لا يخفى على أحد أن القيادة قد تدخل ضمن فنون القتال والمشاجرات المميتة بفضل ما نراه على الطرقات في مختلق الدول العربية من خلافات وتلاسن قد يصل الى الضرب المبرح. وفي الحقيقة، يعتبر الهدف من القيادة هو الوصول بسلام الى المكان المقصود مما يوجب علينا استعراض بعض أسس القيادة الدفاعية والحذر لتعزيز السلامة المرورية.
بداية، قم بوضع نفسك مكان مختلف أنواع السائقين بحيث يجب التفكير بما يدور في خاطر السائق حيث ان اطلاق الاصوات التحذيرية قد لا تلفت الانتباه لسائق شاب يستمع الى الموسيقى مما يوجب اشعال المصابيح لجذب انتباهه مثلا، بالاضافة الى انه يجب التفكير بما دفع السائق الى ارتكاب حادث سير مروع لتبتعد عن المسببات التي أدت الى هذه النتيجة.
وبعد ذلك، وأثناء قيادتك للسيارة يتوجب عليك ترك مسافة أمان بينك وبين السيارة التي تنطلق أمامك ، لأنك ستكون في حاجة للوقت للقيام بردة فعل مناسبة اذا ما توقفت السيارة التي أمامك فجأة أو قرر سائقها الانعطاف.
ولاحتساب مسافة الامان، عليك أخذ سرعتك بالكيلومتر مقسومة على اثنين مضيفا اليها خمسة امتار طول سيارتك تصبح النتيجة هي المسافة المثلى التي بامكانك التوقف بها. ولمزيد من التوضيح، نقدم لكم المثل التالي: اذا كانت سرعتك 60 كلم بالساعة نقسمها على اثنين = 30 نضيف عليها خمسة امتار طول السيارة لتصبح 35 مترا وهي مسافة امان لسيارة تسير بسرعة 60 كلم.
وتقوم القيادة الدفاعية على مبدأ “احترس من غيرك” حيث لا يهم إذا ما كنت تقود بشكل آمن أم لا، فقد تكون تسير ضمن السرعة المقررة وتتبع قواعد المرور، ويأتي سائق آخر ويصطدم بك. وللاندماج مع هذا المبدأ يجب ابقاء حالة الحذر، افترض أن كل شخص على الطريق متهور، أي أن تجهز نفسك لتغيير الحالات المرورية بشكل مفاجىء، أو التوقفات المفاجئة أو الانعطاف من دون إشارة.
ومن الامور التي يجب الالتزام بها، وفقا لهذا النمط، صيانة سيارتك بشكل دوري حيث ان الوقاية من الاعطال هي وسيلة لابعاد حوادث السير وليس لاطالة عمر السيارة فقط.
وفي حالة الطقس العاصف والضباب، فيجب أن تسير بسرعة منخفضة مع اشعال المصابيح القريبة وترك مسافة كبيرة بين السيارات الأمامية، مع الكثير من الحذر على المنعطفات.
يشار الى أن القيادة الدفاعية تتطلب الحذر على خلاف القيادة القتالية التي تنتشر عند الكثير من الشباب وهي تتمثل بالسرعة الزائدة ومنافسة باقي السيارات واستخدام الايماءات بدلا من الاشارات عدا عن الألفاظ البذيئة والشرسة، مما يوجب الابتعاد عنها والتقيد بالقيادة الدفاعية وليس القتالية ولا حتى الهادئة والسلمية.
