انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من التقنيات التكنولوجية التي تفعم السيارات بكل ما هو جديد وتجعلها شبيهة بأفلام الخيال العالمي أو الأبطل الخارقين. ومن المعلوم، أن دخول التكنولوجيا في عالم السيارات لم يتقصر على تسهيل بعض الأمور بل انه غير من مفهوم جميع الأجزاء المكونة لداخلية السيارة أو حتى خارجيتها، مما يثير التساؤل حول اعتبار هذه الثورة التقنية ضمن فئة الكماليات غير النافعة أم الضروريات الملّحة!؟
ومن أجل معالجة هذه الاشكالية والغوص في تفاصيل الدراسة والبحث حول جودة هذه التقنيات، يتوجب تبيانها وذكر بعضها لتكتمل الصورة والمعطيات.
مقود ذكي يكشف مشاعر السائق
فقد توصل مجموعة من الباحثين في سويسرا الى ابتكار مقود ذكي يكشف مشاعر السائق ويبين حالته المزاجية من خلال تثبيت كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء على مقود السيارة لرصد تعابير الوجه.
ويذكر أن هذه التقنية يتم اختبارها على سيارات شركة “بيجو سيتروين”، وهي تتيح التعرف على المشاعر التالية أيضا: الخوف، والغضب، والفرح، والحزن، والاشمئزاز، والتفاجؤ، والاشتباه.
وعليه تعتبر هذه التقنية من الأمور المكملة وليست ضرورية، وكان من الأفضل ترك هذا النوع من التقنيات لالعاب الفيديو التي تحلل حالة اللاعب من خلال يده.
تقنية مرتبطة بنوم السائق أثناء القيادة
فقد توصلت شركة “مرسيدس” بالتعاون مع ” أل جي” الى تقنية حديثة تتيح للسائق النوم لتتابع السيارة السير ذاتيا وبطريقة تلقائية من دون أي قلق أو اضطراب.
وتتميز هذه التقنية باستشعار النعاس من خلال الأنظمة القياسية البيومترية التي تراقب حركة عيني السائق وانتباههما، من أجل التأكد من عدم غفوة السائق. وعندما تتأكد السيارة من الدخول في النوم، فتبدأ بالقيادة ضمن مسار محدد بدون أي انحراف بفضل الكاميرات والأنظمة الالكترونية التي تضغط على المكابح بمجرد مرور مارة أو راكبي دراجات في الطريق.
ويذكر أن هذه التقنية تعتبر بغاية الاهمية حيث انها تعزز من السلامة المرورية في حالة نعاس السائق وتساعده على الوصول الى منزله من دون اضرار الاخرين.
تحويل سيارتك الى هاتف ذكي
يعمل نظام “Android Auto” على دمج خصائص هاتفك الذكي باللوحة الأمامية لسيارتك، مما يتيح لك متابعة اخر الرسائل النصية والمكالمات عن طريق التحدث مع سيارتك لتفيدك بكل المعلومات، كما انه من الممكن املاء نص الرسالة للسيارة من أجل كتابتها على الهاتف الذكي بشكل تلقائي.
مما لا شك فيه أن هذا النظام يحمل الكثير من المنافع حيث انه يبعد السائق عن استخدام الهاتف الذكي الذي يعتبر احدى المسببات الرئيسية في وقوع حوادث السير.
ساعة لركن السيارة
فزودت شركة “بي أم دبليو” سياراتها بخدمة “ريموت فاليت باركينيج أسيستنت” من أجل تعزيز مفهوم القيادة الالية عبر تمكين المركبات من ركن نفسها بضغطة زر من ساعتك الذكية حيث ان هذه الخدمة تقوم على الترابط بين السيارة وتطبيق على الساعة الذكية مما يدل على أهمية هذا الابتكار من الناحية التقنية.
وتتميز هذه الساعة بانها تبحث عن المساحة الكافية للركن من ثم باستطاعتك النزول لتتابع سيرها ذاتيا، ومن ثم تعود اليك بعد توجيه الامر بواسطة ساعة اليد لديك.
وقد يعتبر الكثير من الأشخاص انها خطوة كمالية حيث اننا نستطيع ركن سياراتنا ولكن هنالك من يعتبر أنها قد توفر الكثير من الوقت وتساعده في عمله.
وعليه، تشكل كل المواقف السابقة النتيجة الختامية حيث ان لكل من التقنيات دورها اما الكمالي البحت واما الضروري الملح أو ما يدور بين فلكي الاثنين. وبجميع الاحوال، تبقى التكنولوجيا من أهم الاصدارات البشرية عسى أن نستخدمها في اطار الفائدة الضرورية وليس فقط الاقتصار على الجانب الترفيهي والكمالي.