مما لا شك فيه أن للألوان علاقة وثيقة بنفسية الإنسان وعلى الرغم من أن لكل إنسان تفضيلاته من الألوان وتدرجاتها إلا أن بعضها يبدو وكأنه ذو تأثير لا ريب فيه على طريقة تعامل البشر مع الأشياء التي تحمل ألوان معينة أو ألوان يفضلها الفرد.
هذا الأمر ينطبق على كل شيء تقريباً وهو بالتالي ينطبق بشكل كبير على السيارات. فمن منا لا يشرتي سيارة معينة لأن لونها قد جذبه إليها؟ ومن منا لن ينفر من سيارة محددة بسبب لونها وفضل شراء أخرى لا يحبها بسبب لونها وإن كان الأمر يحدث في الكثير من الأحيان عند مستوى اللاوعي.
غير أن ذلك لا يقف عند هذا الحد, بل يتعداه إلى كيفية قيادتنا عند رؤية سيارات معينة بألوان محددة.
لمعرفة كيف تتأثر السيارات بألوانها إليك ما يلي:
اللون يؤثر على المبيعات
على الرغم من أن الناس عموما يقومون بإختيار لون سياراتهم على أساس تفضيلاتهم الشخصية، عندما يتعلق الأمر بقيمة السيارة عند بيعها بعد فترة من إقتنائها، إلا أنه يبدو أن بعض الإحصاءات تستحق الإنتباه نظراً لما تحمله من أهمية.
وفي دراسة أجراها محرك البحث المتعلق بالسيارات iSeeCars آي سي كارز تم فيها تحليل أكثر من 2.1 مليون من مبيعات السيارات المستعملة, تبيّن أن اللون أثر بالفعل على قيمة السيارة عند نقل ملكيتها.
فعلى سبيل المثال، تنخفض قيمة السيارات بنسبة 33.1 في المائة في المتوسط في السنوات الثلاث الأولى، بينما تحتفظ السيارات الصفراء بقيمتها بشكل أفضل من غيرها، مسجلة معدل انخفاض قدره 27 في المائة فقط. على الطرف الآخر من الطيف لم تتمكن السيارات الذهبية من الصمود بوجه الصفراء بحيث سجلت إنخفاضاً بنسبة 37.1٪ في قيمتها.
وتعليقاً على هذه المسألة يقول فونغ لي، الرئيس التنفيذي لشركة آي سي كارز أن “السيارات الصفراء أقل شيوعا نسبيا، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب عليها والمساعدة في الحفاظ على قيمتها.
فونغ علق على الدراسة قائلأً بأن “التحليل قد أظهر بأن لدى المركبات الصفراء أدنى مستوى انخفاض في أي لون للسيارات أقل حجم مثل السيارات المكشوفة.ومن المثير للإهتمام أيضاً، أن الأصفر هو أيضا اللون مع الأقل إنخفاضاً في القيمة بالنسبة للسيارات الشعبية مثل سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة.”
ووفقا للبحوث، فإن السيارات البرتقالية والخضراء هي أيضا جيدة في الحفاظ على قيمتها، ومثل تلك الصفراء، فهي أيضا أقل شيوعا. معا، السيارات الصفراء والبرتقالية والخضراء تشكل فقط 1.2٪ من جميع السيارات التي لم يمر على عمرها أكثر من ثلاث سنوات.
قبل أن تلوم الندرة وحدها لهذه الأرقام, أنظر في حقيقة أن أسوأ ثلاثة ألوان، البيج والأرجواني والذهبي، تشكل أيضا نسبة صغيرة جداً، وقد تم تصنيفها بنسبة 0.7٪.
ومن المثير للإهتمام، فكون بعض الألوان تحتفظ بقيمتها بشكل جيد للغاية، لا يعني أن تلك السيارات تباع أيضا بسرعة. ويبلغ متوسطبقاء السيارات الصفراء 41.5 يوما في سوق السيارات المستعملة، مع البرتقالية 38.1 والخضراء 36.2، في حين أن “السيارة المتوسطة” تحتاج إلى 36.5 يوما للبيع.
اللون وحوادث السير
للون السيارة على ما يبدو تأثير كبير على السلامة على الطرقات والأمان عند القيادة. وهناك من يقول أنه وفي حال كنت تريد العمل على تخفيض أخطار وقوعك بحادث سير وتقليل فرص التعرض لأي واقعة إصطدام فأنت على الأرجح سوف تضطر إلى إقتناء سيارة ذات لون أبيض.
هذا وفقاً لما أكده خبراء ألمان في السابق. ولكن ما هي العلاقة بين لون السيارة واحتمالات تعرضها لحوادث السير؟ يجيب هؤلاء بأن للألوان قدرة متفاوتة على عكس الضوء إلى العيون خصوصاً عيون السائقين الآخرين, فبعض الألون تتميز بالوضوع نتيجة قدرتها العالية على عكس الضوء ولفت الإنتباه إلى السيارة, غير أن بعضها الآخر لا يتمتع بهذه الميزة وهي عادة الألوان الداكنة, وهو الأمر الذي يجعلها ألوان مربكة للنظر.
وقد ذهب الخبراء الألمان إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول أن اللونين الأسود والرمادي يعتبران من أخطر ما يمكن للسيارة أن تحمله من الألوان, وذلك نتيجة إمتصاصها للضوء مما قد يصعّب عملية رؤيتها وإدراكها بالنسبة للسائقين الآخرين وبالتالي تعريض من في الطريق لإحتمالات وقوع إصطدامات وحوادث سير.
وقد أكدت ذلك دراسة أشارت إلى أن متوسط تعرض السيارات لحوادث سير هو أعلى لدى السيارة الداكنة اللون مما هو لدى السيارات ذات اللون الأبيض العاكس للضوء.
بالإضافة إلى ذلك فإن السيارات السوداء والداكنة والملونة تصعب رؤيتها خلال الليل أو في الأجواء المظلمة أو المعتمة وذلك عكس السيارات البيضاء القادرة بسبب لونها على عكس الأضواء سواء في الظروف المعتمة أو أثناء النهار عبر عكسها لأشعة الشمس بحيث تلفت نظر الآخرين أكثر من غيرها من السيارت مما يؤدي إلى تجنبها بشكل أفضل.