ومن المقرر أن تؤدي التغييرات الكاسحة للأنظمة المعمول بها في المملكة المتحدة لتمهيد الطريق أمام سيارات مستقلة القيادة تماما لتكون في شوارع البلاد بحلول عام 2021.
ومن المتوقع أن يعلن المستشار فيليب هاموند هذا الأسبوع عن تغييرات تنظيمية في الميزانية تسمح للسيارات التي تسير من دون سائق بالإختبار على الطرق العامة من دون أي مشغل بشري داخل السيارة أو خارجها. بالإضافة إلى ذلك، لن يتم ضرب المركبات بنفس القيود القانونية مثل دول الإتحاد الأوروبي الأخرى أو الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة الغارديان أن هاموند يريد التأكد من أن المملكة المتحدة ستكون في طليعة التغيرات التكنولوجية في صناعة السيارات مع استعداد البلاد لمغادرة الإتحاد الأوروبي في العام 2019.
وفي معرض حديثه عن التغييرات القادمة، قال مايك هاويس الرئيس التنفيذى لجمعية مصنعي وتجار السيارات ان الأمر سوف يكون جيدا للبلاد.
وأضاف هاويس: “نحن نؤيد تدابير الحكومة لجعل المملكة المتحدة واحدة من أفضل الأماكن في العالم لتطوير واختبار وبيع المركبات المتصلة والمستقلة القيادة”.
وتابع: “هذه المركبات سوف تقوم بتحويل وتغيير طرقنا ومجتمعنا، وسوت تقوم بالحد بشكل كبير من الحوادث كما أنها سوف تؤدي إلى توفير وقوع الآلاف من الأرواح كل عام نتيجة حوادث السير، في حين أنها أيضاً سوف تضيف مليارات الجنيهات للإقتصاد البريطاني. ونحن نتطلع إلى مواصلة تعاون الصناعة مع الحكومة لضمان أن تكون المملكة المتحدة من بين أول من يدرك فوائد هذه التكنولوجيا الجديدة والمثيرة”.
هذا وكانت شركة غارتنر قد توقعت أن يرى البشر دفعة كبيرة لإطلاق السيارات المستقلة القيادة في العالم بعد سنة 2020. مع أن تأثير هذه التكنولوجيا على إقتصاديات الدول والمجتمعات لن يظهر بشكل جلي إلى بعد العام 2025.
فهناك عدة مسائل تعوق عملية تقبل المستهلك الذي يعتبر المحرك الرئيسي لإنتشار السيارات الذاتية القيادة.
وفي إستطلاع كانت الشركة قد أجرته, ضم ما يقارب الـ 1520 شخص في أميركا وألمانيا، تبين أن حوالي الـ55% ممن شملهم الإستطلاع غير مهتمين بقيادة أو بركوب سيارة ذاتية القيادة بشكل كامل، بينما أظهر حوالي 71 % تقبلاً أكبر لإستعمال سيارة شبه ذاتية القيادة.
ويعود سبب هذه النسب المتفاوتة إلى وجود مخاوف لدى المستهلكين وعدم ثقة تامة بالتكنولوجيا ومن فشلها بالإضافة إلى مخاوف أمنية تعتبر مشروعة مما يدفع المستهلك للحذر خصوصاً من السيارات المستقلة القيادة كلياً.
واتفق المشاركون المشمولون بهذا الإستطلاع أيضاً على أن السيارات الذاتية القيادة تماماً قد تمنح أصحابها عدداً من المزايا أبرزها الكفاءة في الإقتصاد بإستهلاك الوقود والحد بشكل كبير من وقوع حوادث السير ومن خطورتها.
هذا بالإضافة إلى اعتبارهم أن القيادة الذاتية قد تؤدي إلى زيادة إنتاجية أصحاب السيارات المستقلة بسبب الوقت الذي تمنحهم إياه في إنجاز أعمال أخرى بينما هم على الطريق وتخفيض مدى الإجهاد الذي تسببه القيادة العادية.
إلى ذلك تعمل معظم الشركات في الوقت الحالي على تطوير حساسات وأجهزة إستشعار من أجل تمكين السيارات من رؤية محيطها ومعالجته.
ومع هذه الأرقام، هل ستنجح بريطانيا في جعل القيادة الذاتية تنتشر في البلاد وتحقيق حلم الكثير ممن يسعون وراء هذه التكنولوجيا؟ وكيف سيستفيد إقتصاد المملكة من هذه الخطوة خصوصاً مع تزايد الحديث عن قرب إنتهاء إجراءات خروجها من الإتحاد الأوروبي؟
المصدر: Car Scoops