على الرغم من ضغوط الإدارة الأميركية الحالية المتزايدة على شركات تصنيع السيارات الأميركية لدفعها نحو الإستثمار في إنتاج مركباتها داخل الولايات المتحدة وتوقيف الإنتاج في مصانع المكسيك والصين إلا أنه وعلى ما يبدو فإن عملاقة تصنيع السيارات فورد تسعى إلى كسر قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعودة إلى المكسيك لإنتاج سيارات رباعية الدفع كهربائية.
ومن المعروف أنه وخلال وقت سابق من هذا العام كانت شركة فورد الأميركية لصناعة السيارات قد قررت القيام بإستثمار مبلغ 700 مليون دولار في مصنعها الذي يطلق عليه إسم فلات روك في ميشيغان وذلك لبناء وإنتاج سيارات الدفع الرباعي الكهربائية التي تتمتع بنطاق يصل إلى 300 ميل على شحنة واحدة.
إلا أن تقارير حديثة من مجلة ديترويت نيوز أشارت إلى أن سيارات الدفع الرباعي سوف يتم إنتاجها في معمل كوتيتلان للتجميع التابع لفرود في المكسيك.
وحول السبب الذي دفع فورد لإعادة التفكير في العودة إلى المكسيك يقول تقرير المجلة أنه يعود إلى نية شركة فورد بالتركيز على بناء المركبات الذاتية القيادة في ميشيغان بدلا من سيارات الدفع الرباعي.
وفي هذا الإطار, يقول آلان هول المتحدث باسم فورد أن الخطة المعدلة ستسمح للشركة ببناء المزيد من السيارات ذاتية القيادة، كما أنها ستزيد من عدد الوظائف في مصنع فلات روك.
واستعدادا لبناء أول مركبة ذاتية القايدة، هناك شائعات بأن فورد تخطط لإستثمار مبلغ 200 مليون دولار في المصنع، فضلا عن مبلغ الـ700 مليون دولار الذي كانت قد أعلنت عنه سابقاً خلال هذا العام.
التقرير يشير أيضا إلى وجود دافع إضافي وراء قرار فورد وهو أن هامش الربح في السيارات الكهربائية في الوقت الحالي يعتبر منخفضاً نسبياً. ونظرا لأن إنتاج السيارات في المكسيك يوفر على الشركة الكثير من الأموال فمن المنطقي ان تقوم الشركة ببناء سيارات الدفع الرباعي الكهربائية هناك.
وبالإضافة إلى ذلك، فإذا احتفظت فورد ببناء السيارات الكهربائية في معمل فلات روك، فإن هذا الأمر قد يتداخل مع خطط الشركة لتوسيع محطة إنتاج المركبات الذاتية القيادة.
وهذا ما أكده تقرير لبلومبرغ، أشار إلى أن فورد تريد تحويل الإنتاج إلى المكسيك وذلك بسبب تكاليف العمالة الرخيصة بالإضافة إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الإنتاج المخطط له من المركبات ذاتية القيادة في مصنع الشركة في فلات روك بولاية ميشيغان حيث أن زيادة استثماراتها سوف يؤدي أيضاً إلى إضافة 150 وظيفة إلى هذا المصنع الذي من المقرر أن يتم فيه إنتاج السيارة ذاتية القيادة في عام 2021. في حين أن بناء سيارات الدفع الرباعي الكهربائية في المكسيك سيبدأ في عام 2020.
يبقى السؤال: هل تنجح فورد في تمرير قرارها من دون أن تكون له تداعيات سياسية وإقتصادية وردود فعل عنيفة من الإدارة الأميركية الجديدة؟