناء مركبة فضائية للرحلات الفضائية التجارية.
الصعود والإنجازات
بحلول عام 2008، كانت سبيس إكس راسخة، ومنحت ناسا الشركة عقدًا للتعامل مع نقل البضائع لمحطة الفضاء الدولية مع خطط لنقل رواد الفضاء في المستقبل، في خطوة لاستبدال مهمات مكوك الفضاء الخاصة بوكالة ناسا.
في 22 مايو 2012، دخل إيلون ماسك التاريخ عندما أطلقت شركته سبيس إكس SpaceX صاروخها Falcon 9 في الفضاء بكبسولة بدون طيار.
تم إرسال المركبة إلى محطة الفضاء الدولية ومعها 1000 رطل من الإمدادات لرواد الفضاء المتمركزين هناك، وهي المرة الأولى التي ترسل فيها شركة خاصة مركبة فضائية إلى محطة الفضاء الدولية.
عزز محفظته من خلال شراء SolarCit في عام 2016، كما نمت مكانته كرائد في الصناعة من خلال تولي دور استشاري في الأيام الأولى لإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وبعد إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ ، استقال ماسك من منصبه الاستشاري.
حدثت انتكاسة في نوفمبر 2017، عندما وقع انفجار أثناء اختبار محرك الشركة الجديد بلوك 5 ميرلين.
ذكرت شركة سبيس إكس أنه لم يصب أحد، وأن القضية لن تعرقل طرحها المخطط لجيل مستقبلي من صواريخ فالكون 9.
في أواخر مارس 2018، تلقت سبيس إكس إذنًا من حكومة الولايات المتحدة لإطلاق أسطول من الأقمار الصناعية في مدار منخفض بغرض توفير خدمة الإنترنت.
أطلقت سبيس إكس الدفعة الأولى المكونة من 60 قمرا صناعيا في مايو 2019، وتبعتها حمولة أخرى من 60 قمرا صناعيا في نوفمبر.
شركة تسلا
تأسست شركة تسلا موتورز في عام 2003 لإنتاج سيارات كهربائية بأسعار معقولة في السوق الشامل.
بالإضافة إلى منتجات البطاريات والأسقف الشمسية، ويشرف ماسك، على تطوير المنتجات وهندستها وتصميم منتجات الشركة.
بعد خمس سنوات من تشكيلها، وتحديدا في مارس 2008، كشفت تسلا النقاب عن سيارة رودستر، وهي سيارة رياضية قادرة على التسارع من 0 إلى 60 ميل في الساعة في 3.7 ثانية، وكذلك السفر ما يقرب من 250 ميلا بين شحنات بطارية أيون الليثيوم.
بحصة في الشركة استحوذت عليها دايملر وبشراكة استراتيجية مع تويوتا، أطلقت تسلا طرحها العام الأولي في يونيو 2010، حيث جمعت 226 مليون دولار.
في أغسطس 2008، أعلنت تسلا عن خططها لطرازها S، ويمثل أول سيارة سيدان كهربائية للشركة.
في أبريل 2017، أعلنت تسلا أنها تجاوزت شركة جنرال موتورز لتصبح صانع السيارات الأكثر قيمة في الولايات المتحدة.
السيارة رقم مليون
أعلن إيلون ماسك في مارس من العام الماضي، عن إنتاج السيارة الكهربائية رقم مليون، لتصبح بذلك أول شركة لصناعة السيارات تحقق هذا الإنجاز.
ونشر ماسك الخبر عبر تغريدة على تويتر مع صورة للسيارة الحاملة للرقم مليون، وهي Model Y، والفريق الذي صنعها، وقال:
“قبل بضع سنوات فقط، لم يعتقد كثيرون أن شركة تيسلا Tesla يمكنها إنتاج سيارات كهربائية بأرقام كبيرة، لكن شركة صناعة السيارات تمكنت من إنتاج ثلاث سيارات كهربائية هي Model S و Model X و Model 3، وهي الآن على وشك إطلاق سيارتها الكهربائية الرابعة Model Y”.
وارتفعت الطاقة الإنتاجية للشركة في عام 2020 مع زيادة الإنتاج في مصنع شنغهاي (Gigafactory Shanghai)، وهو مصنع تيسلا الثاني لإنتاج السيارات في العالم.
الهبوط
لم يعد الملياردير إيلون ماسك أغنى رجل في العالم الآن، بعد أن تراجعت أسهم شركته تسلا بنسبة 8.6%، ما أدى إلى خسارته 15.2 مليار دولار.
تراجع ماسك ليحتل المرتبة الثانية في مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات من بين أغنى 500 شخص في العالم، بصافي ثروة قدرها 183.4 مليار دولار، بعد أن كانت 210 مليار دولار في يناير الماضي.
بفضل خسائر تسلا الأخيرة، تمكن مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية أمازون، جيف بيزوس، من استعادة المركز الأول للقائمة.
ظل الاثنان يتبادلان الأماكن منذ يناير، مع تقلبات قيمة تسلا السوقية، إذ ارتفع السهم بما يصل إلى 25% مع مطلع عام 2021، قبل أن يمحو كل مكاسب هذا العام تقريباً.
تفوق ماسك على بيزوس لفترة وجيزة، بعد أن جمعت شركته الصاروخية سبيس إكس 850 مليون دولار، في وقت سابق من هذا الشهر.
لا ندري، فربما يعود إلى القمة من جديد، وتحديداً بعد أن كشف عن نيته طرح عملة مشفرة خاصة، بعد أن مرّ بتجارب استثمار وخسارة مع عملة البيتكوين!