كان مجرّد النظر إلى تلك المركبة يشعرني بالصداع، فيما هدير محركها وهي في أقسى سرعتها كان كفيلا بتقوية ذلك الصداع. إلا أن ذلك التاريخ قلب المقاييس.. فعندما تكون “هارلي ديفيدسون” إحدى هواياتك أو عندما تتقن قيادة هذه الدراجة، فأنت وبدون شكّ شخصا مميّزا !
من منطقة الحمرا أمام مركزهم في بيروت انطلق ذلك النهار، أدار السائق محرّك دراجة “هارلي دايفدسون” لتكون تلك الحركة بداية نهار كامل من الإثارة والتشويق.
صفّ واحد انطلقت أكثر من 60 دراجة نارية، من مختلف الألوان والأشكال والمقاييس إلّا أن الصفة المشتركة الوحيدة التي تجمع كل تلك الدراجات الهدير الذي يصدر عن محرّكها والذي يعكس متعة قيادتها وروح المغامرة التي تُميّز كل راكب على حدة.
من الحمرا وصولا الى جزّين، عند كلّ منعطف كانت دقات القلب تتضاعف وعند كلّ حفرة كان يحاول السائق -وبخفية أتقنها مع مرور السنوات- أن يتجنبها، كانت الرعشة التي تتملّك الجسد والهواء البارد يتحوّل الى شعور بالإثارة، على رغم المخاطر المتعددة التي يمكن أن تتعرض لها تلك الدراجات مع سائقيها على مختلف طرقات لبنان.
المخاطر كبيرة ولكن التشويق وحب المغامرة أكبر! فطرقات لبنان غير مؤهلة للسيارات (4 عجلات) فكيف بالدراجات النارية (عجلتان)، من حفر الى مطبات وطرقات جبلية وعرة وصولا الى سيارات لم تنتبه لوجود تلك الدراجة على الطرقات فيقع ما لم يكن بالحسبان!
ما من شي يفوت سائقي “الهارلي”، الخوذة والسترة الواقية أساس في قياداتهم ورحلاتهم، فالإنطلاق بدون تلك الأكسسوارات ممنوع.
في منطقة جزين كان الفطور، تناوله أكثر من 70 شخصاً، كانت الإستراحة لفترة لا تتجاوز الـ15 دقيقة، قبل الإنطلاق مجدداً على الطرقات الجبلية للوصول الى منطقة الشوف وتحديداً الى بيت الدين حيث مائدة الغذاء بانتظارنا.
قليلون الأشخاص الذين…