آثار الحوادث المرورية ما زالت تتعاظم وتهدّد مستقبل شبابنا وإقتصاد بلدنا نظراً الى الإرتباط الوثيق بين قدرات الشباب وإمكاناتهم وبين مساهمتهم في تحسين مستوى العيش اللائق، وتالياً التطور في الإقتصاد الوطني، هذا بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية التي تترتّب على هذه الحوادث والتي تنعكس سلباً على مصير الوطن ككل.
إنطلاقاً مما تقدّم، نرى أنه لا بد من تضافر الجهود والعمل الحثيث لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المأساة المتجدّدة يومياً على طرقاتنا. هذا مع العلم أن وضع خطة إستراتيجية متكاملة في مجال السلامة المرورية يتطلّب من دون شك الإستعانة بأصحاب الخبرة وفي مجالات متعددة، باعتبار أن هذا الأمر قد وصل إلى حد خطير ما يستدعي تسخير جميع الإمكانات اللازمة لإنقاذ المواطنين من براثن هذا الفخ المميت.
وفي هذا المجال، نعتبر أنه من الضروري – حالياً – التركيز على بعض المسائل علّها تساهم في تخفيف حدة هذه الأزمة التي إستفحلت بشكل مرعب في الآونة الأخيرة.
على المدى القصير
• تحديد النقاط السوداء بشكل دقيق في جميع المناطق اللبنانية.
• القيام بجميع التصليحات اللازمة وبالسرعة المطلوبة لا سيما في ما خص: الحفر – الإنارة على الطرقات وداخل الأنفاق – الحواجز الحديدية التي تلفت بسبب الحوادث – إعادة تثبيت الألوان والخطوط على الطرقات – وضع إشارات ضوئية جديدة في الأماكن اللازمة وكذلك الحال بالنسبة الى المرايا الكبيرة على الطرقات.
• القيام بحملة واسعة لتنظيف «الأرصفة» ومنع الوقوف عليها تحت طائلة فرض العقوبات، أي العمل على إعادة إحياء دورها المخصص للمشاة.
• تثبيت الألوان المخصصة للمشاة على الطرقات ومنع السيارات من الوقوف عليها، خلال انتظار الإشارات الضوئية.
• وضع حل نهائي لمسألة «الشاحنات» خصوصاً من حيث:
– توقيت سيرها على الطرقات.
– الحمولة الزائدة، لأن غالبية الشاحنات لا تتقيّد مطلقاً بالوزن المحدد وهذا ما يؤدي عند حصول حوادث الى التسبّب بحالات وفاة بشكل كبير نتيجة عدم القدرة على السيطرة على الشاحنة. هذا فضلاً عما تسبّبه هذه الشاحنات من أضرار في الطرقات لجهة زيادة عدد الحُفر وعمقها وحجمها ما يؤدي بدوره الى حصول العديد من الحوادث المرورية.
• تشديد الرقابة على الباصات الصغيرة (الفانات) لجهة:
– حزام الأمان.
– مطفأة الحريق.
– عدد الركاب المسموح به.
– الصيانة اللازمة.
– التقيّد بمبادئ السلامة على الطرقات.
• تشديد الرقابة على الدراجات النارية ومدى تقيّد سائقيها بمبادئ السلامة.
• بالإضافة الى ما تقدّم، هناك مسألة نعتبرها غاية في الأهمية وهي المسافة الآمنة أو المثلى بين السيارات كونها لا تلقى الإهتمام اللازم ولا يتم التركيز عليها، علماً أنه وضع حد نهائي لها يخفف من نسبة الحوادث وعدد الضحايا بشكل كبير.
لهذا يجب تكثيف دوريات قوى الأمن الداخلي بشكلٍ منتظم على الطرقات للتوجيه والإرشاد من جهة وضبط المخالفات من جهة أخرى.