أصبحنا نرى سيارات الهيدروجين آخذة في الظهور يومًا بعد يوم، ومن الممكن أن تصبح خيارًا متاحًا بكثرة في المستقبل بشكل كبير.
ولذلك، جمعنا لك الإيجابيات والسلبيات فيما يتعلق بالسيارات الهيدروجينية وما هو مستقبل تلك المركبات المحتمل.
إيجابيات سيارات الهيدروجين
واحدة من أكبر فوائد قيادة سيارات الهيدروجين هي أنها تنتج صفر انبعاثات كربونية على الطريق، باستثناء الماء.
منا يعني أن قيادة تلك السيارة هو أمر صديق للبيئة أكثر من قيادة السيارة التي تعمل بالبنزين أو الديزل بكثير، وسيكون موضع ترحيب بشكل متزايد من مناطق الهواء النظيف التي تظهر في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
تعتبر سيارات الهيدروجين أسرع في إعادة الشحن من السيارات الكهربائية، حيث يتم إعادة التزود بالوقود في وقت قصير جدًا مقارنة بنظيراتها من السيارات الكهربائية الأخرى، ولحسن الحظ الهيدروجين هو العنصر الأكثر وفرة على هذا الكوكب أيضًا.
فيَعتبر البعض أن السيارات الهيدروجينية أكثر كفاءة من المحركات الأخرى، حيث تستخدم الطاقة الهيدروجينية ما بين 40-60% من طاقة الوقود مع انخفاض بنسبة 50% في استهلاك الوقود.
وفي الواقع، من الطبيعي رؤية حوالي 400 ميل من السفر على خزان واحد عند استخدام الهيدروجين، وإن نطاق سيارة الهيدروجين لا يتأثر بدرجات الحرارة الخارجية، على عكس السيارات الكهربائية.
سلبيات سيارات الهيدروجين
في حين أن سيارات الهيدروجين يمكن أن تكون أكثر كفاءة بالنسبة للسائق وصديقة للبيئة بشكل أكبر، إلا أنها تحتوي على بعض العيوب.
فقد تكون الانبعاثات من أنبوب العادم هي صفر، ولكن هناك تحديات بيئية كبيرة تتعلق بإنتاج الهيدروجين على نطاق صناعي، ويَستخدم إنتاج الهيدروجين عند هذا المستوى كمية كبيرة من الوقود الأحفوري.
وفقًا لشركة الإطارات العملاقة بيريللي (Pirelli)، يتم إنتاج ما يصل إلى 10 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من الهيدروجين.
بالطبع هناك طرق أخرى لإنتاج الهيدروجين تتضمن استخدام الطاقات المتجددة، ولكنها حاليًا أكثر تكلفة بكثير.
فتنتج الدنمارك على سبيل المثال الهيدروجين من الرياح، في حين تستخدم أيسلندا الطاقة الحرارية الأرضية لإنتاج هذا العنصر.
في الواقع، تعتبر سيارات الهيدروجين باهظة الثمن نظرًا بسبب تعقيداتها، ومن الواضح أن العدد القليل من محطات التزود بالوقود يمثل علامة سوداء كبيرة ضد هذه التكنولوجيا الحديثة.
مستقبل سيارات الهيدروجين
ما زالت سيارات الهيدروجين غير قابلة للاستخدام لعامة الناس بشكل كامل في الوقت الحالي، فهناك عدد قليل جدًا من محطات الوقود، والهيدروجين نفسه ما زال غير قابل للإنتاج بكميات كبيرة سواء تجاريًا أو بيئيًا.
ولكن مع استثمار حكومة المملكة المتحدة لتسريع تنفيذ المركبات الهيدروجينية، يمكننا أن نرى المزيد من شركات صناعة السيارات تحول جهودها في السنوات المقبلة إلى هذه التكنولوجيا الحديثة.
ومن هذه الشركات التي تأمل في تعزيز إنتاج مركبات الهيدروجين هي شركة ويليام أدفانس إنجيرينغ (Williams Advanced Engineering) التي كشفت عن منصة للسيارات الكهربائية الهيدروجينية في عام 2023.
وتقول بأن المنصة تتميز بنظام خلايا الوقود H2 المتطور ومجموعة بطارية مبردة بالسائل بقوة تصل إلى 576 حصانًا.
كما قدمت ألباين (Alpine) سيارة ألبين غلو (Alpenglow) في معرض باريس للسيارات 2022 لكنها لم تكشف عن أية مواصفات فنية.
هذا بمثابة رؤية لمستقبل احتراق الهيدروجين، لذا فمن الواضح أن شركات صناعة السيارات لا تزال مهتمة بالتقدم في هذه التكنولوجيا.
وسنرى استخدام الهيدروجين أيضًا في رياضة السيارا، فكشفت تويوتا عن سيارة (GR H2 Racing Concept) في عام 2023، مع خطط لسباق السيارة في لومان (Le Mans) المصممة خصيصًا للمركبات الهيدروجينية.
وقدمت أيضًا سيارة (GR Yaris Hydrogen) في WRC، قبل ظهور الهاتش في مهرجان غود وود (Goodwood) للسرعة.
بالإضافة إلى (Hilux Hydrogen) في عام 2023 التي تتميز بمدى يصل إلى 365 ميلاً.
ومع ذلك، يبدو أن مستقبل السيارات في المملكة المتحدة بالنسبة لعامة الناس سيبقى كهربائيًا، على الأقل حتى تصبح البنية التحتية وطرق إنتاج الهيدروجين أكثر جدوى.