تعتبر القيادة عكس السير أي بالاتجاه المناقض للوجهة السليمة، ظاهرة خطيرة في عالمنا العربي حيث تسجل الكثير من هذه الحالات حتى وصل الأمر الى تخطي أرقاما خيالية بعدد المخالفات في هذا الخصوص.
ويعود هذا النوع من القيادة الفوضوية الى أسباب عديدة، فيلجأ بعض الشباب الى اثبات قدراتهم ودهائهم بالقيادة عبر رعونة متمثلة بالقيادة عكس الاتجاه. أما البعض الاخر، فيعتبر أن حالة الطريق وسوء تصميمها يدفعه الى المجازفة عبر السير بالاتجاه الخاطىء، أما الحالة الأخيرة فتتمثل بالهروب من زحمة السير الخانقة عبر الطريق الفرعي متجاهلين القوانين.
واذا اردنا تحليل ما تقدم، فيعتبر السبب الثاني الأقرب الى الصواب باعتبار سوء التصميم يجعل من الطريق أطول مما يزيد من عبأ القيادة على السائق، الا أن بجميع الأحوال لا يمكن التذرع بذلك أو حتى بالتكدسات المرورية وجهل القوانين المحلية من أجل ارتكاب المخالفات.
ولجهة منع القيادة عكس السير، فهي للمحافظة على حالة السير العامة ومنع انتشار الفوضى حيث يعتقد البعض ان قيادته بهذه الطريقة تعفيه من زحمة السير الا انه في الحقيقة يسبب تكدسات مرورية أخرى مما يزيد الطين بلة.
وعليه، نتمنى على كل من يشجع هذا النوع من القيادة للابتعاد عنها، والانتظار قليلا وسط الزحمة حيث ان الاتجاه الصحيح سيوصلك الى المكان الذي تقصده، أما القيادة برعونة قد تأخذك الى عالم اخر.
وبجميع الأحوال، تبقى قيادة السير بهذه الطريقة ذات مخاطر عديدة على السائق بغض النظر عن حالة السير حيث قد تعرضه لنتائج وخيمة خصوصا في حالة سرعة السيارات الاتية من اتجاهها مما قد يسبب حادثا ضخما كالذي حصل منذ أيام معدودة في العاصمة اللبنانية بيروت حيث أتت سيارة “عكس السير” على طريق سريع مما أدى الى الاصطدام بسيارة السائق المسرع.
وللاطلاع على تفاصيل هذا الحادث الذي لم يعرف مصير السائقين فيه، نقدم لكم الفيديو التالي: