July 21, 2015

هل يعصف “صراع الأقوياء” بفولكسفاغن؟

2- بزوغ نجم “بيتش

حققت فولكسفاغن الكثير من النجاحات على يد “فيرديناند بيتش” خلال العقدين الماضيين سواء في منصبه رئيسًا تنفيذيًا أو رئيسًا لمجلس إدارة المجموعة؛ حيث استفادت ماركة شتوتغارت من أكثر من 200 مليار يورو عوائد وإيرادات سنوية، مع أكثر من 600.000 موظف وعامل و118 مصنعًا للتجميع والإنتاج.

وعلى الرغم من تسجيل المجموعة لزيادة قدرها 17 بالمئة في الفصل الأول من عام 2015 الحالي، إلا أن مجموعة فولكسفاغن تبذل جهدًا كبيرًا لزيادة هامش الربح المتدني لعلامة فولكسفاغن وحدها، كما أن المبيعات متدنية ومتدهورة في البرازيل وروسيا، وتواجه بطئًا في النمو في الصين التي تستحوذ على ثلث مبيعات المجموعة من السيارات.

وعلى الرغم من تلك العوائق والتحديات، فضلاً عن المصالح المعقدة والمتداخلة لعائلتي بورشه وبيتش (تملكان 51 بالمئة من أسهم فولكسفاغن) وكذلك مصالح العمالة والحكومة المحلية، فإن “بيتش” نجح في قيادة دفة المجموعة بنجاح واقتدار، ما يعني أن انسحابه سيخلف فراغًا كبيرًا بالمجموعة قد يؤثر عليها مستقبلاً.

ومنذ ولادة “بيتش” عام 1937 في النمسا و“البنزين يسري في دمائه”، على حد قول عائلته؛ فهو حفيد “فيرديناند بورشه” الذي ابتكر وصنع سيارة فولكسفاغن بيتل، علمًا بأنه بدأ مساره الوظيفي عام 1963، ونال إعجاب عشاق السباقات من خلال صنعه لسيارة 917، وهي السيارة السريعة للغاية التي نجحت في جلب أولى انتصارات الشركة بسباقات التحمل “لومان 24 ساعة”، رغم تكلفتها العالية وقتذاك.

وعند انضمامه لفولكسفاغن في عام 1993 بوصفه رئيسًا تنفيذيًا للمجموعة، أعاد للأخيرة ذاكرة الأرباح دون التخلص من الوظائف أو اللجوء لسياسة تسريح العمال، وهي الخطوة التي نال من خلالها ولاء العمال والموظفين بالمجموعة.

ولكن، سياسة التوسع في اقتناء واستحواذ علامات السيارات الأخرى المكلفة للغاية، فضلاً عن إدارته للشركة من خلال انتهاج سياسة لا تعرف اللين أو الرحمة تتعلق بتعيين وتسريح موظفيه المسؤولين (في منتصف عام 2012 الماضي، على سبيل المثال، قام “بيتش” بإقصاء “كارل-توماس نومان” من منصبه بوصفه رئيسًا لعمليات فولكسفاغن بالصين، بسبب ما يعتقد بأنه أداء مخيّب للآمال، رغم الأرباح التي جنتها المجموعة في الصين)، ناهيك عن انخراطه في مشاريع هندسية ضخمة لم يثبت جدواها، كل تلك العوامل جعلت “بيتش” غير محبوب من حاملي الأسهم.

ورغم كل شيء، فإن أسهم عائلة “بيتش” يبلغ قيمتها أكثر من 13 مليار يورو، وينافسها في عالم السيارات الأوروبية عائلتان فقط: عائلة “أغنيلي” في فيات وعائلة “واندتس” لدى بي إم في.

3- ما بعد “بيتش”…>>>

أهم المقالات