حقق ميتش إيفانز من فريق جاغوار تي سي إس ريسينغ فوزه الثالث على التوالي في روما، متغلبًا على الحرارة العالية والتصادم القاسي الذي حدث في بداية السباق وأبعد بطل العالم جيك دينيس (من فريق أفالانش أندريتي للفورمولا إي) عن تحقيق طموحاته بالفوز باللقب، حيث أنهى السباق في المركز الرابع وخسر صدارته للترتيب لصالح نيك كاسيدي من فريق إنفجن ريسينغ.
فقد شهدت اللفة التاسعة والجزء الأسرع من الحلبة تصادمًا لعدة سيارات، ومن حسن الحظ لم تقع أية إصابات في الحادث الذي بدأ بسبب فقدان سام بيرد، زميل إيفانز في الفريق، السيطرة على مؤخرة سيارته الجاغوار في الجزء الصعب من الحلبة بين الفتين السادسة والسابعة.
واصطدم سيباسيتان بويمي (من فريق إنفجن ريسينغ) بمؤخرة الجاغوار في طريقه عبر الحلبة بعد أن تفادى التصادم الكامل معه بصعوبة، إلا أن سيارته عانت من أضرار شديدة أنهت السباق بالنسبة له.
أما إدواردو مورتارا من فريق مازيراتي إم إس جي ريسينغ فقد اصطدم بسيارة بيرد I-TYPE 6 التي وقفت في منتصف الحلبة، بينما تمكن العديد من السائقين الآخرين من مواصلة السباق بأقل الأضرار الممكنة، ومنهم المنافس على الصدارة باسكال ويرلين من فريق تاغ هوير بورشه للفورمولا إي.
وأدى ذلك إلى تداعيات كبيرة على ترتيب الفرق والسائقين وعلى ترتيب المنافسين على اللقب، بل إن متصدر الترتيب دينيس نفسه تفادى بصعوبة اصطدامًا ينهي مشاركته في سباق اليوم.
وتمكنت أربعة عشر سيارة من معاودة بدء السباق، تصدرها ساشا فينيستراز من فريق نيسان للفورمولا إي، يتبعه إيفانز. ومن هناك استغل دينيس المبادرة وتجاوز إيفانز بحركة سريعة في المنعطف الخامس قبل أن يتجاوز فينيستراز ويتصدر السباق في اللفة الثالثة عشرة.
وتبعه كل من إيفانز وكاسيدي على مسافات متقاربة، وبدا أن إيفانز لن يتمكن من اللحاق بدينيس بعد أن فوّت فرصته الثانية لتجاوزه.
ولكن إيفانز قدم أسرع لفّة لفريق تاغ هوير مرتين متتاليتين ليتجاوز دينيس ويتصدر السباق في اللفة الثانية والعشرين، حيث قال دينيس أن فقد طاقته وأصبح فريسة سهلة لمن حوله، حيث تمكن كاسيدي من تجاوزه بعدها وانتزاع المركز الثاني منه.
وبعد أن بدأ السباق من المركز الأول، تمكن إيفانز بسهولة من الوصول إلى خط النهاية بينما تمكّن ماكسيميليان جونثر (من فريق مازيراتي إم إس جي ريسينغ) من إعادة دينيس إلى المركز الثالث. وقد لاقى جونثر تشجيعًا ضخمًا عند اعتلاء المنصة من جمهور العلامة الإيطالية الأسطورية، والتي تنافس في موطنها لأول مرة منذ عام 1957.
وكان على دينيس استخدام كل ما يملك من مهارات دفاعية ليمنع جان إيريك فيرن من فريق دي إس بينسكي من تجاوزه، فأنهى الأخير السباق في المركز الخامس بعد أن تعرض لضغط كبير من نيكو مولر في المراحل الأخيرة من السباق، ولكن مولر حقق أفضل نتيجة له ولفريقه ABT CUPRA بعد أن أنهى السباق سادسًا.
واستطاع ويرلين استعادة المركز السابع في نهاية السباق على الرغم من توقفه قبل استئناف السباق وتعرضه لأضرار إضافية بسبب تصادم آخر في منتصف السباق، وأثناء جولة نافس فيها بقوة على اللقب.
وكل هذه الإثارة والمستجدات في اليوم الأول من السباق الثنائي وضعت كاسيدي في صدارة ترتيب بطولة العالم للسائقين بمجموع 171 نقطة، متقدمًا بخمس نقاط على المتصدر السابق دينيس. وابتعد إيفانز 20 نقطة عن الصدارة بينما تفصل ويرلين عن المركز الأول 27 نقطة. أما في ترتيب الفرق، فيتصدر إنفجن ريسينغ بمجموع 243 نقطة متفوقًا على فريق تاغ هوير الذي جمع 237 نقطة.
وحصل سيرجيو سيتي كامارا من فريق نيو 333 ريسينغ على جائزة أيه بي بي لأفضل تقدم للسائقين، نظير تقدمه أكبر عدد من المراكز خلال السباق – إذ تقدم 12 مركزًا من بداية السباق حيث بدأ في المركز 21 ليحصل على المركز التاسع في نهايته.
يذكر أن مازيراتي قدمت عرضًا مذهلًا بالأضواء قبل السباق، أضاءت خلاله قصر المؤتمرات الشهير في روما احتفاءً بعودة العلامة الأسطورية إلى بطولة العالم للسيارات في موطنها.
ومن الجدير بالذكر أن سباق هانكوك روما إي بري 2023 كان أول سباق تنافس فيه العلامة الإيطالية في موطنها على أعلى مستويات سباقات السيارات ذات المقعد الواحد منذ عام 1957.
واحتفالًا بالعودة التاريخية ولإبراز التزام مازيراتي تجاه بطولة العالم إيه بي بي للفورمولا إي وللسيارات الكهربائية، ظهرا ثلاث سيارات مازيراتي كهربائية مرسومة بالأضواء ليلة الجمعة على واجهة قصر المؤتمرات في روما.