August 20, 2015

شهر آب يلهب سرقة السيارات في لبنان

من «التشليح» تحت وطأة السلاح، مروراً بـ رَغي الصابون أو سكبِ الزيت في محيط عجَلات السيارة لدفعِها أمتاراً معدودة ونقلِها على بلاطة لسَرقتِها، وصولاً إلى التحايل على أنظمة الإنذار… ما عادَت مافيات سَرقة السيارات الجشعة تقف عند الخَلع والكسر، بل باتَت تتفنَّن في عملياتها نتيجة الخبرة التي كوَّنَتها في الأعوام الأخيرة، والأرباح التي جنَتها، سواءٌ في تفاوضِها مع أصحاب السيارات المسروقة، أو في المتاجرة بها بقاعاً على الحدود. وآخِر فصول تلك العصابات، ما تعَرَّضَ له أخيراً الشاب ر. ك.

لطالما كان ر. ك. يحذر من عصابات الخطف والسرقات، فكان يتّخذ أقصى تدابير الحماية خلال تنَقّله. حتى إنّه بعدما يعود مساء إلى منزله يتأكّد من أنّ نظام الإنذار يَعمل على نحو جيّد. إلّا أنّ المفاجأة الكبرى كانت صباح اليوم التالي، حين استيقظ.

توَجّه إلى أسفل البناية، ليستقلّ سيّارته تاكوم لون أبيض، متوَجّهاً إلى عمله، فلم يَعثر عليها في المكان حيث رَكنَها. تحت تأثير الصدمة يروي ر. لصحيفة «الجمهورية» اللبنانية، قائلاً: «كلّ ما في الأمر أنّني ركنتُ سيارتي وصعدتُ إلى المنزل، وكُلّي ثقة بأنّ الإنذار سُرعان ما سينطلق مع أقلّ تحَرّك، ولكنّ المؤسف أنّ السيارة «حَبّة ملح ودابت»، ببساطة اختفَت».

أكثر ما أثار الدهشة في نفس ر. «غياب أيّ أثر لمحاولة خَلع، أو كسر، أو رزاز زجاج، فيقول: «وكأنّ العصابة تملك نسخةً عن المفتاح، جاءَت وأدارت المحرّك من دون جهد أو عناء، حتى إنّ الحيّ المزروع بـ«النواطير»، لم يسَجّل أيّ حركة غير اعتيادية».

ما تعرّضَ له ر. الذي يقطن في حي مار إلياس- النقاش، لا يقلّ غرابةً عن السَرقة التي تعرّضَ لها جاد، مِن سكّان الرابية، فيَروي لـ«الجمهورية»: ركنتُ سيارتيFJ cruiser، مساء الأحد أمام المنزل، واستيقظت صباح الاثنين لأكتشف أنّها مسروقة، غريب كيف أنّ العصابات تُرَكّز على نوع محدّد من السيارات، فلا يستهويها إلّا الرباعية الدفع منها».

وعمّا إذا اتّصلَ به أحد ليفاوضَه على السعر، يجيب: «لم أتبَلّغ أيّ اتصال، ما إنْ اكتشفت أنّ سيارتي مسروقة، حتى أبلغتُ مخفرَ الدرك، ثمّ النيابة العامة في بعبدا، ومكتبَ السرقات الدولية، ثمّ النافعة، مِن أجل تحويل السيارة إلى أنقاض ورفعِ المسؤولية عنها، وحتى الآن لا أثرَ ولا علمَ أو خبَر… لا شكّ في أنّها هُرِّبت إلى سوريا أو بيعَت بالقطع».

أهم المقالات