أكد القطري ناصر صالح العطية بطل الشرق الأوسط للراليات 10 مرات مشاركته في رالي لبنان الدولي بنسخته الـ 38، الذي يُشكّل الجولة الرابعة من بطولة الشرق الأوسط للراليات ويُقام بين 4 و6 أيلول/ سبتمبر المقبل، بعدما غاب عن المراحل الخاصة المعبدة العام الماضي. ويؤكد العطية أن لا تحضيرات خاصة لرالي لبنان فهو يتحضر من خلال مشاركاته في 3 بطولات عالمية هي بطولة الـشرق الأوسط للراليات والـ “دبليو،آر،سي2” وكأس العالم للراليات الصحراوية الـ “كروس كاونتري”، والتحضير يكون من خلال هذه المنافسات إذ سيشارك في باجا إسبانيا نهاية الشهر الحالي، ومن ثم في دورة للرماية تحضيراً لأولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلي العام المقبل، إضافة إلى مشاركته في باجا المجر.
وقبل وصوله إلى لبنان يشارك في رالي ألمانيا الذي يُقام على مسارات معبدة على أمل أن يتمكن بطل رالي داكار مرتين من إضافة لقب رالي لبنان إلى سجله الرياضي وذلك للمرة الأولى كون جميع مشاركاته السابقة باءت بالفشل فظل غائباً عن العتبة الأولى لمنصة التتويج ومكتفياً بلقب الوصافة. ويتساءل البعض: هل سينجح العطية في وضع حد لهيمنة السائقين اللبنانيين على رالي بلادهم، وتحديداً روجيه فغالي الذي أحرز اللقب 11 مرة، منها 10 على التوالي؟، فالعام الماضي كسر الشاب نيكولاس أميوني إحتكار روجيه، الذي إنسحب من المرحلة الثانية بسبب خروج سيارته عن المسار، محرزاً اللقب للمرة الأولى في مسيرته مع ملاحه شادي بيروتي وعلى متن “ميتسوبيشي لانسر إيفو10”.
وبهذا الصدد يقول صاحب الشأن: “أريد الفوز بلقب رالي لبنان وأنا لا أشارك سوى لتحقيق هذا الهدف. أعلم جيداً مدى براعة السائقين اللبنانيين على المسارات المعبدة ولكن بدوري إكتسبت خبرة كبيرة على هذه الطرقات وسأكون المنافس الاول ولن أرضى إلاّ بالصدارة”. وتشير الأرقام إلى أن المشاركة الأخيرة للعطية في رالي لبنان كانت عام 2013 عندما حلّ ثانياً بين الشقيقين روجيه وعبدو فغالي، وكان غاب عام 2014 بسبب مشاركته في باجا بولندا مع فريق “أوفردرايف رايسينغ” لكنه إضطر للإنسحاب في اليوم الثاني. كما لم يشارك عام 2012 بسبب قرار بلاده بمنع سفر الرعايا القطريين إلى لبنان.
ويأمل الجميع أن تُشعل مشاركة العطية المنافسة، فهو تمكن عام 2013 من إحراز أسرع توقيت في المرحلة الإستعراضية ليدخل شرارة المنافسة إلى قلوب الجماهير، بعدما كان قد كتب عام 2011 أجمل القصص التنافسية مع روجيه فغالي في صراع أقل ما يُقال عنه أنه “حبس الأنفاس والآهات” حتى الرمق الأخير حيث فاز السائق اللبناني على متن “إيفو10 آر4” بلقب الرالي بفارق 16,8 ثانية عن القطري الذي قاد سيارة “فورد فييستا أس2000”.
العطية بدأ العام الحالي على وقع الفوز برالي داكار “الأرجنتين ـ بوليفيا ـ تشيلي” على متن “ميني أول4 رايسينغ” مع ملاحه الفرنسي ماثيو بوميل، علماً أن “العنابي” أحرز اللقب للمرة الاولى عام 2011 خلف مقود سيارة “فولكسفاكن طوارق”. سلسلة الفوز تتابعت على الصعيد الشرق أوسطي فهيمن العطية مع ملاحه الفرنسي بوميل الذي حلّ بدلاً من الإيطالي جيوفاني بيرناكيني في المقعد الساخن (فورد فييستا آر،آر،سي) على الجولات الثلاث الاولى للبطولة فصعد إلى أعلى عتبة على منصات التتويج في قطر والكويت وشيراز (إيران)، ليرفع عدد إنتصاراته في البطولة الشرق أوسطية إلى 57. ولم يعد يتأخر عن الإماراتي “الطائر” محمد بن سليّم، الفائز بلقب بطولة الشرق الأوسط 14 مرة، سوى بفارق 3 إنتصارات (60).
العطية الذي يتصدر ترتيب بطولة الشرق الأوسط برصيد 75 نقطة بالتمام والكمال يشارك أيضاً في كأس العالم للراليات الصحراوية حيث إستهل مشواره بالمشاركة في رالي تحدي أبوظبي الصحراوي الذي تمكن مع نهايته من إحتلال المركز الأول ولكن لجنة التحكيم إستبعدت السائق القطري وشطبت نتيجته بسبب عدم تطابق قاعدة جهاز تعليق سيارته الـ “ميني” مع القوانين المرعية الإجراء، وبرغم أن العطية تقدم بإستئناف إلى محكمة الـ “فيا” الدولية، إلاّ أن هذه الأخيرة قررت عدم النظر بالدعوى في الاساس لعدم إختصاص فريق سفن كوانت لتمثيل السائق القطري.
بعد أبوظبي توجه العطية للمشاركة والفوز برالي سيلاين القطري وأتبعه بالفوز في رالي الفراعنة في مصر وباجا إيطاليا، حاصداً 150 نقطة سمحت له بإحتلال المركز الثاني في الترتيب العام خلف الروسي فلاديمير فاسيلييف (171). ونذكر أن العطية غاب عن منافسات باجا روسيا، الجولة الأولى من كأس العالم للراليات الصحراوية.
في بطولة الـ “دبليو،آر،سي2” لم يخفت بريق العطية إذ تمكن من الفوز في المكسيك ومن ثم في البرتغال، قبل أن يجانبه الحظ في ساردينيا حيث حلّ خامساً وليعود وينسحب من رالي بولندا إثر خروج سيارته عن المسار. حصاد مسيرة العطية في الـ “دبليوآر،سي2” بلغ 60 نقطة من 4 مشاركات ليحتل المركز الثاني في الترتيب العام المؤقت خلف ياري كيتوما (67)، علماً أن مواطنه عبدالعزيز الكواري يحتل المرتبة الثالثة برصيد 57 نقطة من 4 مشاركات تمكن خلالها من الفوز برالي الأرجنتين الدولي ضمن فئته.
ونذكر أن إقفال باب التسجيل في رالي لبنان تحدّد في 21 آب/ أغسطس المقبل على أن يتم لاحقاً الاعلان عن اسماء السائقين وملاحيهم وسياراتهم المشاركين. وتبلغ المسافة الإجمالية للرالي 794.63 كلم منها 244.01 كلم طول المراحل الخاصة الـ 13، من ضمنها مرحلة إستعراضية إفتتاحية في وسط بيروت التجاري.
