مهمة القيادة بالمدن شديدة الازدحام أو حتى على الطرقات الطويلة التي تتسم بكثافات مرورية عالية، ليست باليسيرة على الإطلاق؛ حيث يتوجب على السائقين بذل جهد إضافي حتى يتسنى لهم التركيز الفعال على الطريق قبالتهم، بالإضافة إلى عملية التنقل المتواصل بين الدواسات، حتى في ظل قيادة عروض مدعمة بعلب تروس أوتوماتيكية.
هذه المشكلة قد لا نسمع عنها في الغد القريب مع تطور الإنظمة الإلكترونية الذكية يوماً بعد يوم، بل مع تسابق الصانعين على تطوير سيارات ذاتية القيادة تتخلى عن السائقين البشريين.
ومن ضمن الصانعين الكبار الذين يعكفون حالياً على تطوير هذه التقنية، الصانع الياباني نيسان الذي يستعد لطرح عروض ذاتية القيادة تتسم بالعملانية ومخصصة للاستهلاك التجاري الواسع بحلول عام 2020.
وكشفت الشركة اليابانية المتحالفة مع رينو الفرنسية أن مهندسيها أجروا العديد من الأبحاث المكثفة على هذه التقنية منذ سنوات، جنباً إلى جنب مع فرق عمل من أكبر الجامعات المرموقة في العالم شأن ستانفورد وأكسفورد وطوكيو وMIT وغيرهم.
تعد تقنية القيادة الذاتية للمركبات العائدة لنيسان امتداداً طبيعياً لنظام “درع السلامة” Safety Shield الذي يرصد البيئة المحيطة بالسيارة على مدى 360 درجة، مع إمكانية تحذير السائق واتخاذ الإجراءات الضرورية عند الحاجة. وتعتمد تقنية القيادة الذاتية لنيسان على مفهوم واضح يتمثل بأن كل ما هو مطلوب يجب أن يكون بالسيارة، بخلاف الاعتماد على بيانات خارجية أخرى.
ووفقاً للصانع الياباني، فإن 93 بالمئة من الحوادث التي تقع في الولايات المتحدة الأميركية سببها أخطاء بشرية، معظمها بسبب عدم الانتباه، كما أن الحوادث السنوية التي يقدر عددها بستة ملايين تكلف 160 مليار دولار (119.5 مليار يورو).
وفي المستقبل، ستنخفض هذه النسب والأرقام بشكل كبير مع طرح تقنية نيسان ذاتية القيادة في الأسواق، فضلا عن أنها ستصبح ميزة كبيرة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون قيادة السيارات بمفردهم، إضافة إلى اختزال مئات الساعات التي يتم إهدارها وتقضيتها على الطرقات سنويا.
فهل تقضي نيسان على حوادث السير نهائيا ؟ الجواب في المستقبل القريب.