تشغل مسألة السلامة معظم مصنعي السيارات في العالم, والسلامة هي من العناصر الأساسية التي يبحث عنها اصحاب السيارات قبل شراء سياراتهم نظراً لما تمثله من أهمية سواء بالنسبة لحياتهم أو حياة من معهم من ركاب أو حتى حياة الآخرين على الطريق سواء كانوا من الركاب أو من السائقين الذين يقودون في الشوارع والطرقات السريعة وغيرها من الأماكن.
تسلا ليست بعيدة بتاتا عن هذا المنطق خصوصا أنها تحتوي على نظام القيادة الذاتية الذكي والذي من المفترض أنه يعزز السلامة والأمان في السيارة بحسب زعمها.
ومؤخرا تم تصنيف النموذج X الرباعي الدفع رسميا على أنه الأعلى من حيث معايير السلامة بالنسبة لسيارات الدفع الرباعي الأخرى وقد حصل هذا النموذج على تقييم 5 نجوم وذلك على إمتداد كافة معايير السلامة الموجودة في هذه السيارة.
وفي هذا الإطار، أكدت الهيئة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) أن السيارة الكهربائية قد صنفت كسيارة عالية السلامة ووصل تصنيفها إلى 5 نجوم.
وقد ظهر مقطع فيديو للإختبارات التي تعرضت لها المركبة الكهربائية حيث أجرت الهيئة أول اختبار تحطم مستقل لنموذج تسلا العاشر منذ إطلاقه في عام 2015.
وللإطلاع أكثر على الإختبارات التي جرت في هذا الإطار يمكنك متابعة مقاطع الفيديو المعتمدة من اختبارات التحطم للحصول على رؤية كاملة حول النتائج.
توقعت تسلا هذه التقييمات حول السلامة وقد علقت على ذلك عبر مدونتها حيث قالت: “النموذج X من حيث الأداء هو أفضل بكثير عند وقوع حادث, نسبة للسيارات ذات الدفع الرباعي التي تعمل بطاقة الوقود الأحفوري, ويعود ذلك إلى تصميم هندستها الكهربائية بالكامل ونظام توليد الطاقة فيها.
وقد تم تركيب مجموعة البطاريات الصلبة المحصنة التي تمد النموذج X بالطاقة تحت أرضية السيارة التي تخلق مركزا منخفضاً للجاذبية بحيث يكون الموديل X أقل احتمالية للتدحرج من أي سيارة أخرى رباعية الدفع على الطريق. ولا توجد سيارات رباعية الدفع أخرى تقترب أو توازي او حتى تتجاوز هذا الشرط أبداً”.
يذكر أن تسلا كانت قد تعرضت لعدة إنتقادات في السابق نتيجة أخطاء إرتكبها السائق الآلي في نماذجها وبعد أن وقعت عدة حوادث أدت إلى الوقاة في الكثير من الأحيان, غير أن هذه الإختبارات لا تتعلق بالسلامة التي توفرها الأنظمة الذكية في السيارة إنما فقط بهندسة السلامة فيها.
فالذي يميز تسلا موديل X وبصرف النظر عن غيرها من التصاميم الكهربائية وسيارات الدفع الرباعي هو عدم وجود كتلة المحرك في الجبهة الأمامية، وهو الأمر الذي يسمح بإضافة منطقة تجعد كبيرة. تزعم تسلا أن أصحاب النموذج X لديهم احتمال 93 في المئة من الخروج بأمان من حادث ومن دون إصابة خطيرة.
وكانت هيئة السلامة قد قامت بإختبار تصادمات أخرى على طراز تسلا موديل X عند تحرك هذا الطراز بسرعة 55 كم/ساعة. كما قامت بتحليل كيفية تأثر الإنسان، الذي تحاكيه دمية اختبار عند الإصطدام. كما تم اختبار محاكاة تحطم الأجسام الثابتة مثل العواميد والأشجار.
وقد تباهى الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ايلون موسك بنتائج الإختبارات، مؤكداً أن سيارة تسلا موديل X لا يمكنها حتى أن تنقلب خلال اختبار الإصطدام الداخلي. التدحرج هو مشكلة سلامة مشتركة بين سيارات الدفع الرباعي.
يشار إلى أن موقع الشركة على شبكة الإنترنت قال أن “اختبارات هيئة السلامة قامت بتقييم كل من هيكل السيارة، والتي يجب أن تقلل من الاقتحام في المقصورة واستيعاب أكبر قدر ممكن من الطاقة، وأيضا حزام الأمان ونظام الوسادة الهوائية، والتي يجب أن تخفف بشكل كبير من أي إصابة في حال وقوع حادث.
ومن بين الفئات الفرعية التسعة التي صنفتها الهيئة أيضاً, التأثير الأمامي، والأثر الجانبي، واختبارات تأثير العواميد التي أجريت على كل من جوانب السائق والركاب وكذلك اختبار التدحرج. وحقق الموديل X خمسة نجوم عن كل فئة وفئة فرعية”.
تسلا ومع ذلك, ليست على ما يبدو بالقدر الكافي من الأمان خصوصاً أن هناك جدل حول سائقها الآلي الذي قد يعرض أصحاب هذه السيارة للمخاطر, ففي بنسلفانيا تعرض صاحب معرض ديترويت الفني ألبرت سكاغليوني وصهره تيم يانكي لحادث أثناء ركوبهما في سيارة تسلا الموديل X حيث كان السائق الآلي مفعلاً أثناء وقوع الحادث.
غير أن تسلا نفت أن يكون السائق الآلي مفعلاً قبل وأثناء وقوع الحادث, غير ان سيارة أخرى من تسلا وهي النموذج S يقودها شخص آخر يدعى جوشوا براون كانت قد تورطت قبل ذلك بحادث أدى إلى مقتل براون، وهو يعتبر أول ضحية في سيارة مستقلة القيادة، حيث كان يقود على الطريق السريع عندما إرتبك نظام السائق الآلي بسبب سطوع سماء فلوريدا والجانب الأبيض من جرار ومقطورة أو ما يسمى بالعامية بالتراكتور.
وعلى ما يبدو فهناك تناقضاً بين إجراءات السلامة في سيارات تسلا وبين مخاطر القيادة الذاتية فيها والتي قد تحتاج إلى الكثير من الأميال من القيادة والبرمجة من أجل أن تصبح أكثر أماناً للقيادة, هذا ناهيك عن مخاطر الإختراقات أو حتى فشل النظام لأي سبب من الأسباب والتي من شأنها أن تؤدي إلى تعريض السائقين للمزيد من المخاطر غير المتوقعة أثناء عملية القيادة. ويبقى السؤال: كيف سوف تحل تسلا هذه المشكلة؟