فتحت كتابي لمتابعة اخر صفحة وصلت اليها البارحة عندما توقفت نتيجة “بوق – زامور” خارق دخل أذني اليمنى وعطل تفكيري بشكل مطلق، وبعد القليل من صفوة البال والتأمل في العبارات سمعت الصوت نفسه مما دفعني للخلود الى النوم ليعود الصوت المستفز الذي أرعش جسدي بالكامل.
وعند ذهابي لمعرفة السبب وراء كل هذا الاستخدام للبوق، كانت الصدمة الكبيرة وهي قدوم جارنا “عدنان” الذي عرفت من والدتي أنه يطلب منها تحضير الطعام بهذه الطريقة.
وفي اليوم التالي، قررت الاستقصاء حول استخدامات البوق المنتشرة في كافة الدول العربية، حيث عند التوقف على الاشارة الحمراء ستسمع الكثير من الاصوات النابعة عن هذا الجهاز الذي يسمى “بوق” وحتى على الاشارة الصفراء من أجل الاستعجال.
وقد يكون هذا الاستخدام منطقيا، ولكن الاغرب من ذلك هو الشتم من خلاله بمجرد حدوث أي أمر مفاجىء على الطريق ستبدأ باستخدامه والقاء الكثير من الشتائم والعبارات النابية.
والأغرب من هذا كله هو استعماله للفت أنظار النساء الحسناوات على الطريق، حيث “البوق” يعني “الغمزة” أثناء القيادة أي ان السائق يريد جذب المرأة المتجولة على الطريق.
ومن الاستخدامات الحصرية للبوق: استعماله من قبل سائقي التاكسي لجذب المارة، وصول سيارات المياه والغاز، شراء القهوة من المتاجر السريعة على الطرقات، وغيرها…
وفي الحقيقة، يبدو أن البوق قد تخطى حدوده في عالمنا العربي، اذ اننا جعلنا منه سلاحا خارقا نستعمله في جميع الظروف أثناء القيادة بدلا من أن يكون وسيلة تحذيرية من شأنها تعزيز السلامة المرورية.