السباق التكنولوجي للحصول على أجدد الحلول التقنية التي تسمح للسيارة بتطبيق الخدمات التي توفرها أنظمة القيادة الذاتية الكاملة على أشده. إذ نلاحظ العمل الدؤوب لأغلب علامات السيارات حول العالم في محاولة دائمة لمتابعة جديد هذه التقنية والعمل على كيفية تطبيقها بأفضل طريقة.
جديد الأمر والذي شكل مفاجأة سارة، هو دخول “مجموعة كونتيننتال للسيارات” (Continental Automotive Group)إلى المنافسة بشكل جدي ورسمي. إذ أعلنت الشركة الألمانية الرائدة عالميا والمتخصّصة بالإطارات وتقنيات السيارات عن تطويرها لحلول تقنية مبتكرة وممكننة بالكامل تتيح للمركبات أن تنفّذ عملية الركن كاملة بدون وجود سائق.
عرضت الشركة تقنيتها للركن الذاتي أمام الجمهور على متن سيارة عرض مخصصة، في مرافق “كونتيننتال” بمدنية فرانكفورت الألمانية، في وقت أصبحت فيه القيادة الذاتية موضوعا قيد الاهتمام والنقاش في منطقة الشرق الأوسط عامة والخليج العربي خصوصا، مع تركيز بعض المدن العربية وخططها الحكومية على تطوير مدن ذكية تراعي احتياجات المستقبل وتساهم في صحة تطبيق أنظمة القيادة الذاتية.
لا أعلم إن كانت هذه التقنية مفيدة أم لا! لكن المؤكد في الأمر أنها ستزيل التوتر الذي يترافق عادة مع عناء ركن السيارة عن كاهل السائقين. فوظيفة ركن السيارة ذاتيا تمنح السائقين عددا من المزايا الجيدة لناحية الملاءمة واستخدام الوقت بطريقة أفضل وأكثر فعالية.
ماذا يحدث عند خروج السائق من السيارة؟
عند وصول السائق إلى المكان المنشود، يمكنه توقيف السيارة للنزول منها والذهاب مباشرة إلى متابعة أعماله. هنا تستلم السيارة زمام الأمور تماما لتبدأ بالملاحة بشكل مستقل عبر حاجز منطقة المواقف بحيث تحاول التعرّف على مساحات الركن الخالية لتقوم بعدها بتنفيذ عملية الركن بشكل ذاتي تماما في الطابق الأول. لماذا الطابق الأول فقط؟ تابعوا القراءة.
المثير للإعجاب أنها خلال هذه العملية، ستقوم المركبة بالتعرف على المشاة وباقي المركبات التي تمر ضمن مسارها ليتم تكييف عملية القيادة بشكل ديناميكي وفقا لهذا الأمر. تعتبر هذه المرحلة الأولى من تطوير النظام.
أما المرحلة التالية من عملية تطوير النظام التي يعمل عليها حاليا فريق مهندسي “كونتيننتال” هي التمكن أيضا من الملاحة في مختلف المواقف والصعود والنزول إلى الطوابق الأخرى ضمن مباني المواقف متعدّدة الطوابق.
كيف يطلب السائق سيارته للمغادرة؟
في المرحلة التطويرية الأولى لوظيفة الركن التي تم عرضها، يتواصل النظام لاسلكيا مع حاجز دخول المواقف. ولهذا الأمر، يجري تفعيل بنية تحتية محدّدة للاتصالات ضمن الحاجز للسماح للمركبة بالدخول ثم احتساب فترة الركن عبر عملية أوتوماتيكية. وتتوفر هذه التقنية راهناً في بعض المرافق المخصّصة للركن حيث يجري استخدامها بشكل نظام تعريفي يعمل بالتردّد الراديوي للتفاعل مع حاملي بطاقات المواقف.
لكن في الأماكن التي يتطلّب فيها حاجز المواقف تذكرة دخول، فسيكون مطلوباً من السائقين الحصول على تذاكرهم يدوياً والقيادة عبر الحاجز ثم الخروج من السيارة التي ستتولّى بعدها باقي عملية الركن. وعند الطلب، يمكن للمركبة أن تعود إلى السائق من خلال الضغط على زر في تطبيق الهاتف الذكي الخاص بوظيفة الركن، بحيث تقود السيارة نفسها عبر حاجز المواقف نحو الخارج.
البرنامج الذكي جدا التي قامت “كونتيننتال” بتطويره يقضي بتمكين المركبات من تحديد مساحات الركن الخالية بغض النظر عن البنية التحتية المتوافرة ضمن منشآت المواقف. وفي هذا الإطار، تستطيع المركبة التعرّف على محيطها باستخدام أربعة مجسّات رادار قصيرة المدى وأربع كاميرات رؤية محيطية وكاميرا أمامية أحادية.
وعبر الاعتماد على بيانات الحسّاسات وخارطة رقمية، تحدّد المركبة موقعها بدقّة ضمن منشأة المواقف ثم الملاحة فيها بشكل تلقائي وذاتي. ومن المتوقّع أن تصبح وظيفة الركن المعتمِدة على حسّاسات مع قدرة الملاحة في الطوابق المختلفة متوفرة للجمهور بحلول عام 2022.
ماذا عن القيادة الذاتية في الشرق الأوسط؟
في ظل وجود عدد من المخططات الحكومية البارزة ضمن قطاع التنقلية الذاتية في مجلس التعاون الخليجي، وبالأخص في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، يأتي الكشف عن تقنية “كونتيننتال” الجديدة في وقت مناسب تماما وتماشيا مع التركيز على تطوير المدن الذكية والدفع أكثر بخطط القيادة الذاتية.
وضمن هذا الإطار، يبرز الهدف المستمر لدى “هيئة الطرق والمواصلات” في دبي لجعل 25 بالمئة من إجمالي الرحلات ذاتية القيادة بحلول 2030، وخطط المملكة العربية السعودية الخاصّة بإعادة تصميم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والبالغة قيمتها 100 مليار دولار أميركي لأجل استيعاب السيارات ذاتية القيادة تلبية للطلب المستقبلي المحتمل.
للمزيد من الموضوعات والأخبار، تابعونا على فيسبوك AlamAlsayarat
وعلى تويتر @Alamalsayarat وانستجرام @Alamalsayarat