حقق ستيفان بيترهانسل 14 انتصاراً في رالي داكار منذ مشاركته للمرة الأولى في عام 1988، وهو صاحب الرقم القياسي في الفوز بالرالي الصحراوي الشهير. وقبل سباق الطرق الوعرة الشهير الرابع والثلاثين في تاريخه والأول له مع أودي، تحدث السائق الفرنسي عن استعداداته للسباق.
تمتلك أودي تاريخاً عامراً بالإنجازات في رياضة السيارات. فقد حققت العلامة التجارية ذات الحلقات الأربع إنجازات رائدة في رياضة السيارات منذ سباقات الرالي في الثمانينيات مع سيارة كواترو وحتى وقتنا الحالي. ماذا يعني لك المشاركة في رالي داكار ضمن فريق أودي للمرة الأولى؟
أنا من أشد المعجبين بسباقات التحمل على الطرق الوعرة، كما أتابع العديد من سباقات السيارات الأخرى. بدأ إعجابي بأودي في سباقات الرالي منذ سباقات المجموعة B، وأشعر بالفخر لكوني جزءاً من فريق أودي الآن. هناك ميزة دائماً ما كانت لدى أودي وحدها، هي أنه بغض النظر عن مكان السباق أو الرالي، فإنها دائماً ما تنافس من أجل الفوز، ولا تزال هكذا إلى يومنا هذا.
بدأ العِقد الرابع من حياتك المهنية الآن وقد شاركت في عدد كبير من السباقات. ماذا كنت ستقول لو أن أحدهم منذ فترة طويلة توقع أنك ستنافس في رالي داكار يوماً ما بسيارة تتضمن منظومة حركة كهربائية وتستخدم محولاً للطاقة؟
لم أكن لأصدق ذلك. ولكن أفضل شيء علمته من اختباراتنا حتى الآن هو أن منظومة الحركة تلك توفر متعة قيادة فائقة لم أكن أعتقد أنها ممكنة. ولذلك ربما تمهد هذه الفكرة الطريق لانتشار منظومة الحركة الكهربائية أيضاً في السيارات المخصصة للقيادة اليومية، حيث توفر سيارة RS Q e-tron قدراً كبيراً من القوة وعزم الدوران طوال الوقت. ولا يمكن لأي سيارة تستخدم منظومة حركة تقليدية مع محرك احتراق داخلي أن تقدم أداءً مماثلاً. ونظراً لعدم وجود ناقل حركة، فإنني لست مضطراً إلى نقل السرعة، ويمكنني التركيز بشكل كامل على توجيه السيارة عبر الطريق. ولكن لا يزال صوت السيارة غير معتاد بالنسبة لي، فعلى عكس محرك الاحتراق الداخلي، لا يتبع محول الطاقة بسرعة دورانه وصوته أوامر دواسة الوقود بشكل مباشر.
كسائق هل يجب أن تشعر كسائق بالراحة والرضا داخل السيارة؟ وما هي النصائح التي قدمتها لمهندسي أودي أثناء تصميم السيارة؟
تعلم أودي كل كبيرة وصغيرة عن مجموعة الحركة الكهربائية بفضل مشاريعها السابقة، سواء كان ذلك باستخدام المحركات الهجينة في سباق لومان أو المحركات الكهربائية في سباق فورمولا إي. أما نحن السائقون، فنعرف تماماً المتطلبات التي يفرضها رالي داكار على هيكل السيارة ونظام تعليق العجلات والمكونات الأخرى. وبصرف النظر عن الأفكار التفصيلية العديدة التي تُطرح أثناء تصميم السيارة، نصيحتنا الدائمة هي أن الثقة بسيارتك أهم من أجزاء الثانية الأخيرة من السباق.
يعتبر كل شيء تقريباً في هذا المشروع جديداً: مجال جديد بالنسبة لأودي في استخدامات منظومة الحركة الكهربائية، ومنظومة الحركة المبتكرة نفسها، والهيكل المصمم خصيصاً من أجلها. ولكن على الجانب الآخر، أنت وزميلك السائق كارلوس ساينز، وكذلك فريق “كيو موتورسبورت”، على دراية وثيقة برالي داكار. كيف ترى نتائج جمع هذه المجموعة معاً؟
أفضل ما في الأمر أن الجميع يعرفون ما عليهم فعله. فلا أحد أفضل من أودي فيما يتعلق بتصنيع سيارات السباق الفائقة. أما نحن، السائقان، فنمتلك خبرة كبيرة في رياضة السيارات تمتد لعقود، وقد كان فريق سفين كواندت يحقق نجاحات كبيرة في سباقات الطرق الوعرة على مدار ربع قرن تقريباً، وفزت معه برالي داكار ثلاث مرات. كما نشأت بيني وبين كارلوس ساينز ثقة كبيرة متبادلة خلال السنوات الأخيرة، فنحن نتشارك في الكثير من الآراء ونعمل معاً بشكل جيد. ويعتبر ماتياس إيكستروم جديداً في سباقات الرالي على الطرق الوعرة، ولكنه حقق نجاحات استثنائية في سباقات السيارات على الحلبة، كما فاز ببطولة العالم للرالي كروس. إضافة إلى ذلك، يعرف ماتياس فريق أودي سبورت تمام المعرفة. بالطبع هذا مزيج رائع سيحقق العديد من النجاحات.
لقد حققت معظم نجاحاتك مع جان بول كوتريت، ولكن الآن لديك إدوارد بولانجر كمساعد جديد، فما هي أفضل مميزاته؟
لدينا نفس الشغف الكبير برياضة السباق. وقد بدأ مسيرته المهنية في سباقات الدراجات النارية، كما بدأت أنا أيضاً، ولكنه تحول لسباقات الطرق الوعرة منذ سنوات عديدة. كما يتميز بالمهارة والهدوء والحرص على التعلم ويؤدي عمله باحترافية تامة. ولولا ذلك لم نكن لنفوز معاً برالي داكار 2021. أشعر بسعادة كبيرة لوجوده بجانبي لأننا نكمل أحدنا الآخر بشكل مثالي.
يُعتبر رالي داكار 2022 أول مشاركة لأودي في هذا السباق، بالإضافة إلى المشاركة بسيارة ذات تصميم جديد، فما هي توقعاتك من خلال خبرتك؟
في الواقع، لن نخوض أي سباقات رالي أخرى قبله، ولكننا نركز على برنامج الاختبارات الخاص بنا. إضافة إلى ذلك، سيتغير طابع رالي داكار 2022 بشكل كبير بسبب مسار السباق، وهذا تحدٍ يجب علينا مواجهته أولاً، مما يعني الوصول إلى خط النهاية بعد عدة آلاف من الكيلومترات في الصحراء دون أي إخفاقات كبيرة. إذا تمكنا من القيام بذلك، فسأكون سعيداً لو أنهيت السباق ضمن المراكز الخمسة الأولى.
إلى أي مدى سيتغير السباق بسبب مساره في السعودية؟
كنا في العام 2021 نسير على أرض صخرية، ولكن تنتظرنا الكثبان الرملية في الربع الخالي في يناير المقبل. أتطلع إلى التسابق في الصحراء، فهي تذكرني بسباقات رالي داكار في أفريقيا. وبالنسبة للمتسابقين، لا يتعلق الأمر بالسرعة فحسب. ولكن بالنسبة لي، تفرض التضاريس الطبيعية تحديات فريدة على نفس القدر من الأهمية. وقد قدت سيارتي في صحراء أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا وشبه الجزيرة العربية. أعتقد أننا سنخوض رالي صحراوياً كلاسيكياً رائعاً.
يمكن القول إنك أكثر متسابق شارك في رالي داكار، بالإضافة إلى أنك أنجح سائق في تاريخه. ما الذي يحفزك دائماً على تحقيق النجاح؟
ببساطة: ما يحفزني هو شغفي برياضة السيارات ورغبتي في إعادة اكتشاف الطرق المتنوعة والمناظر الطبيعية مراراً وتكراراً. ولست بحاجة إلى أي دافع إضافي للعودة إلى رالي داكار عاماً بعد عام.