نعم هو لعنوان غريب فعلا. فلا نقرأ عادة عن هذه المواضيع التقنية المتعلقة بعالم صناعة السيارات والتفاصيل الميكانيكية المؤلفة لمختلف القطع التي يستهلكها السائق يوميا، مرارا وتكرارا عبر مرور الزمن، من دون معرفة ذلك. ومثال على ذلك أجهزة الفاصل الواصل لدوران المحرك: ما هي؟ وكيف تعمل؟ والتي لا يعلم معظم السائقين بوجودها في الأساس.
باختصار، يمكن شرح الفاصل الواصل لدوران المحرك على أنه الجهاز الموجود بين المحرك وعلبة تغيير السرعات. وله العديد من الوظائف الأساسية والمهمة التي تتركز معظمها في الفصل المؤقت بين المحرك وأجهزة وصل وتحويل الحركة. وعادة ما يتم استخدام ذلك من أجل تغيير السرعات في علبة التروس، أو من أجل إيقاف السيارة من دون وضع ساعد التحويل في الوضعية الحيادية ومن دون إيقاف دوران المحرك. كما أنه يسمح أيضا بالاتصال التدريجي بين المحرك والعجلات عند إقلاع السيارة أو بعد تغيير سرعة ما.
وبعد تناول موضوع أهمية وجود الفاصل الواصل لدوران المحرك في السيارة، تجدر الإشارة هنا إلى أنه يمكن تصنيف أجهزة الفاصل الواصل عموما إلى قسمين رئيسيين:
1 – الأجهزة الاحتكاكية:
هي التي تستخدم في أكثر أنواع السيارات، أي تحديدا في السيارات التي يتم تصنيعها بالجملة وفقا لسلسلة. وهي الفاصل الواصل بقرص وبقرصين والفاصل الواصل المتعدد الأقراص والفاصل الواصل المخروطي.
سنتناول في مقالاتنا دراسة الفواصل الاحتكاكية بقرص وقرصين ومتعددة الأقراص فقط، بما أن الفاصل الواصل المخروطي قد مر عليه الزمن وتوقف استخدامه منذ زمن طويل، وبذلك لا حاجة للكلام عنه.
2- أجهزة الفاصل الواصل الخاصة وتوابعها:
هي أجهزة ممتازة يتم استعمالها حصرا على السيارات الخاصة التي يتم تصنيعها بحرفية عالية. وأشهر هذه الأجهزة الفاصل الواصل الاحتكاكي المُقاد بالقوة النابضة، والفاصل الواصل المغناطيسي، والفاصل الواصل الزيتي. وهنا سنتوسع بالكلام في مقالاتنا عن الجهاز الأخير العامل بالزيت لأنه الأكثر انتشارا بين الفواصل الخاصة، فهو الأكثر جودة ويستعمل بكثرة حاليا في صناعة الآليات المختلفة.
نعلم أن الموضوع تقني بامتياز، ولكنه يوفر معلومات قيمة للمهتمين في صيانة السيارات وكيفية تصنيعها وربط قطعها العاملة بعضا ببعض، بالإضافة إلى توفير ثقافة عامة قد يندر وجود معلومات وافية عنها عند مالكي السيارات.