السؤال الذي نطرحه كل مرة توجهنا بها إلى محطة الوقود: هل يجوز ملء خزان الوقود في السيارة إلى حده الأقصى؟ إذ يحدث الأمر مع معظم السائقين وقد لا يدرون بالأمر في أغلب الحالات.
فكم من مرة طلبنا ملء خزان الوقود في سيارتنا إلى حده الأقصى، لنجد لاحقا أن المضخة توقفت عند أعشار قليلة من رقم تام يجب دفعه. وهنا من البديهي أن يقوم العامل، ومن دون أن تطلب منه أحيانا، بإضافة المزيد من الوقود إلى الخزان بهدف الوصول إلى رقم تام من دون فواصل يمكن للسائق دفعه بسهولة!
أعرف، كلنا فعلنا ذلك! أو رأينا أحدا يقوم بذلك، ولو مرة في حياتنا! لكن هل يدخل ذلك ضمن السلامة العامة؟ وهل يجوز تكراره يوميا؟
هل يجوز ملء خزان الوقود بالكامل؟
في الحقيقة، يبدو أن ملء خزان الوقود في السيارة إلى حده الأقصى هو أمر خاطئ جدا. إذ يؤكد خبراء الميكانيك وخبراء البيئة أن تلك العملية لها آثار سلبية على السيارة، وعلى الكلفة المادية وعلى البيئة.
فملء خزان الوقود بأكمله يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الأنابيب وبالتالي إلى إغراق نظام جمع بخار فلتر الكربون، المستخدم فقط للبخار. وفي وقت لاحق، ومع تكرار الأمر، يمكن أن يؤثر الموضوع على أداء السيارة تدريجيا، وصولا إلى إمكان تضرر المحرك بشكل أو بآخر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي عملية ملء خزان الوقود في السيارة إلى حده الأقصى إلى فرصة أكبر لسكب الوقود على طرف فتحة الخزان وتساقطه على الطلاء وصولا إلى الأرض. هذا الأمر يساهم في تضرر طلاء السيارة مع الوقت من جهة، وفي هدر الوقود والمال من جهة أخرى.
ماذا يحدث إن فشل نظام استرداد البخار؟
إذا حدث وتعرض نظام استرداد البخار في سيارتك إلى التلف بسبب ملء خزان الوقود بأكمله أو حتى الأطراف، لن تستطيع الأنظمة معالجة الوقود وحرقه بشكل صحيح، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الغازات المضرة بالبيئة التي تصدر من العادم. هذا الأمر يساهم بطبيعة الحال في انخفاض مؤشر جودة الهواء على الصعيد العام.
لذلك، اعتبر عزيزي القارئ أن ما نقوله تذكير ودّي بالتفكير مرتين قبل أن تملأ خزان الوقود في سيارتك إلى أكثر مما يُسمح به. فبذلك يمكن أن تتجنب زيارة مراكز الصيانة وتصليح السيارات باكرا من جهة، وأن تتجنب المساهمة بالإضرار في البيئة العامة من جهة أخرى.