تزداد الأزمة البيئية تفاقماً يوماً بعد يوم والعلماء يحذرون من نتائج قد لا تحمد عقباها في حال عدم إيجاد حلول سريعة وجذرية لمسألة الطاقة المتجددة والنظيفة والتخفيف أو الحد أو التوقيف النهائي لإنبعاثات الغازات الدفيئة في ظل مخاوف من تحول كوكبنا إلى كوكب خال من الحياة أو على الأقل غير ملائم لها. ما يعني أن الحضارة الإنسانية كما نعرفها مهددة بالزوال بسرعة قياسية في حال إستمر البشر بالقيام بأنشطتهم بالطريقة المضرة بالبيئة.
لذلك فقد أقدمت بعض الكيانات والدول على إتخاذ تدابير سيتم تنفيذها لاحقاً أو بعضها هو فعلأً قيد التنفيذ حالياً وذلك من أجل مواجهة أخطار الإحتباس الحراري الناتج عن إنبعاثات الغازات الدفيئة في الجو والذي تستمر تداعياته بالظهور بنمط متسارع ضمن عدد من المدن والمناطق حول العالم.
على ما يبدو فإن المشرع في ولاية كاليفورنيا يعي بشكل واضح هذا الأمر على الرغم من سياسة الإستهتار تجاه البيئة التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب, وهو (اي المشرع في كاليفورنيا) يريد وضع الدولة الى جانب الصين وفرنسا والمملكة المتحدة، والدفع بمجلسها التشريعى نحو فرض حظر على السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.
وقال عضو مجلس النواب في كاليفورنيا فيل تينغ، وهو ديموقراطي رئيس غرفة لجنة الميزانية، انه يعتزم تقديم مشروع قانون، يبدأ العمل عليه إنطلاقاً من العام 2040، والذي من شأنه أن يسمح لإدارة السيارات في الدولة بتسجيل المركبات التي تعمل على الطاقة “نظيفة” فقط والتي لا تنبعث منها أي نسبة من الغازات الدفيئة، كما هو الحال بالنسبة للسيارات التي تعمل على بطارية كهربائية أو السيارات التي تستمد قوة دفعها من خلايا وقود الهيدروجين.
وقال تينغ، الذي يمثل الكثير من سان فرانسيسكو، في مقابلة الأسبوع الماضي أنه و “حتى يتم تحديد موعد نهائي، لا شيء يتم القيام به”. واضاف “ان تحديد موعد نهائي قبل 23 عاما” هو يشكل مسؤولية علينا”.
وقال تينغ انه سيعرض مشروع القانون عندما يعود المشرعون الى سكرامنتو الشهر المقبل للدورة التشريعية القادمة. وفي حالة اعتماده سوف يزيل هذا الأمر الجزء الضخم من انبعاثات الكربون من قطاع النقل الذي يعد الآن المصدر الرئيسي للغازات الدفيئة في الولايات المتحدة كجزء من مسعى الدولة لخفض الإنبعاثات بنسبة 80 في المائة عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2050.
تينغ ليس أول مسؤول من الدولة مع أكبر سوق لمبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة يقوم بالنظر بشكل علني في مسألة فرض حظر على محركات الإحتراق الداخلي. وقد نوقش هذا الموضوع في مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا، المنظم القوي لنوعية الهواء في الولاية، بعد أن أبدى المحافظ جيري براون اهتماما بتحركات مماثلة من قبل بلدان أخرى، بما في ذلك الصين.
وقال ماري نيكولز، رئيس لجنة كارب في أيلول / سبتمبر الماضي، “لقد تلقيت رسائل من المحافظ تسأل: لماذا لم نفعل شيئا بالفعل؟ في إشارة إلى التخلص التدريجي من مبيعات مركبات الوقود الأحفوري في الصين”. واضاف: “المحافظ اشار بالتأكيد الى مصلحة الصين في القيام بذلك وليس كاليفورنيا”.
المصدر: بلومبرغ
