زيادة عدد السكان وارتفاع استعمال وانتشار السيارات، علاقة ومعادلة منطقية جعلتنا في موقف كبير نحن به غرباء اذا كنا لا نمتلك جواز البقاء، حيث أن بيروت هي السجن الأكبر لسائقي السيارات الذين لا يقطنون في بناية حديثة مجهزة بمواقف خاصة أو حتى لا يحبذون الدخول في معركة المواقف والجنازير المتكلمة.
فاذا أردت البحث عن موقفا لركن السيارة، سيبدأ التحدي الذي لن ينتهي بسهولة حيث ستتفاجىء بالعدد الكبير للكراسي أو حتى لصناديق الأشجار وكأنك في عالم يحب الاخر ويهتم بالبيئة، الا ان الحقيقة مغايرة تماما فهي انانية تدفعهم الى حجز مساحة كبيرة تحيط بالمحلات او قريبة من مركز السكن من أجل ركن سياراتهم الخاصة وكأنك مجردا من جميع حقوقك بما فيها الركن.
في الحقيقة، قد يدور في خاطر الكثير أنه من حق أصحاب المحلات الاحتفاظ بمساحة كافية لرؤية البضائع المعروضة من قبل الزبائن، ولا خلاف على ذلك ولكن يجب تحديد هذه المساحة بشكل منطقي اذا في الاصل كانت مكفولة قانونا اذ انه واجب أدبي غير ملزم.
ويشار الى أن المشكلة الاكبر هو في الاحتلال المشرع في بيروت، فجميعنا له الحق بالتكلم والصراخ ووضع الجنازير التي قد تستخدم أثناء الاشكال وتدمر العديد من العلاقات الاجتماعية.
ففي احدى المطاعم في بيروت، ستجد موقفا مخصصا لا يستخدم الا للاشتراك الشهري أم المكان المخصص لركن سيارات زبائن فهو بين الأبنية المسيجة بالصناديق والجنازير التي تكفل بقاء المساحات له ولخاطره.
والأصعب من هذا كله، هو احتلال عصابات و”مافيا” الفاليه باركينج التي ستجبرك على ركن سيارتك بعيدة عن السوق التجاري أو ان تخضع لاحتلالهم في ركن السيارة بالمكان المستعمر من قبلهم.. يذكر أن مثل هذه العصابات ستجدها مثلا في شارع الحمرا وفي الشارع الخلفي لأسواق بيروت وغيره.
والجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية قامت مؤخرا بحملة ازالة المخالفات من هذا النوع الا انها عادت وانتشرت على الطرقات لتبقي التحدي قائما بين المواطنين.
ومن هنا، يتوجب ايجاد الحلول اذ ان الحملات التي تقوم بنزع المخالفات ليست بالكافية اذ يجب توفر خط ساخن لتبليغ الشكاوى ورفع سقف المخالفات، عدا عن ضرورة انشاء مواقف عامة في الاحياء السكنية ومنظمة من قبل البلدية بحسب عدد السكان المالكين للمركبات.
ومن اليوم حتى تطوير هذه الحالة الكارثية.. يبقى السؤال لكم: كيف تتصرفون في حال عدم امكانية ركن السيارة ؟
