على عكس شقيقاتها الفئة C والفئة S الكبيرة، ظلت محركات AMG الشهيرة ذات الاسطوانات الثمانية بعيدة عن طرازات الكوبيه من الفئة E. لماذا؟
إذا ما نظرت إلى مجموعة سيارات مرسيدس، تلاحظ أن هناك تراتبية واضحة في كافة فئاتها. تبدأ مع محركات القاعدة، وتكبر المحركات شيئا فشيئا، إلى أن تصل إلى الفئات الأعلى، والتي تحمل دوما اسم 63 AMG.
الاسم جاء من المحرك، والذي كان الرقم إشارة إلى سعته. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الرقم 63 لا يشير إلى سعة المحرك فعليا، إذ كان محرك الم V8 الشهير بسعة تبلغ 6.2 ليتر، وليس 6.3. لماذا التغيير؟ أمر تسويقي بامتياز، فعبارة Sixty Three اعتقدت مرسيدس أنها أكثر إثارة من عبارة Sixty Two!
الجيل الجديد من محركات AMG الجبارة تغير تماما، وباتت سعة المحرك تبلغ 4.0 مع شاحني تيربو، ولكن مرسيدس احتفظت بذات التسمية، أي 63 AMG للطرازات جميعها بسبب شعبية الاسم. وهذا المحرك يتوفر اليوم في مختلف طرازات مرسيدس. إذ نجده اليوم في الفئات C وE وS، وسيارات الدفع الرباعي في الفئات GLC وGLE وGLS، وطبعا في سيارة AMG GT، وبدرجات متفاوتة من القوة.
لكن إذا ما نظرت إلى مجموعة طرازات مرسيدس بتمعن، ستجد شيئا غريبا، ألا وهو عدم توفر هذا المحرك في طرازات الفئة E كوبيه والفئة المكشوفة. لماذا؟
في السابق، كان الأمر تقنيا تماما. طرازات الفئة E كوبيه من الجيل السابق كانت تصنع على قاعدة الفئة C وليس الفئة E! وبالتالي وعلى الرغم من تشابه السيارات، إلا أن القاعدة كانت مختلفة. قد يقول قائل هنا أن الفئة C كانت تحصل على محرك الـ V8، وهذا صحيح. ولكن في الفئة C كانت قوة السيارة تبلغ 480 حصان، بينما قوة المحرك في الفئة E في جيلها السابق بلغت 525 حصان. ولكون سيارة الكوبيه ينظر إليها غالبا على أنها الفئة الأكثر رياضية، كان لا بد لها أن تكون بنفس القوة إن لم تكن بقوة أعلى. وحتى ”الفئة السوداء“ منها أو الم Black Series بلغت قوتها 520 حصانا، وهذا على ما يبدو كان أكثر ما يمكن وضعه في قاعدة الفئة C، وبالتالي طرازات الكوبيه والمكشوفة من الفئة E.
ولكن مع إطلاق الجيل الجديد من الفئتين C وE، وهذه الأخيرة كما أشرنا مؤخرا، حصلت الآن على تعديلات جديدة مع تقديم طرازات الكوبيه والمكشوفة منها، وباتت تصنع على قاعدة الفئة E سيدان. إلا أنها لم تحصل أيضا على فئة E63 AMG، مما أثار التساؤل، لماذا؟
الجواب الرسمي هو أن السيارتين لا تحتاجان إلى محرك الـ V8، إذ أن محرك الـ V6 ثنائي التيربو يكفي من حيث القوة، إذ أن قوته تبلغ 435 حصانا، ومع تجيزات باقة AMG Dynamic Plus التي تتضمن نظام إدارة جديد يتضمن وضعية ”السباق“ أو (RACE) مع نظام خاص ”للدريفت“، مما يعطيها قدرات ديناميكية عالية.
لكن الشائعات تدور حول سبب آخر، ألا وهو الخوف على تأثر إطلاق طراز E63 AMG كوبيه على مبيعات سيارات مرسيدس الأخرى. فإطلاق فئة كوبيه رياضية سيسبب الآن تهديدا لطراز ناجح جدا لدى مرسيدس، ألا وهو طراز C63 AMG كوبيه، وبالتالي يجب إما رفع سعر الفئة E كوبيه بشكل كبير أو تزويدها بقوة أكبر.
السعر الأعلى سيدفع بالسيارة لمنافسة طرازات أخرى من مرسيدس، وتحديدا فئة SL المكشوفة، والفئة S كوبيه، ومن حيث القوة ستضعها أيضا كبديل أكثر عملية لطراز AMG GT.
ربما مرسيدس ستتحدث عن كون السيارة لا تحتاج لمحرك أقوى، وأن زبائنها يكتفون بمحرك الـ V6 الجديد. ولكن كما يبدو فربما الأمر لا يتعلق بذلك إطلاقا، بل بالحفاظ على حصة مرسيدس الكبيرة في مختلف الفئات.
