يبدو أن مساعي كهربة السيارات ما زالت مستمرة وبوتيرة أسرع على الرغم من الضوابط الكثيرة سواء الطبيعية أو الإقتصادية أو القانونية التي تشكل عائقاً أمام تقدم هذه الصناعة.
وآخر ما تم إطلاقه في هذا المجال هو ما كشفت عنه نيسان اليوم النقاب, إنها سيارة “نيسان ليف” الجديدة كلياً، وهي المركبة الأحدث من حيث التصميم وذات المدى الأطول في سلسلة السيارات الكهربائية ذات الإنبعاثات الصفرية من الشركة.
وقد تمت دعوتنا إلى اليابان لنشهد حدث الإطلاق, غير أننا وعند الكشف عن هذه السيارة العصرية قد تفاجأنا بعمق التغييرات التي أصابت هذه السيارة سواء من حيث المساحة الإصافية فيها أو من حيث الأداء الذي تعزز بعد إضافة القوة إلى محركها الذي سمح لها بزيادة مدى القيادة مرتين أكثر من سيارة ليف السابقة.
أداءها الديناميكي بدوره تعزز أكثر من السيارة السابقة وقد تم تخفيض وزنها أيضاً ليصبح 1500 كلغ وهو ما يجعلها أكثر سرعة.
الإضافة التكنولوجية في هذه السيارة مدهشة بحيث أنها قد تحولت إلى سيارة رقمية بشكل كامل.
ويقول هيروتو سيكاوا، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة نيسا أن السيارة الجديدة “نيسان ليف تقود نهج التنقل الذكي من الشركة والذي يجسد الاستراتيجية الرئيسية والمتميزة للشركة في المستقبل”.
وتابع سيكاوا: “لقد ساهمت نيسان ليف الجديدة كلياً، والتي تضم تحسينات ملحوظة في تقنيات التحكم الذاتي والقيادة الآلية مثل تقنية “بروبايلوت بارك” لصف السيارة بشكل أوتوماتيكي، وتقنية الدواسة الإلكترونية سهلة الاستخدام، في تعزيز تكنولوجيا نيسان لقيادة السيارات الكهربائية، إلى جانب توسيع نطاق استخدام السيارات الكهربائية على الصعيد العالمي. وتتمتع هذه السيارة بميزات رئيسية ستتضمنها النماذج الجديدة من سيارات نيسان في المستقبل”.
المدى والأداء
يوفر محرك نيسان ليف الكهربائي EM57 طاقة تمنح السيارة مدى يبلغ 400 كلم على شحنة واحدة كاملة وذلك من خلال تقنية “إي-باورترين” القادرة على إنتاج 110 كيلوواط من الطاقة، و147 من القوة الحصانية و320 نيوتن/متر من عزم الدوران، وهو ما يعني أن هذه السيارة تتميز بزيادة في التسارع. وهي تحتوي على بطارية ليثيوم أيون بطاقة 40 كيلوواط ويبلغ زمن شحنها بدءاً من إصدار التنبيه حتى 80% (بتقنية الشحن السريع) حوالي 40 دقيقة.
التكنولوجيا
تحتوي هذه السيارة على التكنولوجيات التالية:
تكنولوجيا القيادة الآلية المتطورة أحادية المسار
تحتوي سيارة “نيسان ليف” الجديدة على نظام “برو بايلوت” المستقل الذكي، الذي يساعد على القيادة أحادية المسار على الطرق السريعة.
نظام التحكم التلقائي بتوجيه السيارة
كما توفر السيارة نظام “برو بايلوت بارك”، الذي يمكن تفعيله من أجل تمكين السيارة من التحكم تلقائياً بالتوجيه والكبح والتسارع وتغيير السرعة.
الدواسة الإلكترونية للتخفيف من توتر السائق
هذه التكنولوجيا تسمح للسائق بتشغيل السيارة وتسارعها وتباطؤها وتوقفها من خلال زيادة أو تخفيف الضغط على دواسة التسارع. بينما تقوم السيارة بعملية الكبح التلقائي مما يؤدي إلى توقف السيارة بشكل كامل في مكانها، حتى وإن كانت على المنحدرات الصعبة، بحيث أنها لا تتحرك إلا عندما يعيد السائق الضغط على دواسة التسارع من جديد.
التصميم الخارجي
تتميز هذه السيارة بتصميمها الأيروديناميكي وبالخطوط الأنيقة الأمر الذي يمنحها مظهراً متطوراً وعصرياً بالإضافة إلى تميزها بمصابيح ملتوية وواجهة أمامية انسيابية.
السيارة من الداخل
من الداخل تم إعادة تصميم مقصورة الركاب في “نيسان ليف” الجديدة وهي الآن تضم لوحة أمامية على شكل “الجناح المحلق” بالإضافة إلى مقاعد تم تطريزها بخيوط زرقاء التي إنسحبت أيضاً على لوحة القيادة وعجلة القيادة. كذلك تمت إعادة تصميم الشاشة الملونة التي أتت بقياس 7 بوصات وتزويدها بميزات مهمة من بينها تكنولوجيا “درع الأمان”، ومؤشر قياس شحنة البطارية، ومعلومات جهاز تشغيل الصوت بالإضافة إلى نظام الملاحة. هذا وقد تم تزويد السيارة أيضاً بنظام كار-بلاي من آبل.
يذكر أن نيسان ليف تعتبر من أكثر السيارات مبيعاً في العالم مع 300000 وحدة مباعة في 49 سوق عالمية, ونيسان ليف الجديدة ما هي إلا إثبات جديد على أن نيسان لا تنوي التخلي عن قوة مبيعاتها في العالم نتيجة التطورات الكبيرة التي طرأت على أدائها الكهربائي. هذا وكانت قدباعت العام اتلماضي 103000 سيارة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها تلتها اليابان بالمبيعات مع 72500 سيارة بينما باعت في القارة الأوروبية 68000 سيارة في حين أن النروج وحدها سجلت مبيع 19400 سيارة ليف بينما سجلت المملكة المتحدة مبيع 15000 سيارة قبل نهاية العام الماضي.
هذا وقد أعلنت ليف السيارة الهجينة الأكثر مبيعاً في عامي 2013 و2014 بعد حصولها على Green Car Vision Award في العام 2010 وجائزة سيارة العام في أوروبا خلال الـ2011 العام الذي حصلت فيه أيضاً على جائزتين أخريين أولهما جائزة سيارة العام والثانية سيارة العام في اليابان حيث حصلت على الجائزة الأخيرة للمرة الثانية خلال العام 2012.
ونيسان فعلياً ليست جديدة في عالم السيارات الكهربائية, ففي عام 1947، خرجت اليابان من خسارة مدمرة في الحرب العالمية الثانية. وقد قامت القوات المتحالفة التي سيطرت على الدولة الجزيرة بالحد من احتياطيات البنزين للجمهور. لكن ما كانت تمتلكه اليابان في ذلك الحين هو وفرة في الكهرباء، وذلك بفضل محطات الطاقة الكهرومائية التي تم إنشاؤها بعيدا في الجبال. وحرصا منها على سد الحاجة إلى السيارات من دون الإعتماد على البنزين النادر، أقدمت نيسان على تصميم وبناء سيارة كهربائية بالكامل.
وقد تم تشييد هذه السيارة من الخشب وتمت تغطيتها بالجلد الصلب، وكانت سيارة تاما الكهربائية الصغيرة قادرة على السير لمسافة 66 ميلا على شحنة واحدة بينما بلغت سرعتها قصوى 22 ميلاً في الساعة.