تجربة جاكوار إي-بايس الجديدة تؤكد أن جاكوار في مسار تصاعدي لزحزحة الألمان عن الصدارة
تجربة جاكوار إي-بايس الجديدة كانت في جزيرة كورسيكا الفرنسية. لمن لا يعرف هذه الجزيرة، فهي تشتهر بأمرين: الأول أنها مسقط رأس نابليون بونابارت، والثاني وهي الأهم، أنها تستضيف واحدا من أصعب جولات بطولة العالم للراليات. وهذا هو السبب الذي دفع الشركة البريطانية لتنظيم تجربة جاكوار إي-بايس العالمية الأولى هنا. فلكي تنافس جاكوار أسماء مثل مرسيدس وبي إم دبليو وأودي، عليها أن تجد لنفسها ميزة تختلف عنهم. ويبدو أن جاكوار قد حددت أمرين لتحقيق هذا الهدف: تصميم جذاب، وتركيز على الأداء ومتعة القيادة. ولا شك في أنها قد حققت هذا الهدف مع إي-بايس الجديدة.
التصميم الخارجي
تستوحي جاكوار إي-بايس خطوطها العامة من طراز F-TYPE الرياضي بشكل واضح، وهذا الأمر يبرز في شكل الأضواء الأمامية، وبشكل أكبر في تصميم السيارة في الخلف، والذي أعتقد أنه الزاوية الأجمل للسيارة. كذلك عمد مصمم جاكوار المعروف إيان كاللوم لتقديم تصميم يخفي حقيقية أنها مزودة بمحرك بوضعية عرضية، مما يسبب في العادة مسافة أمامية طويلة أمام محور العجلات، أو ما يعرف بالـ overhangs، وذلك بفضل الاستخدام الذكي للتصميم الدائري في الأمام. وبشكل عام، لا شك في أن إي-بايس الجديدة هي واحدة من أكثر السيارات أناقة وجاذبية في الفئة، إن لم تكن الأكثر تميزا على الإطلاق.
مقصورة رياضية مفعمة بالتكنولوجيا
في الداخل، تستلهم إي-بايس تصميمها مرة أخرى من طراز F-TYPE الرياضي، وهذا الأمر واضح في اللمسات الرياضية، وأبرزها لوحة القيادة الموجهة نحو السائق، مع مقبض جانبي للراكب الأمامي. تفاصيل المقصورة جذابة، ومع المقاعد الجلدية الوثيرة في سيارة التجربة، بالإضافة إلى تجهيزاتها المتكاملة، ستوفر تجربة قيادة جاكوار إي-بايس دليلا آخر على جدية جاكوار في المنافسة. إن كان هناك عيب ما فيها، فهو ربما استخدام البلاستيك بشكل أكبر من المتوقع، خاصة في القسم السفلي من المقصورة، وإن كانت هذه المناطق بعيدة عن متناول الأيدي بشكل دائم.
حصلت جاكوار إي-بايس المدمجة على مساحة داخلية استثنائية ضمن فئتها، إذ تتسع لخمسة أشخاص يجلسون براحة تامة مع فسحة واسعة بين المقاعد الأمامية والخلفية. كما أن بنية نظام التعليق الخلفي بواسطة الوصلات المتكاملة تتيح فرد مساحة إضافية لصندوق الأمتعة. أما تجهيزاتها المختلفة فتضم أحدث التقنيات المتوقعة من سيارة في هذه الفئة، ومن ضمنها:
– شاشة عرض قياس 10 بوصات تعمل بطريقة اللمس وتتيح للعملاء الارتباط مع تطبيقاتهم المفضلة بما في ذلك Spotify.
– تكنولوجيا “عرض المعلومات والسرعة” على شاشة متطورة تعرض نحو 66% من المعلومات على الزجاج الأمامي للسيارة على شكل رسومات كبيرة وملونة وبدرجة عالية من الوضوح.
– 4 مقابس للشحن بقوة 12 فولط و5 مخارج اتصال USB.
– انترنت واي فاي بتقنية 4G تسمح باتصال 8 أجهزة في آن معا.
– الكاميرا المتطورة المزودة بعدستين والتي تدعم “نظام المساعدة على البقاء ضمن المسار”.
– نظام التوجيه الكهربائي وأجهزة الرادار الخلفية لتأدية وظيفة “النظام المساعد النشط للبقعة العمياء”.
– تقنية رصد حركة المرور الأمامية لتنبيه السائقين من الاقتراب من المركبات عند التقاطعات حيث تكون الرؤية محدودة.
– نظام InControl الذي يسمح بتعقب السيارة على الهاتف الذكي، مع إمكان استدعاء خدمات الطوارئ بشكل تلقائي عند التعرض للحوادث.
– يتيح النظام أيضا للسائقين التحقق من مستويات الوقود والمسافات المقطوعة عن بعد باستخدام الهاتف الذكي أو الساعة الذكية. ويمكن للعملاء التحكم بدرجة الحرارة داخل السيارة أو حتى تشغيلها عن بعد.
– تقنية “الديناميكيات القابلة للتحكم” Configurable Dynamics التي تقوم برصد مدخلات السائق وحركة العجلات وهيكل السيارة وإبلاغ السائق بشكل استباقي لاتخاذ إجراءات تعديل نظام عملية التخميد لتحسين التحكم بالسيارة وخفة حركتها في جميع الظروف.
على الطريق
ربما وضعية الجلوس مرتفعة بعض الشيء، ولكن من خلف المقود قد تعتقد أنك تقود سيارة رياضية صغيرة عند تجربة جاكوار إي-بايس الجديدة. التسارع ممتاز، وإن لم يكن مذهلا، بفضل قوة المحرك البالغة 300 حصان. الوصول إلى 100 كلم/س يحتاج إلى 6.4 ثانية، ولكن ذلك لأن السيارة تحتاج للغيار الثالث لذلك. فالوصول إلى حاجز الستين ميلا (البريطاني) أو 97 كلم/س) لا يحتاج سوى إلى 5.9 ثانية. الجميل في الأمر هو أن التسارع لا يخبو كثيرا بعد ذلك. إذ أن عزم المحرك البالغ 400 نيوتن متر كفيل بدفع السيارة بقوة. أرقام مميزة لمحرك بسعة 2.0 ليتر، والفضل فيها يعود حتما لنظام التيربو.
كنت أتمنى لو أن صوت هذا المحرك كان ظاهرا أكثر. لقد قدت سيارة F-TYPE المزودة بنفس المحرك مؤخرا، وصوته هناك مميز جدا لهذه الفئة. ولكن ربما في مسعى منها لإعطاء السيارة سلوكا ”مهذبا” أكثر، يبدو أن جاكوار قررت كتم الصوت بدرجة أكبر.
الوصول إلى المنعطف الأول هو لحظة الحقيقية. فكثير من السيارات تستطيع الانطلاق بسرعة، ولكن الكبح والانعطاف هو المحك الحقيقي لقدرات السيارات الديناميكية. وإذا ما كنت تعتقد أن سيارات الدفع الرباعي الصغيرة هذه غير قادرة على توفير متعة القيادة، فأمتار قليلة بعد أن تبدأ تجربة جاكوار إي-بايس كفيلة بأن تغير رأيك.
المكابح قوية، ويمكن بسهولة للسائق أن يقدر مقدار الكبح المطلوب للوصول إلى السرعة المناسبة في المنعطف. ومن ثم كل ما عليك فعله هو أن توجه المقود الكهربائي السريع والدقيق، لتدور حول المنعطف بسرعة لم تتخيل ربما أن سيارة من هذه الفئة قادرة عليها.
أو هذا ما تعتقده في البداية. رويدا رويدا، تزداد الثقة بالسيارة، وبعد قليل بدأت بأخذ المنعطفات بسرعة أكبر. لم يعد الغيار الثاني مطلوبا، فعزم الدوران كاف على الغيار الثالث للتسارع. ومن ثم تبدأ العجلات بالصراخ قليلا. ادفع بها أكثر في المنعطفات الضيقة، وتبدأ السيارة بالانزلاق. ليس انزلاقا أماميا، بل المؤخرة تبدأ بالتمايل. كلا، إنه ليس ”دريفت” إن كان هذا ما تأمله. فالتماسك أعلى مما يسمح بذلك، وهذه في النهاية سيارة عالية بعض الشيء بمحرك أمامي ونظام دفع رباعي يوزع القوة بحسب الحاجة للتماسك. ولكنه انزلاق محسوس، يعطيك ذلك الشعور بأنك تقود السيارة إلى حدودها القصوى والسيارة تعطيك ثقة عالية يندر توفرها أي سيارة في هذه الفئة. إنه فعلا دليل على أن جاكوار تصنع سيارات رياضية خالصة، بأشكل متعددة.
هل هناك من انتقادات؟ بالطبع، لا تخلو أي سيارة من بعض التنازلات. فالمحرك على الرغم من أدائه لا يبدو سعيدا جدا بالدوران إلى مستويات مرتفعة، وصوته ليس جميلا على وجه خاص خاصة عند مقارنته مع الصوت الذي يوفره نفس المحرك في طراز F-TYPE. كذلك قد تعاني المكابح تحت تأثير الكبح المتواصل، وإن كنت أشك في أن أيا كان من أصحاب السيارة المستقبليين سيقودها بهذه الصورة الجنونية.
أهم المنافسين
أهم منافسات جاكوار إي-بايس هم طبعا الألمان، مثل بي إم دبليو X3 وX4، أودي Q5 ومرسيدس بطرازي GLA وGLC، ويمكن أن نضيف إلى اللائحة لكزس NX. من حيث التصميم والشخصية ومتعة القيادة، أعتقد أن الجاكوار تتفوق، ولكن هذا مجرد رأي شخصي. هناك أيضا البورشه مكان، والتي ربما تتفوق من حيث الأداء، ولكن هناك أيضا ناحية السعر في الموضوع. نصيحتي إذا كنت ترغب بشراء سيارة في هذه الفئة، لا تقرر قبل أن تجربة جاكوار إي-بايس الجديدة.
