أطلقت رولز-رويس طراز بلاك بادج مع رايث وجوست في العام 2016، تلاها داون في العام 2017 ومن ثم كالينان في العام 2019. أما اليوم، فينضمّ مفهوم “الفخامة المطلقة” الجديد لسلالة بلاك بادج. فأصبحت بلاك بادج جوست أنقى تعبير عن طرازات بلاك بادج وأكثرها تقدّماً من الناحية التكنولوجية.
عند إطلاق سيارات بلاك بادج منذ خمس سنوات، أصبحت هذه السلسلة رمزاً لنوع جديد من المنتجات فائقة الفخامة وأحدثت تحوّلاً لا يُستهان به في قطاع الفخامة ككلّ. نتيجةً لذلك، باتت الأغلبية الساحقة من صانعي المنتجات الفاخرة تبتكر منتجات مستوحاة من هوية بلاك بادج.
المقدّمة
تتمتّع رولز-رويس موتور كارز بعلاقة مميّزة مع عملائها. وبفضل هذه العلاقة المتينة مع العملاء من رجال ونساء متميّزين، تتمكّن العلامة من اتخاذ قرارات مبنيّة على فهم عميق لمستهلكي المنتجات فائقة الفخامة، بما في ذلك تفضيلاتهم الجمالية، ومتطلبات حياتهم اليومية وأذواقهم المتغيّرة.
وهكذا، تستطيع العلامة ابتكار منتجات تتماشى تماماً مع حاجات المستهلك العصري بناءً على تفهّمها لمتطلبات عملائها والتعليمات الصادرة عن فريق خبراء الرفاهية لديها. ويشكّل طراز بلاك بادج خير مثال على ذلك.
لطالما اجتذبت رولز-رويس موتور كارز شريحةً متميّزة من العملاء الذين يتمتعون بروح متمرّدة ويحقّقون النجاح بفضل جرأتهم في كسر القيود، والمخاطرة وتحدّي الأفكار السائدة. وفي العقد الحالي، بات لهؤلاء النساء والرجال طريقتهم الخاصة في استخدام منتجات الرفاهية.
فاستبدلوا البدلات الرسمية بالملابس المريحة، ولجأوا إلى تقنية البلوك تشين بدل المصارف، وأثّروا على عالم الإنترنت من خلال مساهماتهم في الفضاء الرقمي. وهكذا ابتكروا مفاهيم جديدة للرفاهية التي تتناسب مع طابعهم الفريد وتعكس الجماليّة القاتمة والشخصية القوية والتصميم الجريء.
وحالياً، تشكّل بلاك بادج، الوجه الآخر الناجح لعلامة رولز-رويس، أكثر من 27% من المهام التي يُكلَّف بها فريقنا حول العالم. تحمل السيارة في مقصورتها الداخلية رمز “اللانهاية” في إشارة إلى فيض الاحتمالات التي يكتنزها هذا الطراز المتميّز.
استُخدم هذا الرمز الجرافيكي والمعروف باسم “ليمنيسكايت” على الطائرة المائية بلو بيرد كيه 3 المزوّدة بمحرّك رولز-رويس والتي استطاع السير مالكوم كامبل تحطيم الأرقام القياسية بها، فاقترح مصمّمو العلامة استخدام هذا الشعار في سيارات بلاك بادج إذ أنّه يشكّل خير تمثيل لسعيهم الدؤوب إلى النفوذ والنجاح.
الجانب المظلم من مفهوم “الفخامة المطلقة”
تم ابتكار سيارة جوست الجديدة لمجموعة من العملاء الذين طلبوا تصميم سيارة رولز-رويس رشيقة وبسيطة تحافظ على مستوى عالٍ من التواصل وتخلو من أي تفاصيل غير ضرورية. فأتت جوست الجديدة لتكون أكثر سيارات رولز-رويس تقدّماً من الناحية التكنولوجية وأكثرها تميّزاً من الناحية الجمالية. أصبحت السيارة منذ إطلاقها قبل سنة مضت من أسرع المنتجات مبيعاً في تاريخ العلامة، إذ شكّلت أكثر من 3,500 تكليف حول العالم.
كما ساهمت هذه السيارة في بدء محادثات جديدة حول التصميم من خلال سعيها الدائم إلى توخّي البساطة والنقاء. وقد أطلق مصمّمو رولز-رويس تسمية “الفخامة المطلقة” على هذه الحركة الجمالية المتّصفة بالاختزال والبساطة. ولهذا الغرض، تم اختيار مواد استثنائية واستخدامها، والحرص على أن يكون التصميم محدوداً وذكياً وغير متكلّف.
ولكن تفرّعت من هذه المجموعة شريحة من العملاء الذين يعشقون البساطة وجودة المواد، وينشدون ابتكار تصميم ثوري من جوست يكتسي باللون الأسود النقي. تعكس بلاك بادج جوست متطلبات هؤلاء العملاء فهي الجانب المظلم من “الفخامة المطلقة” والبساطة بأقصى حدودها.
التصميم الخارجي
يستطيع العملاء اختيار لونهم المفضّل من بين 44,000 لون جاهز لدى العلامة أو ابتكار لون خاص بهم بمساعدة فريق بيسبوك. إلا أنّ الغالبية العظمى من الرجال والنساء الذين طلبوا هذه النسخة القاتمة من جوست اختاروا اللون الأسود المميّز.
يتطلّب الحصول على هذا اللون الأسود الأكثر قتامةً في صناعة السيارات عمليةً معقدة تشمل تذرية 100 باوند (45 كلغ) من الطلاء ووضعه على جسم مشحون إلكتروستاتيكياً باللون الأبيض قبل تجفيفه في الفرن.
عندئذ، تُدهن السيارة بطبقتين من الطلاء الشفاف قبل أن يتم صقلها يدوياً من قبل فريق من أربعة حرفيّين لإنتاج لمسة البيانو فائقة اللمعان والمميّزة لدى العلامة.
التصميم الداخلي
تمّ ابتكار وتصنيع المواد الفاخرة المتقدّمة بطريقة مدروسة لتهيّئ الأجواء المثالية في المقصورة الداخلية. تلبّي المواد الهدف الميكانيكي الدراماتيكي لسيارة بلاك بادج جوست، كما تتماشى مع فلسفة تصميم جوست المدعوّة “الفخامة المطلقة” والتي تمتاز بالأصالة وجودة المواد بدلاً من التصميم البارز المبالغ فيه. من هذا المنطلق، ابتكر حرفيّو العلامة نسيجاً معقّداً وناعماً يضمّ نمط المُعينات العميق المصنوع من الألياف الكربونية والمعدنية.
وقد ثُبِّتت عدّة طبقات من الخشب على ركيزة العناصر الداخلية باستخدام كسوة بوليفار سوداء على الطبقة الأساسية العليا. ويشكّل ذلك أساساً داكناً لطبقات الألياف التقنية التي تتوالى بعدها. يتم تطبيق الأوراق المنسوجة من الكربون المطلي بالراتنج والخيوط المعدنية المتباينة والمُحاكة بنمط المُعينات على المكونات يدوياً بأسلوب متناسق يوحي بتأثير ثلاثي الأبعاد.
ولحماية هذه الكسوة الرائعة، تتم معالجة كل عناصرها لمدة ساعة واحدة تحت الضغط بحرارة 100 درجة مئوية. ثم تخضع لعملية سفع بالرمل للحصول على سطح مقوّى لستّ طبقات من الورنيش، حيث يتم تنعيمها يدوياً وتلميعها قبل وضعها في السيارة.
من جهة أخرى، اعتبر الفريق أنّه لا داعي لإضفاء تعديلات على محرّك رولز-رويس V12 المعزز بشاحن هواء “توربو” مزدوج بسعة 6.75 لتر. إلا أنّه تم استخدام مرونة هذا المولّد الشهير لإنتاج 29 قوة حصان إضافية، فأصبحت قدرة السيارة الإجمالية 600 حصان. كما جرى تعزيز قوة الترس عبر إضافة 50 نيوتن متر إلى عزم الدوران، ليصبح المجموع 900 نيوتن متر.